في حادثة مروعة هزّت محافظة أسوان، أقدم شاب مدمن على قتل والده المسن، البالغ من العمر 95 عامًا، وفصل رأسه عن جسده ومثّل بجسده داخل منزل الأسرة في قرية الكوبانية التابعة لمركز أسوان.
وفقًا للتحقيقات، فإن الجاني قام أولاً بذبح حمار صغير داخل المنزل، ثم ارتكب جريمته تحت تأثير مخدر "الشابو"، حيث اعترف بانتظاره والده العائد من صلاة الفجر، ويُدعى علي أبو زيد محمد (95 عامًا)، ثم هاجمه بخنجر، موجهًا له طعنات قاتلة قبل أن يفصل رأسه عن جسده.
كما حاول المتهم أيضًا التعدي على زوجته لكنها فرت هاربة، قبل أن يغادر مجددًا في محاولة لذبح حمار آخر، ما أثار ذعر الأهالي الذين تمكنوا من السيطرة عليه وربطه بشجرة حتى وصول الشرطة، التي ألقت القبض عليه على الفور.
ويذكر بأن المتهم يدعى "أسعد" وهو العقد الثالث من عمره، مقيم بقرية الكوبانية، نجع الحجر، التابعة لمركز أسوان، ويعمل في إحدى شركات المقاولات بمدينة أسوان.
أفادت مصادر أمنية بأن المتهم، كان يعاني من إدمان المخدرات، ما أدى إلى تدهور حالته النفسية وتصاعد سلوكياته العنيفة تجاه أسرته.
وجرى نقل جثة الضحية إلى مشرحة أسوان بعد وصول النيابة العامة، التي باشرت التحقيقات واتخذت الإجراءات القانونية اللازمة.
ووفق شهود عيان، فإنه في يوم ارتكاب الجريمة، نام الأب في منزل أحد الجيران بعد زيادة المخاوف من قتل ابنه له أثناء نومه، واستيقظ على موعد أذان الفجر، وأدى الفجر في المسجد، وبالرغم من أن جاره نصحه بعدم العودة للمنزل، لكنه أصر ليُفاجأ بابنه، وهو يمسك خنجرًا في يديه وينهال عليه ضربًا في كل أنحاء جسده، ثم قام بفصل رأس أبيه عن جسده، وكان شقيقه وزوجة شقيقه ينامان في المنزل ولم يشعرا بالواقعة إلا بعد أن غرق الأب في دمائه وفاضت روحه.
وتم التحفظ على المتهم لحين استكمال التحقيقات، وإيداع جثة الأب في المشرحة تحت تصرف النيابة، وجارى استكمال الإجراءات القانونية حول الواقعة.
وتأتي هذه الجريمة في سياق تصاعد مقلق لحوادث العنف في مصر خلال الفترة الأخيرة، حيث شهدت البلاد سلسلة من الجرائم البشعة، تراوحت بين القتل والتعذيب ومحاولات الانتحار، ما أثار حالة من القلق والجدل المجتمعي.
ويرى مختصون أن الأزمات الاقتصادية المتفاقمة، وتدهور الأوضاع النفسية، تسهم بشكل كبير في دفع بعض الأفراد إلى ارتكاب مثل هذه الجرائم، سواء بدافع الغضب أو نتيجة لانهيارات نفسية حادة.
ورغم غياب إحصاءات رسمية دقيقة حول معدلات الجريمة، تُظهر بيانات موقع "نامبيو" العالمي أن مصر سجلت 47.3 نقطة على مؤشر الجريمة لعام 2024، ما يضعها في المرتبة السادسة عربيًا بعد دول تعاني من نزاعات مسلحة كاليمن وسوريا والصومال، وفي المرتبة 65 عالميًا.
ويحذر خبراء من أن استمرار تفشي مثل هذه الجرائم دون وضع حلول وقائية وعلاجية فعالة ينذر بمزيد من التدهور في النسيج المجتمعي، ويستدعي تحركًا عاجلًا لمعالجة جذور الظاهرة، سواء على المستوى الأمني أو الاجتماعي والنفسي.