وجّه خليل الحية، رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس في قطاع غزة وعضو مكتبها السياسي، رسالة واضحة إلى الوسطاء والدول المعنية، مفادها أن لا معنى لاستمرار المفاوضات في ظل استمرار الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج لأكثر من مليوني فلسطيني محاصرين في قطاع غزة.

 

مفاوضات تحت النار: مرونة فلسطينية و"انسحاب إسرائيلي فجائي"

أكد الحية أن فصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس، قدمت أقصى درجات المرونة خلال الجولات التفاوضية الأخيرة، بما في ذلك ملفات الانسحاب، والأسرى، والمساعدات الإنسانية.
وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي، برعاية مباشرة من المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، تراجع فجأة عن التفاهمات، في محاولة مكشوفة لـ"حرق الوقت" وإطالة أمد الإبادة.

وقال الحية: "الاحتلال أصرّ على آليات توزيع مساعدات تسببت بمقتل وجرح الآلاف، ورفض تغييرها"، مؤكدًا أن هذا يُستخدم كغطاء لاستمرار المجازر بحق المدنيين.

 

المساعدات.. "مسرحية هزلية" و"مصائد موت"

وفي رد واضح على ما وصفه بـ"مسرحيات إنزال المساعدات"، قال الحية إن "خمس عمليات إنزال لا تعادل شاحنة صغيرة"، متهمًا الاحتلال باستخدام هذه الإنزالات للتغطية على سياسة التجويع. بدورها، قالت حكومة غزة إن "3 عمليات إنزال وقعت بمناطق حمراء خطيرة"، لا تتجاوز مجملها شاحنتين، وسقطت في مناطق يصنفها الاحتلال على أنها مناطق قتال ممنوع على المدنيين دخولها.

ورفضت الحكومة الفلسطينية هذه الخطوات، ووصفتها بأنها "مؤامرة دولية لتسويق وهم الإغاثة"، مؤكدة أن الحل الجذري هو "فتح المعابر دون قيد أو شرط".

 

رسالة مباشرة إلى مصر.. "هل يموت أهل غزة جوعًا وهم على حدودكم؟"

خصّ خليل الحية مصر بنداء مباشر، داعيًا القيادة المصرية إلى تحمّل مسؤولياتها التاريخية تجاه غزة. وقال: يا أهلَ مصر، يا قادةَ مصر، يا جيشَ مصر وعشائرَها وقبائلَها وعلماءَها وأزهرَها وكنائسَها ونخبَها: أيموت إخوانكم في غزة من الجوع وهم على حدودكم، وعلى مقربة منكم؟! إن الاحتلال قد حوّل معبر رفح، معبراً للموت والقتل والتجويع، لتنفيذ مخططه في تهجير شعبنا، بعد أن كان شريانَ حياة لشعبنا؛ لذا نتطلعُ بكل ثقة، لمصرَ العظيمةَ أن تقول كلمتَها الفاصلة: إن غزة لن تموت جوعاً، ولن تقبل أن يُبقيَ العدوُ معبرَ رفح، مغلقاً أمام حاجات أهل غزة.
https://www.facebook.com/AbdullahELshrif/videos/4191832314476464

 

دعوات للزحف الشعبي.. وغضب عارم من الصمت الدولي

وجّه الحية دعوة حارة للشعوب العربية والإسلامية للزحف نحو فلسطين، ومحاصرة السفارات الإسرائيلية، وقطع كافة أشكال العلاقات السياسية والتجارية مع الكيان المحتل.

وقال في كلمته: "إن صرخات أطفال غزة، ومعاناة نسائها، وتضحيات رجالها، كلها أمانة في أعناق الأمة. أما آن الأوان للتحرك العملي؟".

كما توجّه بنداء خاص إلى العلماء المسلمين، قائلاً: "حرائر غزة يستنجدن بكم، فهل تلبّون النداء؟".

https://x.com/palscholars48/status/1949560825179771028

 

حكومة غزة: "المجاعة تفترس الأطفال.. والاحتلال يمنع المساعدات عمداً"

في بيان للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة، أكدت السلطات أن الاحتلال يتعمد استخدام سياسة "هندسة الفوضى والتجويع"، من خلال تسهيل عمليات نهب المساعدات أو إسقاطها في مناطق قتالية، مع منع وصولها إلى مستودعات التوزيع.

وجاء في البيان: "ما يجري الآن هو مسرحية هزلية يتواطأ فيها المجتمع الدولي ضد المُجوّعين في قطاع غزة، عبر وعود زائفة أو معلومات مضللة".

وأكد البيان أن "الواقع فاضح"، حيث دخلت فقط 73 شاحنة خلال أيام، معظمها تمّت سرقتها أو تم منع المدنيين من الوصول إليها.

وأضاف: "نحمّل الاحتلال وشركاءه من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا مسؤولية ما يحدث من إبادة ومجاعة".

 

أرقام مرعبة: أطفال يموتون جوعاً وسط صمت العالم

وفق وزارة الصحة في غزة، ارتفع عدد الشهداء بسبب الجوع وسوء التغذية إلى 133 شخصاً، بينهم 87 طفلاً، في حين تجاوز عدد ضحايا الحرب الشاملة 204 ألفاً بين شهيد وجريح، فضلاً عن 9 آلاف مفقود ومئات الآلاف من النازحين.

وأكدت وكالة "أونروا" أن عمليات الإنزال الجوي "لن تنهي المجاعة"، واعتبرت أنها "ذر للرماد في العيون". كما قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن هذه الخطوات "تروّج لوهم الإغاثة بينما الجوع يُستخدم كسلاح للإبادة".

https://t.me/c/1407249165/9039