تبنت نقابة الأطباء البيطريين تصريحات السيسي، حول الأبقار وقامت بوضع خطة عاجلة لبحث تطويرهار، وبلورة رؤية علمية تُترجم هذه التوجيهات إلى خطوات ملموسة على أرض الواقع، متجاهلة العديد من الأزمات التي تضربها كنقص الكوادر الطبية وضعف مستوياتهم وتدريبهم، ونقص الأدوية والكادر الطبي.
إحياء لمشروع فاشل
وأعاد السيسي طرح مشروع تحسين سلالات العجول المحلية واستبدالها بسلالات أجنبية حديثة أكثر إنتاجا يعيد الحديث عن المحاولات الفاشلة السابقة لتنفيذ المشروع خلال السنوات الماضية.
وأعاد السيسي إلى الواجهة هذا المشروع الفاشل، في تصريح حديث له خلال فعاليات موسم حصاد القمح، حيث جدد تأكيده على ضرورة استبدال الماشية المحلية بسلالات أجنبية أكثر إنتاجا، توفر لحوما وألبانا بكميات أكبر، داعيا لجمع رؤوس الماشية القديمة وتعويضها بسلالات حديثة خلال السنوات القادمة، لتحقيق عائد أكبر للفلاح، لكن لم يقل أين سيذهب بتلك المواشي وماذا سيفعل بها وهل يريد أخذها بتبديلها ثم يقوم بالنصب عليهم كما فعل في مشروعات أخرى كالإسكان.
مشروع قديم وفاشل
طرح السيسي هذا المشروع لأول مرة قبل سنوات، وكرره مرارا في خطبه منذ 2019، مؤكدا أن الأبقار المحلية لا تحقق إنتاجا كافيا من اللبن أو اللحوم، وفي يونيو 2022، وشدد على أن استبدال نحو 2 مليون رأس ماشية بسلالات محسنة يمكن أن يرفع الإنتاج إلى خمسة أضعاف، لكن الأبقار التي استوردت لم تتكيف على الأجواء المصرية وماتت جميعها.
رغم التصريحات المتكررة، لم تنفذ خطة الإحلال بشكل فعلي واسع، حيث أطلقت وزارة الزراعة مبادرة في 2022 لتوزيع أبقار أوروبية على الفلاحين، لكن العديد منها نفق سريعا بسبب ضعف المناعة وصعوبة التكيف، واتضح لاحقا أن شركات عديمة الخبرة هي التي نفذت المشروع.
تجاهل التحذيرات
أجمع عدد من الخبراء البيطريين والزراعيين على أن السلالات الأجنبية لا تناسب البيئة المصرية، بسبب المناخ وتكلفة التربية العالية، وحذروا من اعتماد الدولة على الاستيراد بدل تحسين السلالات المحلية بالتدريج، مؤكدين أن إدخال هذه الأبقار قد يؤدي إلى أوبئة ومشاكل للفلاحين، وهذا ما قد حدث.
بيزنس خفي
يشكك البعض في جدوى المشروع، معتبرين أن هدفه قد لا يقتصر على تحسين الإنتاج، بل قد يخدم شركات بعينها استفادت من صفقات استيراد الأبقار، كما اعتبره آخرون مشروعا استعراضيا يهدف لترويج «إنجازات» حكومية، في ظل فشل مشروعات سابقة في خفض أسعار اللحوم أو تحقيق الاكتفاء الذاتي.
بدائل أفضل
يرى مختصون أن التهجين بين السلالات المحلية والأجنبية بالتلقيح الاصطناعي أكثر فاعلية من الاستبدال الكامل، وأكدوا أن تحسين التغذية والخدمات البيطرية كفيل برفع الإنتاج دون تكاليف ضخمة، كما اقترحوا دعم السلالات البلدية التي أثبتت تحملها وظروفها البيئية المستقرة.
فشل مشروعات سابقة
سبق أن أطلق السيسي مشروع «البتلو» لتسمين العجول منذ 2017، بضخ مليارات الجنيهات لشراء رؤوس ماشية، ورغم ذلك، لم ينعكس هذا المشروع على الأسعار، التي واصلت ارتفاعها حتى منتصف 2024، مما يثير الشكوك حول فاعلية الحلول الحكومية القائمة على التسمين والاستيراد.
مشاكل الأطباء البيطريين
وفي حين تبنت نقابة الأطباء رؤية السيسي تجاهلت أهم قضايا الطب البيطرى والتى تتمثل في وجود حوالى 5 آلاف و600 طبيب بيطرى جديد من الخريجين كل عام ينضمون إلى سوق العمل، فى حين أن الاستيعاب الحالي لا يمثل 1% من أعداد الخريجين، وذلك نتيجة توقف إجراءات التعيينات للأطباء البيطريين منذ نحو 30 عاما.**
ويعتبر انتقاص صلاحيات الطبيب البيطرى فى جهات كثيرة يضر بالاقتصاد والدولة مثل الرقابة الصحية، فتكلفة مرور حالة ذبيحة مصابة بالسل من غير رقابة تكلف الدولة 1.5 مليون جنيه علاج، والتصريح الأخير لهيئة الصحة العالمية إذا صرفت على القطاع البيطرى دولار يوفر من موازنة الصحة العامة 4 دولارات.
كما أن الطبيب البيطري هو حامي الثروة الحيوانية في مصر والعنصر الرئيسي فيها فهناك 300 مرض مشترك بين الإنسان والحيوان ومنها أمراض فتاكة ومميتة والفضل بعد الله في حماية الإنسان منها هو الطبيب البيطري، الذي يحافظ على المنتج الغذائي للاستهلاك المواطن.