كشف موقع MarineTraffic الدولي المتخصص في تتبع حركة السفن، أن السفينة السعودية "بحري ينبع"، التي شغلت الرأي العام الأوروبي والعربي خلال الأيام الماضية، رست صباح اليوم الخميس في ميناء الإسكندرية، وذلك بعد أيام فقط من طردها من ميناء جنوة الإيطالي إثر احتجاجات عمالية واسعة.
وبحسب شهود عيان، شهد الميناء حالة استنفار أمني ملحوظ منذ ساعات الصباح الأولى، مع منع كامل للتصوير في محيط الأرصفة البحرية، بالتزامن مع دخول السفينة إلى الرصيف التجاري، وسط أنباء عن استعدادات لنقل حمولتها إلى سفينة إسرائيلية.
البداية في ميناء جنوة.. شحنة عسكرية تفجر أزمة
في السابع من أغسطس الجاري، كانت "بحري ينبع" قد واجهت أزمة حادة في ميناء جنوة الإيطالي، حين اكتشف عمال الميناء، خلال عملية تفتيش، مركبات برمائية أميركية وحاويات مصنفة برمز دولي يدل على مواد متفجرة، بينها قذائف مدفعية ومدفع إيطالي من طراز "أوتو ميلارا".
العمال أوقفوا عمليات الشحن فورًا، ونظموا اعتصامًا مفتوحًا أمام البوابات، متهمين السفينة بنقل أسلحة تنتهي في أيدي الجيش الإسرائيلي في ظل الحرب على غزة.
اعتراضات نقابية.. واتهامات بغياب الشفافية
نقابة العمال في قطاع النقل (CGL-Filt)، وهي الأكبر في إيطاليا، أكدت رسميًا وقف الشحنة، منتقدة ما وصفته بـ"التكتم" على الوجهة النهائية للمعدات. النقابات طالبت بإنشاء مرصد دائم لمراقبة الشحنات العسكرية في الموانئ الإيطالية، خشية استخدامها في نزاعات مسلحة.
رد السلطات الإيطالية.. والشكوك باقية
أمين عام هيئة النظام المينائي في جنوة، باولو بياتشينزا، صرح بأن الشحنة كانت متجهة إلى أبوظبي لتركيبها على سفينة حربية قيد التصنيع، مؤكدًا أنها لا تخرق القانون الإيطالي رقم 185 لسنة 1990. لكن النقابات رفضت هذه الرواية، مشيرة إلى أن الإمارات محطة عبور فقط قبل وصول الأسلحة إلى إسرائيل.
مسار معقد.. من أميركا إلى مصر
بيانات تتبع السفن كشفت أن "بحري ينبع" نفذت خلال الشهرين الماضيين رحلات مكثفة شملت موانئ في البحر المتوسط وأوروبا والأميركيتين، قبل أن تعود باتجاه المتوسط وترسو أخيرًا في الإسكندرية، وهو ما يعزز — وفق محللين — فرضية أن الشحنة ذات أهمية استراتيجية.
خلفية مثيرة للجدل
ليست هذه المرة الأولى التي تُتهم فيها السفينة السعودية بنقل أسلحة إلى مناطق نزاع.
منذ 2019، واجهت "بحري ينبع" احتجاجات في فرنسا وإسبانيا وإيطاليا بسبب شحنات عسكرية موجهة إلى السعودية لدعم الحرب في اليمن، وبعضها حاولت السلطات والعمال اعتراضه دون نجاح.