تباينت ردود فعل المجتمع الدولي بشأن الهجوم الأمريكي الذي شنته الولايات المتحدة الأحد على المنشآت النووية الإيرانية، بين دعوات إلى ضبط النفس وتنديد وشجب وقلق من عواقب التصعيد على الشرق الأوسط بأسره، فيما توعدت طهران، الاثنين، واشنطن بـ"عواقب وخيمة" ردّاً على الضربات الأمريكية غير المسبوقة على مواقع نووية في الجمهورية الإسلامية، مع دخول الحرب بين إيران وإسرائيل يومها الحادي عشر.

وأعلن متحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية إبراهيم ذو الفقاري أن "هذا العمل العدواني، سيوسّع نطاق الأهداف المشروعة للقوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية وسيفتح الطريق لتوسيع الحرب في المنطقة" مضيفاً في فيديو بثه التلفزيون الرسمي أن "مقاتلي الإسلام سيلحقون بكم عواقب وخيمة لا يمكن توقعها بعمليات قوية وهادفة".
 

الأمم المتحدة
   
عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا الأحد لمناقشة الهجمات الأمريكية على المواقع النووية الإيرانية، وذلك في الوقت الذي اقترحت فيه روسيا والصين وباكستان أن يعتمد المجلس قرارا يدعو إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في الشرق الأوسط.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش لمجلس الأمن "إن قصف الولايات المتحدة للمنشآت النووية الإيرانية يمثل منعطفا خطيرا في منطقة تعاني بالفعل من تداعيات خطيرة. نحن الآن نواجه خطر الانزلاق إلى دوامة لا تنتهي من الردود المتبادلة".

وأضاف جوتيريش "يجب أن نتحرك – فورا وبحزم – لوقف القتال والعودة إلى مفاوضات جادة ومستدامة بشأن البرنامج النووي الإيراني".
 

منظمة التعاون الإسلامي
   
قالت منظمة التعاون الإسلامي الأحد، إنها ستشكل فريق اتصال على مستوى الوزراء لإجراء اتصالات منتظمة مع الأطراف الدولية والإقليمية لدعم جهود خفض التصعيد و"وقف العدوان على إيران".
وفي إعلان مشترك عقب اجتماع وزراء خارجية منظمة المؤتمر الإسلامي في إسطنبول، أدانت المنظمة المكونة من 57 عضوا "عدوان إسرائيل" على إيران، مشددة على "الحاجة الملحة لوقف الهجمات الإسرائيلية وقلقها الكبير إزاء هذا التصعيد الخطير".
 

حركة حماس
   
نددت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الحليفة لإيران، القصف الأمريكي، ووصفته بأنه "عدوان إجرامي".
وقالت الحركة الفلسطينية في بيان: "ندين هذا العدوان الإجرامي ونعتبره نموذجا صارخا لسياسة فرض الهيمنة عبر منطق القوة وعدوانا يقوم على قانون الغاب يتناقض مع كل الأعراف والمواثيق الدولية"، منددة بـ"التصعيد الخطير".
 

الحوثيون
   
ومن جهته، أدان المكتب السياسي لحركة "أنصار الله" في اليمن، "العدوان الأمريكي الغاشم والجبان الذي استهدف الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومنشآتها النووية".

وقال الحوثيون إن الهجوم يمثل "عدوانا سافرا على دولة ذات سيادة ويمثل انتهاكا صارخا لكل القوانين والمواثيق الدولية وتصعيدا خطيرا وتهديدا مباشرا للأمن والسلم الإقليمي والدولي".

وفي وقت لاحق، قالت حكومة التغيير والبناء التابعة للحوثيين في بيان إن "عدوان إدارة ترامب الطائشة على ثلاثة مواقع نووية إيرانية، إعلان حرب سافر على الشعب الإيراني الشقيق"، مؤكدة الالتزام "بإعلان القوات المسلحة استعدادها لاستهداف السفن والبوارج الأمريكية في البحر الأحمر".
 

بريطانيا
   
أما رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر فكتب على إكس "لا يمكن السماح لإيران بتطوير سلاح نووي، وقد اتخذت الولايات المتحدة إجراءات لخفض هذا التهديد"، مشددا على أن "استقرار المنطقة أولوية".
وتابع: "ندعو إيران للعودة إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء هذه الأزمة".
 

الاتحاد الأوروبي
   
ومن جانبها، دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس إلى "تفادي مزيد من التصعيد" عقب الضربات الأمريكية.

وقالت على منصة إكس: "لا يجب السماح لإيران بتطوير سلاح نووي لأن ذلك سيشكل تهديدا للأمن العالمي"، داعية "كل الأطراف إلى التراجع خطوة إلى الوراء والعودة إلى طاولة المفاوضات وتفادي مزيد من التصعيد".
وأضافت: "سيناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الوضع غدا" خلال اجتماع مقرر مسبقا.
 

فرنسا
   
أعربت فرنسا عن قلقها بعد الضربات داعية "الأطراف إلى ضبط النفس لتفادي أي تصعيد من شأنه أن يؤدي إلى اتساع رقعة النزاع"، في رسالة نشرتها وزارة الخارجية الفرنسية على إكس.

وأكدت باريس "قناعتها بأن التسوية المستديمة لهذه المسألة تمر عبر حل بالتفاوض في إطار معاهدة منع الانتشار النووي"، مشيرة إلى أنها "لم تشارك في هذه الضربات ولا في التخطيط لها".
 

تركيا
   
أعربت تركيا عن "قلقها الكبير" حيال "التداعيات المحتملة" للضربات.
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان إن "تركيا تعرب عن قلقها الكبير إزاء التداعيات المحتملة للهجوم الأمريكي على منشآت نووية للجمهورية الإسلامية الإيرانية"، معتبرة أن التطورات الحالية قد تؤدي "إلى تصعيد الصراع الإقليمي إلى مستوى عالمي".