سجّل الدولار الأميركي قفزة قياسية أمام الجنيه المصري، اليوم الإثنين لليوم الثاني على التوالي، متجاوزًا حاجز الـ51.70 جنيه في بعض البنوك، في ظل تصاعد الضغوط على الاقتصاد المحلي وتزايد نزوح الاستثمارات الأجنبية غير المباشرة، على وقع الاضطرابات التجارية العالمية.

ووفق بيانات البنوك في بداية تعاملات اليوم، بلغ سعر الدولار 51.60 جنيه للشراء و51.70 جنيه للبيع في عدد من المصارف، وهو أعلى مستوى يُسجله الدولار مقابل الجنيه منذ تحرير سعر الصرف في 2016.
 

أسعار الدولار في البنوك.. ارتفاع جماعي يقوده السوق
جاءت الأسعار في عدد من البنوك الكبرى كما يلي:

  • مصرف أبو ظبي الإسلامي: 51.60 جنيه للشراء، 51.70 للبيع.
  • بنك فيصل الإسلامي: 51.58 للشراء، 51.68 للبيع.
  • البنك الأهلي المتحد: 51.57 للشراء، 51.67 للبيع.
  • المصرف العربي الدولي وبنك أبو ظبي الأول وHSBC: 51.55 للشراء، 51.65 للبيع.
  • بنك قناة السويس والعربي الإفريقي: 51.50 للشراء، 51.60 للبيع.
  • بنك القاهرة: 51.44 للشراء، 51.54 للبيع.
     

ما وراء الأرقام.. أسباب القفزة التاريخية
   يرى الخبير المصرفي محمد عبد العال أن التراجع الحاد في سعر صرف الجنيه يعود بشكل أساسي إلى خروج المستثمرين الأجانب من أدوات الدين الحكومية، مثل أذون وسندات الخزانة، ما أدى إلى زيادة الطلب على الدولار وارتفاع سعره أمام الجنيه.

وقال عبد العال أن "سعر الصرف يعكس الآن حجم الضغط الناتج عن خروج الأجانب في ظل تقلبات الأسواق العالمية، وما نراه هو نتيجة مباشرة لتبني مصر سياسة سعر صرف مرنة، استجابة لموجة الذعر التي أطلقتها قرارات الولايات المتحدة الأخيرة."
 

الرسوم الأميركية تُشعل الأسواق الناشئة
   وفي خلفية هذا التحوّل، جاءت قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية تتراوح بين 10% إلى 47% على واردات عدد كبير من الدول، لتزيد من منسوب التوتر العالمي، وتدفع رؤوس الأموال الساخنة إلى مغادرة الأسواق الناشئة، ومنها السوق المصري، لصالح ما يُعرف بـ"الملاذات الآمنة" مثل الذهب والسندات الأميركية.

ويُضيف عبد العال: "الضغوط الاقتصادية العالمية، لا سيما تصعيد الحروب التجارية، تدفع رؤوس الأموال إلى تجنب المخاطرة، وهذا يعني أن الأسواق الناشئة مثل مصر ستدفع الثمن عبر تراجع في قيمة عملتها المحلية".