رحّلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أربعة ناشطين دوليين كانوا على متن سفينة "مادلين" التابعة لأسطول الحرية، بينما يواصل ثمانية آخرون رفض الترحيل ويقبعون في سجن إسرائيلي وسط اتهامات بانتهاك القانون الدولي.
في الوقت نفسه، دخلت قافلة "الصمود" التضامنية الأراضي الليبية في طريقها إلى قطاع غزة، رغم غياب التصاريح الأمنية من القاهرة، بينما تستعد مسيرة عالمية يشارك فيها آلاف المتضامنين للتوجه إلى معبر رفح.
 

إسرائيل ترحّل وتحتجز.. والناشطون يتمسكون بالموقف
أكد تحالف أسطول الحرية، الذي أطلق السفينة "مادلين" في محاولة لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، أن السلطات الإسرائيلية رحّلت أربعة من النشطاء الذين كانوا على متن السفينة، من بينهم الناشطة البيئية السويدية الشهيرة جريتا تونبرج، التي غادرت إلى فرنسا ومن المقرر أن تعود لاحقًا إلى بلادها.

لكن التحالف أشار إلى أن ثمانية آخرين لا يزالون رهن الاحتجاز في سجن "جفعون" بمدينة الرملة، بعد أن رفضوا التوقيع على وثائق الترحيل القسري التي اعتُبِرَت "غير قانونية"، مؤكدًا أن احتجازهم يمثل "خرقًا واضحًا للقانون الدولي"، كونهم أُسروا بالقوة من المياه الدولية وليسوا متسللين كما تزعم تل أبيب.

وأوضح التحالف أن محامي مركز "عدالة"، المتخصص في الدفاع عن حقوق الأقلية العربية في إسرائيل، تمكنوا من زيارة عدد من المحتجزين وتقديم الاستشارات القانونية لهم، في وقت يخوض فيه الصحفيان عمر فياض (من قناة الجزيرة) ويانيس محمدي (الفرنسي الجنسية) معركتهم القانونية من خلال محامين مستقلين.
 

قافلة "الصمود" تعبر الحدود الليبية وسط شعارات المقاومة
   بالتوازي مع التحركات البحرية، دخلت قافلة "الصمود" البرية التضامنية الأراضي الليبية عبر معبر رأس جدير الحدودي، قادمة من تونس، وسط هتافات حماسية أطلقها المشاركون مثل: "مقاومة مقاومة" و"على غزة رايحين شعوب بالملايين"، وفق ما وثقته فيديوهات بثتها الصفحة الرسمية للقافلة.

وتضم القافلة حوالي 1500 مشارك موزعين على نحو 14 حافلة وأكثر من 100 سيارة، بحسب تصريحات المتحدث باسم القافلة غسان الهنشيري لراديو "موزاييك إف إم"، الذي أكد أن المشاركين ينوون البقاء في ليبيا لثلاثة أو أربعة أيام قبل محاولة دخول الأراضي المصرية، رغم عدم حصولهم حتى الآن على موافقة القاهرة.
 

معبر رفح مغلق.. والأنظار على القاهرة
   تسود حالة من الترقب حول موقف السلطات المصرية من قافلة "الصمود" والمسيرة العالمية المنتظرة، في ظل استمرار إغلاق معبر رفح منذ مايو الماضي، بعد اقتحام الجيش الإسرائيلي للمعبر من الجانب الفلسطيني وسيطرته عليه.

وكانت مصر قد أعلنت آنذاك أنها ترفض التنسيق مع إسرائيل بشأن تشغيل المعبر، مشترطة انسحاب جيش الاحتلال، وهو ما لم يحدث حتى الآن.
 

أكثر من 3 آلاف مشارك في المسيرة العالمية إلى غزة
   في موازاة هذه التحركات، تستعد مسيرة عالمية نحو غزة للانطلاق من القاهرة يوم 12 يونيو بمشاركة أكثر من 3 آلاف متضامن من جنسيات متعددة، بحسب ما كشفه رئيس التحالف العالمي لمناهضة الاحتلال سيف أبو كشك.

وأكد أبو كشك أن المسيرة تنسق بشكل كامل مع قافلة الصمود وتحالف أسطول الحرية، بهدف توحيد الجهود وتسليط الضوء العالمي على "جريمة الحصار وتجويع سكان غزة"، مشيرًا إلى أنهم لم يتلقوا بعد موافقة مصرية رسمية، لكنهم "ماضون في تحركهم السلمي".
 

نضال متواصل رغم القمع الإسرائيلي
   ويأتي كل ذلك بينما تُواصل إسرائيل منع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة منذ مارس الماضي، إثر توقف مؤقت لإطلاق النار انتهى دون تجديد، لتبدأ قوات الاحتلال بعدها عدوانًا جديدًا طال مناطق واسعة في القطاع.

وترى جهات حقوقية ودولية أن استهداف النشطاء المتضامنين مع غزة، سواء عبر البحر أو البر، ومحاولات ردع التحركات السلمية الداعمة للقضية الفلسطينية، تؤكد مضي إسرائيل في سياسة "عزل غزة وتجريم التضامن"، في ظل صمت رسمي من حكومات عربية وغربية على هذه الانتهاكات.