تواجه إسرائيل أزمة اقتصادية حادة، حيث يغادرها آلاف المواطنين وسط تعتيم إعلامي. وفقًا لموقع i24 NEWS، غادر أكثر من 117 ألف إسرائيلي البلاد منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023، وهو رقم يفوق بثلاثة أضعاف السنوات السابقة، وهناك تقديرات غير رسمية تشير إلى أنه قد يصل إلى مليون شخص. إلى جانب ذلك، نزح داخليًا حوالي 200 ألف إسرائيلي من المناطق الحدودية مع غزة ولبنان.
تأثرت الشركات الإسرائيلية بشدة، إذ انهارت حوالي 60 ألف شركة صغيرة منذ اندلاع الحرب، كما تعرض قطاع السياحة لانهيار كامل. بالإضافة إلى ذلك، بات الجنود الإسرائيليون والرياضيون الممثلون لإسرائيل غير مرحب بهم في العديد من الدول، مع تعرض بعضهم للاعتقال بسبب دورهم في الحرب على غزة.
من بين العوامل التي أضرت بالاقتصاد الإسرائيلي، تأتي هجمات الحوثيين في اليمن، حيث شلّوا حركة الشحن عبر البحر الأحمر، مما أدى إلى إعلان إفلاس ميناء إيلات الإسرائيلي بعد ثمانية أشهر من توقف نشاطه التجاري بالكامل.
هذا التصعيد دفع الولايات المتحدة إلى شنّ غارات مكثفة على اليمن، حيث أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد عودته إلى البيت الأبيض في يناير، بتنفيذ ضربات جوية ضد معاقل الحوثيين، زاعمًا أنهم يهددون المصالح الأمريكية. ومن الواضح أن الولايات المتحدة تعمل كوكيل لإسرائيل في هذا الصراع.
إضافةً إلى ذلك، أكدت تقارير أن بريطانيا تلعب دورًا غير معلن في الحملة الجوية على اليمن، حيث قدمت طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني دعمًا لوجستيًا للولايات المتحدة. تشير البيانات إلى أن طائرة تزويد بالوقود تابعة لسلاح الجو البريطاني أقلعت من قاعدة أكروتيري في قبرص باتجاه البحر الأحمر لدعم حاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان"، والتي نفذت الغارات على اليمن.
أسفرت الضربات الأمريكية الأولى عن مقتل 27 مدنيًا وإصابة 22 آخرين، وفقًا لمصادر يمنية، حيث تم بث مشاهد لأطفال مصابين بحروق شديدة نتيجة القصف في محافظة صعدة.
في المقابل، يواصل الاحتلال الإسرائيلي تبرير جرائمه في فلسطين بـ"حق الدفاع عن النفس"، رغم أن الاحتلال نفسه هو فعل عدواني. وبينما تتجاهل القوى الكبرى حقوق الفلسطينيين، فإنها تقدم دعمًا غير مشروط لإسرائيل، متجاهلة جرائم الحرب التي تُرتكب يوميًا.
يظهر بوضوح أن ترامب ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يمثلون ثالوثًا خطيرًا من القمع والاستعمار الجديد. وكما قال الوزير الفرنسي أندريه مالرو: "الإنسان ليس ما يعتقد أنه عليه، بل هو ما يخفيه"، وهو ما ينطبق تمامًا على هؤلاء القادة، الذين تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء بينما يدّعون الدفاع عن الديمقراطية.
https://www.middleeastmonitor.com/20250322-trump-starmer-and-netanyahu-are-a-triumvirate-of-evil/