اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الصحفي الفلسطيني حسن إصليح، فجر أمس الثلاثاء، عبر قصف مباشر لقسم الحروق في مجمع ناصر الطبي جنوب قطاع غزة، أثناء تلقيه العلاج من إصابة سابقة نجا منها قبل أسابيع.
إصليح، الذي عرفه الغزيون حاملًا كاميرته من السلك إلى السلك، موثقًا مجازر الاحتلال وكاشفًا عن فظائع العدوان، استُهدف للمرة الأولى في 7 أبريل الماضي، حين قصفت طائرات الاحتلال خيمة الصحفيين داخل حرم مستشفى ناصر، ما أدى إلى استشهاد عدد من زملائه، بينما نجا هو بجروح خطيرة، نقل على إثرها إلى المستشفى ذاته للعلاج.
لكن الاحتلال، الذي يرى الكاميرا سلاحًا يجب إسقاطه، لم يكتف بمحاولة اغتياله الأولى، فعاد واستهدفه داخل غرفة علاجه، في مشهد بات يتكرر في غزة التي تحوّلت مستشفياتها إلى أهداف عسكرية ومجازر معلنة.
آخر خبر كتبه.. كان عن قصف خان يونس
قبل ساعات من اغتياله، كتب إصليح منشورًا صحفيًا قصيرًا يوثق قصفًا إسرائيليًا جديدًا على أحياء خان يونس، دون أن يعلم أن خبر اليوم التالي سيكون عنه هو، كشهيد جديد ينضم إلى قافلة الصحفيين الذين دفعوا حياتهم ثمناً لنقل الحقيقة.
https://www.facebook.com/eslayeh.press/posts/pfbid02XCXVmDEPAVKtRGbVTRjEQ126bwBRCmrsrYC5tF3ZchaW7sqzPGDT7jCAtL3hwzPWl
لحظات الاستهداف المروّع وثقتها عدسات بعض المتواجدين في المستشفى، إذ أظهر مقطع متداول دمارًا في قسم الحروق بالمستشفى، بينما ظهرت بقايا طائرة مسيّرة استخدمتها إسرائيل في الهجوم الذي أودى بحياة إصليح.
الحدث فجّر موجة غضب واسع في الأوساط الفلسطينية وعلى منصات التواصل الاجتماعي، حيث دان ناشطون الجريمة ووصفوها بأنها "اغتيال معلن" يستكمل سلسلة من الاستهدافات الممنهجة للصحفيين في غزة.
من هو حسن إصليح؟
ولد حسن إصليح في غزة، وعُرف بمثابرته الصحفية ووجوده في الخطوط الأمامية لتغطية الأحداث الميدانية، منذ بدايات العدوان الإسرائيلي عام 2023. كان من أبرز الصحفيين المحليين الذين التزموا بنقل الصورة الحقيقية من الميدان، دون انتماء لمؤسسة إعلامية دولية، لكنه حاز احترام زملائه والمشاهدين على حد سواء.
لم يملك إصليح سوى كاميرا هاتف وعدسة بسيطة، لكنها كانت كافية لتوثيق واحدة من أبشع الحروب على غزة وفي العالم، لتصبح لقطاته شهادة بصرية على الجرائم الإسرائيلية التي أراد الاحتلال طمسها باغتياله.
إسرائيل تبرر.. وحماس تندد
جيش الاحتلال، وكعادته في تبرير جرائمه، زعم أن حسن إصليح "ينتمي إلى لواء خان يونس في حماس" وشارك في عملية 7 أكتوبر في رواية وصفها مراقبون بأنها "كاذبة ومعلّبة"، تستخدمها إسرائيل لتبرير قتل الصحفيين والمدنيين.
في المقابل، أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن استهداف إصليح "يمثل جريمة حرب مزدوجة" كونه جريحًا يتلقى العلاج في منشأة طبية، معتبرة أن الجريمة "تكشف السادية الصهيونية والإفلاس الإعلامي والأخلاقي للاحتلال".
وقالت الحركة إن "اغتيال الصحفيين محاولة بائسة لكتم الحقيقة، لكنها لن ترهب فرسان الكلمة والصورة"، داعية المؤسسات الدولية إلى اتخاذ موقف حاسم ضد ما وصفته بـ"إرهاب الدولة المنظم" الذي تمارسه إسرائيل بحق الإعلام الفلسطيني.
215 صحفيًا شهيدًا منذ بدء الحرب
وبحسب مكتب الإعلام الحكومي في غزة، ارتفع عدد الشهداء من الصحفيين الفلسطينيين إلى 215 منذ بداية العدوان في أكتوبر/ 2023، في حصيلة تعكس حجم الاستهداف الممنهج للإعلام الفلسطيني من قبل الاحتلال.
وتشير منظمات حقوقية دولية إلى أن الاحتلال الإسرائيلي ينتهج سياسة تصفية واضحة ضد الصحفيين في غزة، حيث جرى توثيق استهداف مساكنهم، سياراتهم، بل وحتى خيامهم ومراكز العلاج التي يتواجدون فيها.
الكاميرا التي لا تموت
كتب أحد زملاء إصليح على "إكس" (تويتر سابقًا): "اغتالوه لأن كاميرته تشهد.. لم يتحملوا وجوده حيًا، فلاحقوه إلى سريره الأخير. لكن عدسته ستبقى شاهدة على القتل، وعلى خيانة الصامتين".
فيما كتب آخر: "دم حسن إصليح يفضح العالم بأسره.. حين يتجاهلون دماء الصحفيين ويسارعون لنجدة جندي أسير".
https://x.com/Sa7atPlBreaking/status/1922104454226030948
https://x.com/PalinfoAr/status/1922148966893863061
https://www.instagram.com/reel/DJlNfWxKDli
https://x.com/AnasAlSharif0/status/1922092871240290467
https://x.com/huda_gaza/status/1922164142514872515
https://x.com/YunusAbujarad/status/1922146297429340553
https://x.com/PalinfoAr/status/1922175021721469219
https://x.com/PalinfoAr/status/1922172577906037100