في مشهد مأساوي هزّ قلوب أهالي منطقة كفر غطاطي، لقي الشاب "كريم" مصرعه، بعدما حاول استرجاع حق ابنة شقيقته، التي فقدت أحد عينيها أثناء نشرها للغسيل، وسط اشتباك في مشاجرة بين عائلتين بالأسلحة، ليسقط جثة هامدة غارقًا في دمائه، إثر تنامي ظاهرة الإجرام والبلطجة في مصر.

في قلب كفر غطاطي، حيث يعيش أهلها ببساطة وأمل، وقعت مأساة هزت الأرواح وأدمت القلوب.

تغريد، الفتاة الطيبة ذات الابتسامة البريئة، كانت تقوم بعملها اليومي، تنشر الغسيل بسلام، حين انقلبت حياتها رأسًا على عقب، بعد تلقيها رصاصة خرطوش طائشة، أطلقت خلال مشاجرة عنيفة بين عائلتين لا علاقة لتغريد ولا لأهلها بها، واخترقت عينها. 

وفي لمح البصر، فقدت تغريد نور عينها، وتحطمت أحلامها، لكن الألم لم ينتهِ هنا، فوالدها، الرجل الذي حمل ابنته المصابة إلى المستشفى وقلبه يعتصر ألمًا، تلقى خبرًا كالصاعقة، بوفاة خال تغريد، "كريم"، الرجل الذي عُرف في الحي بأخلاقه النبيلة وشهامته التي لا تُضاهى، حيث قُتل غدرًا، بعدما وقف يطالب بحق ابنة أخته، ليواجه مصيرًا ظالمًا على يد من لا يعرفون معنى الإنسانية. 

ومع أن كريم لم يكن مجرد رجل، بل كان رمزًا للشهامة والعدل في كفر غطاطي، ومع ذلك، أزهقت روحه بلا رحمة. 
وتعيش الآن تغريد في جرح عميق، لا في عينها فحسب، بل في قلبها، ففقدان عينها لم يكن سوى بداية الألم، ليزداد الجرح بوفاة خالها كريم الذي كان الطعنة الأكبر.

وانطلقت حملات داعمة لتغريد لعدم السماح بأن تمر هذه الجريمة دون حساب وطالب مغردون ومدونون، محاسبة الجناة وأن لا يذهب دم كريم هدرًا، وعين تغريد هباءا.

فكتب أبو رحومة "كريم مات غدر... وحقه لازم يرجع...إحنا هنا مش بنكتب بوست عزاء، إحنا بنكتب صرخة..صرخة وجع، وصرخة غضب، وصرخة حق مسلوب من شاب نضيف، محترم، خلوق.. كريم مالوش في أي خناقة، نزل يشوف مين اللي ضرب نار وخلّى بنت أخته تفقد عينها.
نزل عشان الحق... نزل عشان يحمي مش يؤذي..ومات".

وأضاف حساب كرداسة الآن "وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ" القصاص في القرآن حكمة إلهية تحمي الحياة. لما الجاني يعرف إن عقوبته هتكون بنفس جريمته، يتراجع ويخاف، فتقل الجرائم ويأمن المجتمع. المظلوم بيسترد حقه، فتهدأ نفسه ويبرد غضبه، بدل الانتقام اللي يدمر حياته. القصاص بيمنع الفوضى ودورات العنف، ويغلق أبواب الفتن.

وتابع: يصفي الطغيان وحب الانتقام، ويحمي المجتمع كدرع. لما نقتص للمظلوم، نعيد له كرامته، ولما يُعاقب القاتل، نحفظ حياة المجتمع. بلاغة الآية في "حياة"، لأن القصاص يحقق العدل ويبني مجتمعاً آمناً.

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=672831029072964&id=100090382185753&ref=embed_post