أعلن مجلس نقابة الصحفيين خلال اجتماعه عن منح جائزة حرية الصحافة لعام 2025 لشهداء الصحافة الفلسطينية الذين ارتقوا منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، حتى اليوم، في واحدة من أكبر مجازر استهداف الإعلاميين في التاريخ الحديث.

وخلال الاجتماع، الذي ترأسه النقيب خالد البلشي، وقف أعضاء المجلس دقيقة صمت حدادًا على أرواح 248 صحفيًا وصحفية وهم يؤدون واجبهم المهني في توثيق جرائم الاحتلال ونقل معاناة الشعب الفلسطيني إلى العالم، ومن بينهم آخر الشهداء: أنس الشريف، ومحمد قريقع، وإبراهيم طاهر، ومحمد نوفل، ومؤمن عليوة، ومحمد الخالدي.
 

تكريم رمزي وإحياء للأسماء

وأعلنت النقابة أنها ستطلق أسماء عدد من هؤلاء الشهداء على بعض جوائز الصحافة المصرية التي تمنحها سنويًا، تخليدًا لذكراهم وتأكيدًا على دورهم البطولي.

كما أوضح البيان الصادر أن يوم السبت المقبل سيشهد تنظيم يوم تضامني مع الصحافة الفلسطينية، يتخلله فعاليات ومعارض صور وشهادات حيّة عن معاناة الإعلاميين في غزة.
 

سجل من التضامن

هذا التكريم ليس الأول من نوعه؛ ففي عام 2024 منحت النقابة الصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح جائزة حرية الصحافة ممثلًا عن زملائه الذين يواصلون نقل الحقيقة رغم القصف والتنكيل.
 

تحرك قانوني دولي

وأعلنت النقابة أنها بصدد توجيه دعوة إلى الاتحادين العربي والدولي للصحفيين، وكافة النقابات العربية والدولية، لتقديم مذكرة مشتركة إلى المحكمة الجنائية الدولية، للمطالبة بمحاكمة قادة الاحتلال كمجرمي حرب على الجرائم المرتكبة بحق الصحافة الفلسطينية، واصفة تلك الجرائم بأنها "إبادة إعلامية" هي الأكبر من نوعها في العصر الحديث.
 

اغتيال ممنهج

وكانت النقابة قد أدانت، منذ أيام اغتيال الاحتلال الإسرائيلي لستة صحفيين فلسطينيين، بينهم مراسلا قناة الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع، عبر قصف مباشر لخيمة صحفيين بمحيط مستشفى الشفاء في مدينة غزة، وهو الهجوم الذي رفع عدد شهداء المهنة إلى 248 منذ بداية العدوان، بحسب بيانات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
 

وصايا الشهداء.. أنس الشريف مثالًا

قصة الصحفي الشهيد أنس الشريف تحمل دلالة مؤثرة؛ إذ سبق استشهاده بحملات تحريض إسرائيلية واسعة، ترافقت مع قصف منزله في مخيم جباليا نهاية عام 2023، ما أسفر عن استشهاد والده. وقد نشر قبل رحيله وصية مؤثرة عبر صفحته، جاء فيها:

"أوصيكم بفلسطين درة تاج المسلمين.. أوصيكم بأطفالها المظلومين، لا تنسوا غزة وكونوا جسورًا للتحرير".

ورغم مزاعم الاحتلال بأن الشريف كان قائد خلية في حماس، إلا أن مسيرته الصحفية ومقاطع توثيقه للدمار والمعاناة شكلت شهادة بصرية دامغة على جرائم الحرب.