لفظ عامل النظافة العم سعيد محمد عبد الحميد السيد عابدين، أنفاسه الأخيرة أثناء تأدية عمله اليومي في شوارع حي ثان الزقازيق بمحافظة الشرقية، بعد إصابته بهبوط حاد في الدورة الدموية وتوقف عضلة القلب، إثر إجهاد شديد لم يحتمله جسده النحيل، في مشهد هز قلوب أهالي الزقازيق وأثار موجة من الحزن والغضب.

كان صباح العم سعيد عاديًا في ظاهره، حيث خرج من بيته حاملاً مكنسته التي لازمته لسنوات، يؤدي عمله في رفع القمامة وتنظيف الشوارع، بابتسامة يعرفها سكان الحي، لكنه لم يكن يعلم أن هذا اليوم سيحمل نهايته، وبينما كان يواصل عمله بصمت وسط ضجيج المدينة، باغته الإنهاك ليسقط وحيدًا على الأرض دون إسعاف فوري، تاركًا مكنسته وأمانته في العمل شاهدتين على إخلاصه.

المأساة لم تتوقف عند هذا الحد، إذ تروي شهادات الأهالي أن الكلاب الضالة هاجمت جثمانه وهو ملقى على الأرض، في مشهد صادم يعكس قسوة الإهمال، ليس فقط في غياب الرعاية الطبية السريعة، بل حتى في حماية جسده بعد وفاته.

لم يكن سعيد مجرد عامل نظافة، بل كان إنسانًا يحمل محبة للناس، يعرفه الصغار بابتسامته، ويحييه الكبار باحترامه، عاش بسيطًا ورحل بسيطًا، لكن قصته فتحت جرحًا أعمق حول غياب بيئة عمل آمنة وصحية للعمال، سواء في قطاع النظافة أو غيره من القطاعات.

هذه الحادثة المؤلمة تسلط الضوء على أزمة أوسع، إذ يواجه الآلاف من العمال، والأطباء، والمعلمين وغيرهم، ظروف عمل شاقة بلا حماية كافية، في ظل ضعف إجراءات السلامة المهنية، وغياب الدعم الصحي والنفسي.

وبينما ودع الأهالي العم سعيد بكلمات تفيض حزناً، داعين له بالرحمة، انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي دعوات لمحاسبة المسؤولين عن تقصير منظومة الأمان المهني، مطالبين بضرورة وضع خطط عاجلة لحماية العمال من مخاطر الإجهاد والإهمال.

 

📹 لمشاهدة الفيديو:

https://www.youtube.com/watch?v=S4P0FDKqung

https://www.facebook.com/reel/1250938373184039