يتساءل العديد من الآباء: "هل قناة كوكوميلون ضارة بالأطفال؟". خاصةً في ظل وجود نوبات غضب لدى الصغار عند محاولة إبعادهم عن الرسوم المتحركة.

وأعرب الكثير من الآباء  عن تخوفهم من تأثير قناة كوكوميلون السلبي على الأطفال، وذلك بعد ملاحظة وجود سلوكيات إدمانية لدى أطفالهم.

تجذب قناة كوكوميلون العديد من الأطفال بأصوات ضحك متواصلة ونغمات صاخبة وأغاني مكررة تتناول مواضيع مثل الأخلاق ووقت الاستحمام، مع شخصيات ذات رؤوس كبيرة وأعين واسعة.

 

تأثيرات عصبية

أوضح صامويل كومبليز، أخصائي علم نفس الأطفال، أنه على عكس أغاني الحضانة التي يمكنك أن تغنيها للطفل، فإن مقاطع الفيديو هذه ليست تفاعلية، وهذا يمكن أن يكون له تأثير سلبي كبير.

مضيفًا، من الناحية العصبية، هؤلاء الأطفال غير مكتملي النمو، وهذا يمكن أن يسبب اضطرابات في النوم لدى الأطفال الذين سيتعرضون لهذه الفيديوهات في وقت النوم.

 

قناة كوكوميلون.. لماذا يشاهدها الأطفال بشراهة؟

- الراحة من خلال التكرار: ينمو الأطفال الصغار على الروتين.

- الجاذبية الحسية: تعمل الصور المرئية الحية والأغاني المتكررة على تحفيز الأدمغة.

- راحة الوالدين: قد يدفع انشغال الآباء إلى السماح لأبنائهم بقضاء أوقات أطول أمام الشاشة.

بينما من المهم أن تدرك أن محتوى الأطفال غالبًا ما يُصمم لإعطاء الأولوية للإفراط في التحفيز والإدمان. فيما لا يضمن المظهر وحده ملاءمة البرنامج؛ فمجرد أنه يبدو مناسبًا للأطفال لا يعني بالضرورة أن تأثيره مناسب. ولكن، من خلال البقاء على اطلاع ومشاهدة المحتوى مع أطفالك، يمكنك تقييم تأثيره بشكل مباشر.

 

التأثيرات المحتملة على الأطفال

- مدى الانتباه: قد يؤثر قضاء وقت طويل أمام الشاشة على تطور الانتباه والتركيز.

- اضطراب النوم: يمكن للشاشات قبل وقت النوم أن تتداخل مع أنماط النوم.

- انخفاض النشاط البدني: يحل الوقت الذي نقضيه في مشاهدة الشاشات محل وقت اللعب النشط.

 

هل قناة كوكوميلون تسبب الإدمان؟

يعني «الإدمان» في هذا السياق ما يلي:

- التفضيل الشديد: قد يفضل الأطفال قناة كوكوميلون على الأنشطة الأخرى.

- نوبات الغضب عند التقييد: المقاومة أو الانزعاج عندما يكون وقت الشاشة محدودًا.

- المشاهدة المتكررة: الرغبة في مشاهدة نفس الحلقات بشكل متكرر.

 

ما رأي العلم؟

مع أن مصطلح "الإدمان" قد يكون قويًا، إلا أن الخبراء يُقرون بأن الإفراط في استخدام الشاشات قد يُسبب آثارًا سلبية.

ومع ذلك، تعتبر المشاهدة المعتدلة والمُراقبة مقبولة بشكل عام، وفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال. كما أن التعرض المبكر لوسائل الإعلام سريعة الوتيرة قد يؤثر على المسارات العصبية.

فيما يمكن أن تطغى الطبيعة المفرطة في التحفيز للتلفزيون - والتي تتميز بالصور الوامضة والملونة والفلورية وإعادة إنتاج الصوت بجودة رديئة - على الأعضاء الحسية، مما يؤدي إلى اضطرابات في نموها ووظائفها، وفقًا لـ "فوربس".

وفقًا لـ «parents» في عام 2011، وجد باحثون أن مشاهدة 9 دقائق من البرامج سريعة الوتيرة قد تُضعف الوظيفة التنفيذية للطفل، وهي مجموعة المهارات المعرفية اللازمة للتحكم في الانفعالات، والتخطيط والتنظيم، وبدء المهام، والذاكرة، والمرونة.

وفي عام 2015، أجرت الباحثة نفسها، أنجلينا ليلارد، وهي اختصاصية في علم النفس التنموي بجامعة فيرجينيا، دراسة أخرى. وهذه المرة، توصل الفريق إلى أن "المحتوى الجاذب" للعروض، وليس وتيرتها، هو المشكلة.