عمت احتفالات شعبية واسعة عدداً من المدن السورية مساء أمس الثلاثاء، عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتزامه رفع العقوبات المفروضة على سوريا، في خطوة مفاجئة قال إنها جاءت بدافع منح السوريين "فرصة للنمو والتطور"، بعد سنوات من الحصار والعزلة. وجاء الإعلان خلال كلمة لترامب في منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي بالعاصمة الرياض، حيث قال إن العقوبات الأمريكية على سوريا "وحشية ومعيقة"، مضيفاً: "حان الوقت لتنهض سوريا". ترامب يربط القرار بتنسيق مع السعودية وتركيا وأضاف الرئيس الأمريكي أن قراره جاء بعد مشاورات مع كل من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، موضحاً أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو سيلتقي نظيره السوري في تركيا قريبًا، دون الكشف عن تفاصيل إضافية حول اللقاء أو جدول الأعمال المتوقع. احتفالات شعبية تملأ الشوارع عقب الخطاب، خرج آلاف السوريين إلى الشوارع في مدن عدة، أبرزها دمشق وإدلب واللاذقية، رافعين أعلام الثورة السورية ومطلقين الألعاب النارية. وعن سكان العاصمة أن "ساحة الأمويين" في دمشق شهدت توافد حشود كبيرة احتفالًا بالخطوة الأمريكية، فيما أظهرت الصور مظاهر الفرح في "ساحة الساعة" بإدلب، واحتفالات مماثلة على كورنيش اللاذقية، في مشهد نادر الحدوث منذ اندلاع الانتفاضة السورية قبل أكثر من عقد. حكومة ما بعد الأسد ترحب: عهد جديد ورحب وزير الخارجية السوري في الإدارة الجديدة أسعد الشيباني، في تصريح رسمي، بإعلان ترامب، معتبراً إياه "خطوة تاريخية تعكس تحولا حقيقيا في سياسة واشنطن تجاه الشعب السوري". وقال الشيباني: "ننظر إلى هذا الإعلان بإيجابية بالغة، ونحن على استعداد لبناء علاقة تقوم على الاحترام المتبادل والثقة والمصالح المشتركة". وأضاف في منشور عبر منصة "إكس": "أتقدم بجزيل الشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية قيادةً وحكومةً وشعبًا، على جهودها الصادقة لدعم مساعي رفع العقوبات الجائرة عن سوريا". https://x.com/AsaadHShaibani/status/1922346717522878487 دعم إقليمي واسع ومواقف مرحبة وبالتوازي مع الموقف السوري، توالت ردود الفعل المرحبة من عدد من الدول العربية، حيث أصدرت قطر، والكويت، والبحرين، والأردن، وفلسطين، واليمن، ولبنان، وليبيا بيانات ترحيب بإعلان ترامب، وأشادت بالجهود التي بذلتها كل من تركيا والسعودية لتيسير هذه الخطوة. نهاية نظام، وبداية مرحلة وكانت الإدارة السورية الجديدة قد تولّت السلطة بعد سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر 2024، بعد سيطرة فصائل سورية معارضة على معظم الأراضي السورية، منهية بذلك 61 عاماً من حكم حزب البعث، منها 53 عاماً لحكم عائلة الأسد. ومنذ الإطاحة بالنظام السابق، تصاعدت المطالبات الداخلية والخارجية برفع العقوبات الغربية، التي تعتبرها السلطات الجديدة عائقاً أمام جهود إعادة الإعمار والتنمية، في ظل تدهور اقتصادي غير مسبوق. عقوبات أنهكت البلاد ويُشار إلى أن العقوبات الأمريكية، المفروضة منذ عهد الأسد، ساهمت في تعميق الفقر والانهيار المعيشي، حيث واجه السوريون لعقود نقصًا حادًا في السلع الأساسية، وانهياراً في العملة، وغيابًا شبه كامل للاستثمارات الأجنبية. وبينما خففت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في وقت سابق بعض العقوبات على قطاعات محددة، فإن التصريحات الجديدة من ترامب تشير إلى إمكانية رفع شامل للعقوبات، الأمر الذي يفتح الباب أمام تحولات اقتصادية وجيوسياسية واسعة في البلاد. شاهد: https://x.com/SanaAjel/status/1922411681583452192 https://x.com/SanaAjel/status/1922379314902782438 https://x.com/AlekhbariahSY/status/1922386409089839394 https://x.com/AlekhbariahSY/status/1922382241927143708