استهلت غزة باليوم الـ638 من حرب الإبادة على وقع المجازر التي أودت بعشرات الفلسطينيين بينهم منتظرو المساعدات، وفق ما أفادته مستشفيات القطاع المنكوب.
واستشهد 35 مواطنًا فلسطينيًا وأُصيب العشرات، منذ فجر السبت، في سلسلة غارات شنّتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على مناطق مختلفة في قطاع غزة، طالت مدارس تؤوي نازحين، ومنازل سكنية، ونقطة توزيع مساعدات غذائية، في حين أكدت وزارة الصحة استمرار أزمة نقص الوقود مما يهدد عمل مستشفيات القطاع المتهالكة.

وطالت استهدافات جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ فجر اليوم مدرسة وخياما تؤوي نازحين ومنازل لمواطنين في أنحاء مختلفة من القطاع.

ففي شمال القطاع، استشهد 7 فلسطينيين وأصيب آخرون إثر قصف إسرائيلي استهدف مدرسة الإمام الشافعي التي تؤوي نازحين في حي الزيتون (جنوب شرقي مدينة غزة).

في حين استشهد 3 آخرون -بينهم طفلان- وسقط عدد من الجرحى إثر قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلا بجوار مدرسة الموهوبين التي تؤوي نازحين في حي الشيخ الرضوان (غربي مدينة غزة)، وأسفر القصف عن تضرر عدد من خيام النازحين في المدرسة.

وفي جنوب القطاع، استشهد طبيب و4 من أبنائه بقصف شنته مسيرة إسرائيلية على خيمة تؤوي نازحين في شارع حنين بمنطقة مواصي خان يونس، وأدى القصف إلى اشتعال النيران في الخيمة وعدد من الخيام المجاورة.

كما استشهد أب وابنه بقصف شنته مسيرة إسرائيلية على خيمة تؤوي نازحين قرب الميناء بمنطقة مواصي خان يونس.

وفي وسط غزة، استشهد فلسطينيان إثر قصف من مروحية إسرائيلية استهدف منزلا في مخيم المغازي بالمحافظة الوسطى.

كما استشهد شقيقان ووقع عدد من الإصابات بقصف شنته مروحية إسرائيلية على شقة في بناية سكنية بمخيم البريج بالمحافظة الوسطى.

ونفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات نسف لمبانٍ سكنية في حي التفاح (شرق مدينة غزة).

في الأثناء، قالت وزارة الصحة بغزة إن أزمة نقص الوقود تفاقم حالة الاستنزاف الشديدة للمنظومة الصحية وما تبقى من مستشفيات عاملة.

وأضافت أن الضغط المتزايد من الإصابات الحرجة يزيد معها الحاجة لضمان استمرار عمل المولدات الكهربائية لتشغيل الأقسام الحيوية، مشيرة إلى أن الاحتلال يتعمد سياسة التقطير في السماح بإدخال كميات الوقود.
كما أوضحت أن الفرق الهندسية في المستشفيات مستنزفة في متابعة عمل المولدات وإجراءات الترشيد التي أصبحت دون جدوى.

وناشدت الوزارة مجددا الجهات المعنية بالضغط على الاحتلال لإدخال إمدادات الوقود لعمل المولدات.

ومن جهة أخرى، نقلت صحيفة الغارديان عن أطباء في غزة أن إسرائيل تمنع دخول حليب الأطفال إلى القطاع، مشيرة إلى أن الأمهات إما يتوفين أو يعانين من سوء التغذية.

وأضافت أن مئات الأطفال الرضع معرضون لخطر الموت في ظل النقص الحاد في حليب الأطفال، وأن وفيات الرضع تعد مؤشرا مقلقا على أزمة المجاعة الوشيكة في غزة.

وعلى صعيد المفاوضات، قالت حركة حماس إنها سلمت ردها "للإخوة الوسطاء، والذي اتسم بالإيجابية، وجاهزون بجدية للدخول فورا في مفاوضات آلية التنفيذ".

وأوضحت حماس أنها أكملت مشاوراتها الداخلية ومع الفصائل والقوى الفلسطينية "لوقف العدوان على شعبنا وسلمنا الرد بناء على ذلك".

ومن جهة أخرى، نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مسؤولين تأكيدهم تلقي رد حماس من الوسطاء، مشيرين إلى أنهم شرعوا في دراسة تفاصيله.

وبدوره، اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب رد حماس على مقترح وقف إطلاق النار بأنه "أمر جيد" مشيرا إلى أنه لم يتلق إفادة بهذا الشأن حتى الآن.

وأضاف ترامب أنه "قد يكون هناك اتفاق بشأن غزة خلال أيام".

وقد جددت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين بغزة مطالبتها الرئيس الأميركي بالضغط لإبرام صفقة، وقالت في بيان "نعوّل عليك في تحرير جميع المختطفين الـ50 والعمل على وقف الحرب سريعا".

وفي الضفة الغربية المحتلة، قتلت القوات الإسرائيلية مسنا في طولكرم، واعتقلت عشرات الفلسطينيين خلال حملة مداهمات وتفتيش واسعة طالت عدة مدن وبلدات فلسطينية.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت هذه الحرب نحو 193 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح الكثيرين، وبينهم عشرات الأطفال.