يدخل قطاع غزة يومه الـ 679 من حرب الإبادة الجماعية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي، في ظل قصف جوي ومدفعي متواصل، ومجازر يومية بحق المدنيين، وسط دعم سياسي وعسكري أمريكي، وصمت دولي وصفه الفلسطينيون بأنه "تواطؤ" منح الاحتلال ضوءًا أخضر لمواصلة جرائمه.

ورغم الكارثة الإنسانية غير المسبوقة، التي طالت أكثر من مليوني إنسان نزحوا قسراً وسط مجاعة قاسية، يواصل الاحتلال استهداف المدنيين، بمن فيهم طالبي المساعدات، في خرق صارخ لكل القوانين الدولية.
 

مجازر متجددة من الفجر حتى المساء
منذ ساعات الصباح الأولى، شنت طائرات الاحتلال عشرات الغارات على مناطق متفرقة في القطاع.

في خان يونس، استشهد محمد ممدوح البيوك برصاص الاحتلال قرب منطقة موراج، فيما طالت غارات أخرى وسط المدينة وأطرافها.

في حي التفاح شرقي غزة، ارتقى شهيد في قصف إسرائيلي استهدف الحي.

قرب مركز مساعدات "نتساريم" وسط القطاع، استشهد مواطنان من طالبي المساعدات برصاص القوات الإسرائيلية.

في مواصي خان يونس، فارقت الطفلة بنان ربيع السطري الحياة متأثرة بإصابة سابقة في قصف خيمة نازحين.

كما استهدفت الطائرات الإسرائيلية مباني مدينة حمد السكنية شمال غربي خان يونس، وأوقعت شهداء بينهم: سعيد هاني أبو السعيد، انتصار تيسير جبر فريد، رامي فؤاد أحمد البرديني، طلعت محمود أبو دقة، محمد مفيد خالد موسى، عبد الكريم محمود موسى، وسالي يوسف محمد عبد العال.

في حي الزيتون جنوب شرق غزة، نفذت قوات الاحتلال خمس عمليات نسف ضخمة خلال ربع ساعة، تزامنًا مع إطلاق نار كثيف من الدبابات شمال غربي خان يونس.
 

استهداف النازحين والمساعدات
في مفترق الاتصالات غرب غزة، ارتفع عدد الشهداء إلى ثلاثة بينهم طفل رضيع، بعد استهداف تجمع للمدنيين. ومن بين الضحايا: مراد أبو درابي وعنان عليان.
وفي حي الرمال، استشهد مواطنان بقصف خيمة للنازحين قرب المفترق ذاته، بينما واصلت قوات الاحتلال سياسة “نسف المساكن” باستخدام روبوتات مفخخة في خان يونس، بالتوازي مع قصف مدفعي مكثف على مربع "أبو شريعة" بحي الصبرة.
 

حصيلة كارثية للأرواح والبنية التحتية
وفق وزارة الصحة في غزة، ارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان إلى 61,722 شهيدًا و154,525 إصابة، مع أكثر من 10 آلاف مفقود، ومنذ انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في 18 مارس 2025، استشهد 10,201 فلسطيني، وأصيب 42,484 آخرون.

منذ 27 مايو الماضي، حين حوّل الاحتلال نقاط توزيع المساعدات إلى "مصائد قتل"، بلغ عدد الشهداء 1,859، إضافة إلى 13,594 إصابة و45 مفقودًا، وسط استخدام ما يسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" كأداة لفرض شروط سياسية تحت غطاء العمل الإنساني.

كما ارتفع عدد الشهداء جراء المجاعة وسوء التغذية إلى 227 شخصًا، من بينهم 103 أطفال، فيما أودى القصف بحياة 1,590 من الكوادر الطبية، و115 عنصرًا من الدفاع المدني، و754 عنصرًا من شرطة تأمين المساعدات.
 

تدمير ممنهج
المكتب الإعلامي الحكومي في غزة يؤكد أن الاحتلال ارتكب أكثر من 15 ألف مجزرة، أباد خلالها ما يقارب 2,500 عائلة كاملة من السجل المدني، ودمر نحو 88% من مباني القطاع، بخسائر مادية تتجاوز 62 مليار دولار.

كما دُمرت 149 مدرسة وجامعة كلياً و369 جزئيًا، إضافة إلى 828 مسجدًا كليًا و167 جزئيًا، وتعرضت 19 مقبرة للقصف.
 

غزة: مدينة بلا حياة
أمام هذا المشهد الكارثي، يعيش أكثر من مليوني فلسطيني في حالة نزوح قسري، بلا مأوى آمن أو غذاء أو ماء، بينما تسيطر قوات الاحتلال على نحو 77% من مساحة القطاع بالقوة العسكرية. وفي ظل صمت العالم، يبدو أن حرب الإبادة مستمرة بلا أفق سياسي، فيما تتآكل الحياة في غزة يومًا بعد يوم.

https://t.me/Palinfo/238432