يدخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الـ603، وسط تصاعد غير مسبوق في عمليات القصف والتجويع الممنهج، بما يعكس استمرار سياسة الإبادة الجماعية التي تنتهجها حكومة بنيامين نتنياهو ضد أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين، بدعم عسكري وسياسي أمريكي وصمت دولي مطبق.
ورغم مرور 75 يوماً على استئناف العدوان بعد انهيار مفاوضات وقف إطلاق النار، التي تنصلت منها حكومة الاحتلال، تستمر آلة الحرب الإسرائيلية في استهداف المدنيين، وتدمير ما تبقى من البنية التحتية، وسط تحذيرات أممية متكررة من وقوع كارثة إنسانية غير مسبوقة.
قصف متواصل في كافة المناطق
منذ فجر اليوم، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات عنيفة على مناطق متفرقة في قطاع غزة. واستهدفت إحدى الغارات عمارة سكنية في شارع عمر المختار شرقي مدينة غزة، فيما دُمرت ثلاثة منازل في حيي الدرج والتفاح.
وفي مدينة خان يونس، انتشلت طواقم الإسعاف جثامين 5 شهداء من بلدة عبسان شرق المدينة بعد قصف عنيف، كما استُشهد 4 مواطنين في قصف طال خيمة تؤوي نازحين بمنطقة الشنطي شمالي مدينة غزة.
وفي بيت لاهيا شمال القطاع، قُصف منزل ما أسفر عن استشهاد فلسطيني، بينما شهدت منطقة السكة وسط خان يونس قصفاً أدى إلى سقوط شهيد وعدة إصابات، في حين قُتل مواطنان آخران في بلدة سهيلا بفعل غارة لطائرة مسيّرة.
كما سقط شهداء وجرحى آخرون نتيجة إطلاق النار من قوات الاحتلال على مدنيين حاولوا الوصول إلى مركز مساعدات غرب مدينة رفح، في مشهد متكرر يعكس استهداف ممنهج لأي تحرك إنساني داخل القطاع.
13 شهيداً بينهم أطفال في قصف على خيمة نازحين
من بين المشاهد المروّعة لهذا اليوم، استهداف طائرة مسيّرة إسرائيلية لخيمة نازحين في منطقة مواصي القرارة شمال غربي خان يونس، مما أسفر عن استشهاد 13 شخصاً بينهم 3 أطفال، ووقوع إصابات عديدة. ويعد هذا الهجوم حلقة جديدة في سلسلة الاعتداءات التي تستهدف المدنيين الفارين من نيران الحرب.
رفح ودير البلح.. على خط النار
شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية أيضاً عدة غارات على مدينة رفح، في وقت نفذ جيش الاحتلال قصفاً مدفعياً على جنوب شرق دير البلح ومنطقتي قيزان النجار وقيزان أبو رشوان قرب خان يونس، ما زاد من حجم الدمار والضحايا.
وفي رفح، نسف الاحتلال مباني سكنية بالكامل قرب ما يُعرف بمحور "موراغ"، في استمرار لسياسة الأرض المحروقة التي تتبعها قوات الاحتلال في مناطق متفرقة من القطاع.
مجزرة متواصلة في أرقام صادمة
بحسب آخر بيانات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 54,381 شهيداً و124,541 مصاباً، معظمهم من النساء والأطفال، وتشير الأرقام إلى مجازر جماعية تُرتكب بشكل يومي، دون أي رادع قانوني أو تحرك دولي لوقف هذه الانتهاكات الجسيمة.
تجويع ممنهج ومجاعة تلوح في الأفق
يُرافق التصعيد العسكري حصار خانق ومنع متعمد لإدخال المواد الغذائية الأساسية، منذ مارس الماضي، ما أدى إلى تفاقم المجاعة في مختلف أنحاء القطاع. ورصدت منظمات إغاثة دولية تدهوراً مريعاً في الوضع الغذائي والصحي، وارتفاعاً في معدلات وفيات الأطفال جوعاً.