يبدو أن الكاتب الصحفي والإعلامي مصطفى بكري قد انتابته مخاوف من الدعوات الموجّهة لمحاصرة السفارات المصرية في الخارج، وذلك على خلفية تقاعس القاهرة عن مساعدة أهالي غزة أثناء الحرب. حيث رأى أن تلك التحركات تخدم مخططات تُروّج للمشروع الإسرائيلي، وتُغطّي على الجرائم المزعومة للإبادة الجماعية في القطاع.
ثم وجّه رسالة إلى الرئيس السيسي عبر تغريدة على منصة "إكس"، جاء فيها:
"رسالتي لمن يسعون لحصار السفارات المصرية في الخارج بحجة أن مصر تغلق معبر رفح: الأولى بكم أن تحاصروا السفارات الإسرائيلية، فالاحتلال الإسرائيلي هو من يغلق معبر رفح من الجانب الآخر وليس مصر. الأولى أن تعلو هتافاتكم منددة بجرائم نتنياهو وليس السيسي."
وأضاف مصطفى بكري:
«احذروا من مصر، الأيام المقبلة مش سهلة، لكننا مستعدون لكل السيناريوهات — والرجّالة (الجدع) يقدر يقرب.»
ردود فعل نشطاء "إكس" (Twitter):
-
رفعت كتب:
"أنتم مستعدون لانتخابات شورى وبرلمانية لا فائدة منها، غير بقاء الحال على ما هو عليه من ذل وفقر ومسخرة."
-
شيماء قالت:
"لازم يخلقوا وهم عشان يعملوا بطولة وهمية."
-
أحمد إسماعيل علق:
"بكري خادم السيسي، يبدو أنه عنده تعليمات تعكس نهاية كلاب الحراسة."
-
مجدي كتب:
"انتقام الله من بكري هذا قادم قبل انتقام البشر."
-
زايد أضاف:
"أرى سقوط السيسي غدًا بإذن الله."
-
الحق المر قال:
"بقرة منافق كل العصور، خايف على نفسه مش على مصر."
إغلاق السفارات المصرية رمزياً ردًّا على إغلاق معبر رفح:
في هولندا، قام نشطاء فجر يوم الجمعة بإغلاق مدخلي سفارتي مصر والأردن في مدينة لاهاي عبر سلاسل وأقفال حديدية، احتجاجًا رمزيًا على استمرار الحصار على قطاع غزة ورفضًا لما وصفوه بـ "تواطؤ الحكومات العربية مع الاحتلال الإسرائيلي عبر إغلاق المعابر الحدودية".
وجاء هذا التحرك بعد مبادرات مشابهة، أبرزها قيام الناشط المصري أنس حبيب بإغلاق أبواب السفارة المصرية في لاهاي والبث المباشر لتعليقه:
"إذا كان معبر رفح مغلقًا أمام الأطفال والدواء، فلتغلق السفارات التي تصمت على ذلك، فالصمت تواطؤ."
وفي اليوم التالي، أقدم الناشط أدهم حسانين على إغلاق السفارة الأردنية، متهمًا الأردن بلعب دور في استمرار الحصار.
كما قامت ثلاث ناشطات هولنديات بإغلاق مدخل السفارة المصرية بالسلاسل، ما دفع موظفي السفارة لاستدعاء الشرطة الهولندية التي أزالت القيود لاحقًا.
وفي لبنان، شهدت الساعات التالية وقفة احتجاجية أمام السفارة المصرية في بيروت، ضمن احتجاجات مطالبة بفتح معبر رفح ومنع التصعيد في قطاع غزة.
وأظهرت مقاطع فيديو المتظاهرين وهم يرفعون لافتات تطالب بفتح المعبر فورًا، مرددين شعارات مثل:
“افتحوا المعبر… أنقذوا غزة”
“الدم الفلسطيني مش رخيص”
“من بيروت لغزة… دم واحد لا يقسمه حدود”
كما اتهموا السلطات المصرية بـ "التواطؤ في جريمة التجويع الجماعي"، من خلال استمرار إغلاق معبر رفح ومنع دخول الشاحنات المحمّلة بالإغاثة والمستلزمات الإنسانية.
سياق الوضع القائم
معبر رفح البري، الواقع على الحدود بين مصر وقطاع غزة، يُعد المنفذ البري الوحيد غير الخاضع لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي، وطوال عقود كان شريان حياة لحوالي مليوني فلسطيني يقيمون في القطاع.
منذ بداية العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023، تصاعدت الأزمة الإنسانية في غزة، وطالب المجتمع الدولي بفتح المعبر بشكل دائم وغير مشروط لإيصال المساعدات وإجلاء الجرحى؛ لكن المعبر لا يزال مغلقًا أمام حركة دخول منتظمة، وسط تقارير حقوقية تتهم كل من إسرائيل ومصر بالتسبب في ما وصفوه بـ "كارثة إنسانية متعمدة".
تأتي احتجاجات بيروت ضمن سلسلة احتجاجات عارمة في عواصم عربية وأجنبية، تطالب بإنهاء الحصار ووقف الحرب، وتحمّل الحكومات العربية مسؤولية الصمت أو التواطؤ، مطالبين الحكومة المصرية "بالتحرر من الضغوط الأمريكية والإسرائيلية وفتح المعبر فورًا دون شروط سياسية".