تحوّلت استراحة عمال بسيطة في مصنع طوب بمنطقة الصف إلى فاجعة دامية، بعدما انهارت مدخنة المصنع بشكل مفاجئ، ما أدى إلى مقتل أربعة عمال وإصابة اثنين آخرين.
الواقعة المفجعة وقعت وسط درجات حرارة مرتفعة، وفي وقت كان فيه الضحايا يستعدون لمغادرة موقع عملهم بعد يوم شاق.
 

لحظات لم تشفع للهروب
   بحسب شهادات عدد من العمال الناجين وشهود العيان، فإن المدخنة –التي يبلغ ارتفاعها قرابة 50 مترًا– بدأت تُظهر تشققات مفاجئة وسريعة، دون سابق إنذار.
ورغم محاولات العمال الابتعاد والهروب، انهارت المدخنة في غضون ثوانٍ وسقطت مباشرة فوق المكان الذي كان يستخدم كمظلّة للاستراحة، مخلّفةً وراءها مشهدًا مروعًا من الركام والدماء.

يقول أحد شهود العيان: "المدخنة بدأت تترنح وتتشقق، والعمال جريوا بسرعة، لكن الوقت كان قليل.. المدخنة وقعت مرة واحدة وسحقت اللي كانوا تحتها".
 

صعوبة في جهود الإنقاذ
   
وواجهت قوات الحماية المدنية تحديات جمّة أثناء محاولات انتشال الضحايا من تحت أنقاض المدخنة المنهارة.
فارتفاع الهيكل الانشائي الهائل، وتآكل بنيته الخرسانية، فرضا واقعًا قاسيًا على فرق الإنقاذ التي اضطرت إلى استخدام معدات ثقيلة واستمرار عمليات البحث والرفع لعدة ساعات متواصلة وسط ترقّب وقلق الأهالي.
 

ضحايا الحادث.. شباب في مقتبل العمر

خلَّف الحادث المؤلم 4 قتلى من العمال، جميعهم من أبناء محافظة الجيزة، تحديدًا من قريتي المتانيا وأبو رجوان:

  • إسماعيل ع. – قرية المتانيا، مركز العياط
  • أحمد ح. – قرية المتانيا، مركز العياط
  • أحمد ج. – قرية أبو رجوان، مركز البدرشين
  • (اسم مكرر: إسماعيل ع.) – ما يرجح وجود خطأ في التوثيق أو وجود تشابه أسماء

كما أُصيب اثنان آخران، جرى نقلهما إلى مستشفيي 15 مايو وحلوان العام، وهما:

  • وليد أ. – قرية المتانيا
  • إسلام أ. – قرية المتانيا
     

القبض على أصحاب المصنع والتحقيق في التراخيص
   في أعقاب الحادث، ألقت أجهزة الأمن القبض على مالكي المصنع للتحقيق معهم بشأن مسؤوليتهم عن الكارثة، كما تحفظت الجهات الأمنية على مقطع فيديو سجلته كاميرات المراقبة في لحظة الانهيار.

وتباشر النيابة العامة تحقيقًا موسّعًا للوقوف على تفاصيل الحادث، إلى جانب فحص تراخيص المصنع وسجلات الصيانة ومدى التزامه بإجراءات السلامة المهنية المنصوص عليها قانونًا.
 

جنازات مهيبة وحزن جماعي
   شهدت قرية المتانيا في العياط، وقرية أبو رجوان في البدرشين، جنازات مهيبة لضحايا الحادث، وسط أجواء من الحزن والغضب.
الأهالي ودّعوا أبناءهم الذين وصفوهم بـ"الغلابة الشقيانين" الذين لم يجدوا سوى مصانع الطوب لتوفير لقمة العيش.
وكان بعض الضحايا يعولون أسرًا كبيرة، ما زاد من فداحة المصاب.
 

شاهد:
https://www.facebook.com/reel/1435281657918219