يعيش أهالي منطقة "المجزر الآلي" بمحافظة الجيزة حالة عطش مستمرة منذ ما يقارب 6 سنوات كاملة، وسط غياب أي حلول جذرية من الجهات المعنية.
أهالي المنطقة، كبارًا وصغارًا، أصبحوا يعتمدون بشكل شبه كامل على عربات مياه تجوب الشوارع، يدفعون مقابلها اشتراكات شهرية، دون ضمان لنظافة أو أمان مصدر هذه المياه، في مشهد يلخص معاناة إنسانية قاسية.
المأساة لا تتوقف عند حدود الانزعاج، بل تمتد لتشمل مواقف مأساوية تكشف حجم الأزمة.
إحدى السيدات المسنات، البالغة من العمر 73 عامًا، روت بمرارة أن المياه كانت تصلهم منذ خمس سنوات لمدة ساعة أو ساعتين يوميًا فقط، قبل أن تنقطع كليًا، تاركة السكان في مواجهة عطش دائم.
تقول: "كنا بنلحق نملأ الجراكن في الساعتين دول، لكن دلوقتي مفيش نقطة مية، وبنعتمد على عربية المياه اللي في الشارع".
ويحكي أحد الأهالي عن الروتين القاسي الذي بات جزءًا من حياتهم اليومية: "بنسيب أشغالنا ونقف نستنى عربية المياه، وندفع كل شهر مبلغ كبير، ومش عارفين مصدر المياه أصلاً.
ومع ذلك هي وسيلتنا الوحيدة علشان نشرب ونطبخ ونغسل"، مضيفًا أن شكاواهم المتكررة للجهات المختصة لم تجد أي رد أو تفسير رسمي.
المعاناة بلغت ذروتها في مواقف حرجة؛ إذ ذكر أحد السكان أنهم فقدوا أحد جيرانهم، وعندما حان وقت تغسيله لم يجدوا ماءً كافيًا، كما اندلع حريق في أحد شوارع المنطقة، وظل الأهالي في صراع مرير لجلب المياه لإطفائه، ما تسبب في انتشار ألسنة اللهب قبل السيطرة عليها.
الأغرب – بحسب شهادات الأهالي – أن الشركة المسؤولة عن المياه تطالبهم بدفع مستحقات استهلاك المياه والصرف الصحي، رغم انقطاع الخدمة منذ سنوات.
وعندما اعترضوا قيل لهم إن الرسوم تخص "الصرف الصحي"، في مفارقة زادت من إحساسهم بالظلم.
أهالي "المجزر الآلي" يوجهون اليوم صرخة استغاثة علنية، متهمين الحكومة بالتقاعس، والنواب بالتخلي عن دورهم الرقابي، وعبدالفتاح السيسي بتجاهل معاناتهم، مطالبين بإنهاء هذه الأزمة التي حوّلت حياتهم اليومية إلى رحلة شاقة تبدأ من مطاردة عربات المياه وتنتهي بخوف دائم من مواجهة مواقف طارئة بلا قطرة ماء.
الفيديو:
https://www.facebook.com/watch/live/?ref=watch_permalink&v=1499774947847601