تشهد منطقة الشرق الأوسط منذ الثالث عشر من (يونيو) الجاري تصعيدًا عسكريًا خطيرًا بين إسرائيل وإيران، يتمثل في تبادل الضربات العسكرية المباشرة وغير المسبوقة في ظل التفوق الإيراني واستقواء إسرائيل بأمريكا بعدما شعرت بهزيمة ساحقة من المسيرات والصواريخ الإيرانية.
هذا التصعيد والتفوق الإيراني يثير تساؤلات جدية حول طبيعة المواجهة وآثارها المحتملة على المنطقة بأسرها، لفهم هذا المشهد المعقد، من الضروري تحليل أنواع الأسلحة الإيرانية المستخدمة، وتداعيات هذه الضربات على قواعد الاشتباك الصهيونية، والدور الذي تلعبه الترسانات العسكرية الإيرانية في تشكيل هذا الصراع.
فيما تحدث رئيس الوزراء الصهيوني عن القدرات العسكرية الإيرانية، قائلا إن “النظام الإيراني يحاول تطوير قنابل نووية”، مضيفا أن إيران لديها 28 ألف صاروخ وذلك عندما تحدث لضرورة دخول أمريكا في الصراع.
الطائرات المسيرة
وفي خضم هذا التصعيد، عاد الحديث حول الترسانة الصاروخية والطائرات المسيرة الإيرانية إلى الواجهة، باعتبارها حجر الزاوية في استراتيجية الردع التي تتبعها طهران منذ عقود.
وتُدرك طهران، حسب المراقبين، محدودية قدراتها الجوية التقليدية، ولتعويض هذا القصور، استثمرت في برنامج الطائرات المُسيرة منذ ثمانينيات القرن الماضي.
وتطورت هذه الصناعة من طائرة استطلاع بدون طيار من طراز "مهاجر" في اول نسخة لها إلى طرازات متقدمة مثل الطائرة المسيرة "شاهد 136"، التي اكتسبت شهرة واسعة بعد استخدامها بكثافة من قبل روسيا في أوكرانيا.
ومن بين أبرز الطائرات المسيرة الإيرانية نجد طائرة "مهاجر 6". تندرج هذه الطائرة ضمن فئة الطائرات بدون طيار التكتيكية القتالية، ويستخدمها كل من الحرس الثوري والجيش الإيراني في عملياتهما.
يبلغ نطاق عملياتها نحو ألفي كيلومتر، وهي قادرة على حمل 40 كيلوغراما من القنابل.
تصل سرعتها إلى حوالي 200 كيلومتر في الساعة، ويمكنها التحليق لمدة 12 ساعة متواصلة على ارتفاع يصل إلى 18 ألف قدم. وتُنفذ عمليات متنوعة ضد أهداف ثابتة ومتحركة.
وفي يناير 2024، برزت كذلك طائرة "كمان 22" كنسخة مطورة من طائرة "كمان 12".
تم تجهيزها بمزيج من أنظمة الاستطلاع وتقنيات الحرب الإلكترونية في آنٍ واحد.
ولم تُعلن حتى الآن تفاصيلها الدقيقة، حيث كانت لا تزال في مراحل الاختبار النهائية قبل دخولها الخدمة عند الإعلان عنها.
الصواريخ
وفي أحدث ما أنتجته الصناعات العسكرية الإيرانية، كشف وزير الدفاع الإيراني، عزيز نصير زاده، في مايو الماضي، عن صاروخ "قاسم بصير"، الذي يعد نسخة مطورة من صاروخ "الحاج قاسم" (تيمنا بقاسم سليماني)، ويبلغ مداه 1200 كيلومتر.
وتؤكد إيران أن الصاروخ قادر على اختراق منظومة "ثاد" الأمريكية والوصول إلى قواعد في العراق وقطر والكويت.
يعمل "قاسم بصير" بالوقود الصلب، ما يجعله أسرع في الجهوزية للإطلاق مقارنة بالصواريخ العاملة بالوقود السائل.
ويتميز بنظام توجيه مزدوج يجمع بين التوجيه الأرضي والملاحة عبر الأقمار الصناعية، بالإضافة إلى توجيه بصري "كهروضوئي" يصعب التشويش عليه.
أما صاروخ "اعتماد"، الذي أزيح عنه الستار في فبراير الماضي، فيبلغ مداه 1700 كيلومتر، ويصل طوله إلى 16 مترا.
ويمتاز بقدرته على توجيه الرأس الحربي حتى لحظة إصابة الهدف بدقة عالية، حسب الرواية الإيرانية.
ورغم تأكيد إيران أن الصاروخ غير مصمم لحمل رؤوس نووية، اعتبرت واشنطن في حينه أن تطويره يشكل انتهاكا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1929، مشيرة إلى إمكانية تزويده برؤوس نووية مستقبلا.
من جانبه، أشار موقع "ميسيل تريت" (Missile Threat) المتخصص في الشؤون العسكرية، في وقت سابق، إلى أن بعض الصواريخ الإيرانية قادرة على ضرب إسرائيل مباشرة، بالإضافة إلى القواعد الأمريكية المنتشرة في المنطقة.
كماأفاد المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، بأن إيران تمتلك واحدة من أكبر ترسانات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة في غرب آسيا، والتي تشمل صواريخ كروز وصواريخ مضادة للسفن، بالإضافة إلى صواريخ باليستية يصل مداها إلى 2000 كيلومتر.
تتمتع هذه الصواريخ بالقدرة والمدى اللازمين لضرب أي هدف، بما في ذلك إسرائيل.