أعلن 55 ناشطًا مصريًا، مساء أمس السبت، عن مشاركتهم الفاعلة في "أسطول الصمود العالمي" المتجه صوب قطاع غزة في مهمة إنسانية وسياسية تهدف إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض منذ أكثر من 17 عامًا.

وجاء الإعلان عبر بيان نشر على صفحة "أسطول الصمود المصري لكسر الحصار عن غزة" على موقع فيسبوك، حيث أوضح الموقعون – وهم من مختلف الأطياف السياسية والمهنية والفكرية – أنهم شرعوا بالفعل في تجهيز "الأسطول المصري" عبر التبرعات العينية والمالية، لتأمين القوارب وكل المستلزمات اللوجستية اللازمة للرحلة البحرية.
 

دعوة للمشاركة الشعبية
الناشطون وجهوا نداءً علنيًا إلى القباطنة والبحارة والميكانيكيين والطواقم البحرية للانضمام إلى الأسطول، كما دعوا عموم المهتمين إلى تعبئة استمارة المشاركة الإلكترونية التي أرفقوها بالبيان، والمساهمة في المؤتمر الداعم للأسرى الفلسطينيين المنعقد بنقابة الصحفيين مساء الأحد.

وأكد البيان أن هذه المبادرة "مسؤولية وطنية وإنسانية" تمثل واجبًا تاريخيًا على المصريين، مشددًا على أن مشاركة مصر ليست خيارًا ثانويًا، بل التزام أخلاقي وسياسي في مواجهة "الحصار الإسرائيلي الخانق ومخططات التهجير الممنهجة".
 

مناشدة للسلطات الرسمية
الناشطون دعوا عبد الفتاح السيسي، ووزارة الخارجية، والجهات الرسمية المعنية إلى تيسير الإجراءات اللازمة لانطلاق القافلة البحرية الشعبية المصرية، معتبرين أن هذه الخطوة من شأنها تعزيز الدور التاريخي لمصر في دعم الشعب الفلسطيني، والمساهمة في "وقف الإبادة وإحباط مخططات التهجير القسري".

كما ناشد البيان الأحزاب السياسية، والنقابات المهنية، والمنظمات الأهلية بتحمل "مسؤولياتها التاريخية" والانخراط في دعم الأسطول المصري.
 

أسماء بارزة في المشهد
من بين الموقعين على البيان: الخبير الاقتصادي أحمد السيد النجار، والسياسي حمدين صباحي، والمحامي الحقوقي خالد علي، والشاعر زين العابدين فؤاد، إضافة إلى وزير القوى العاملة الأسبق كمال أبو عيطة، ورئيس حزب الكرامة سيد الطوخي، ومدير الإنتاج السينمائي خالد بسيوني.
 

السياق الدولي والتحرك العالمي
التحرك المصري يأتي متزامنًا مع انطلاق "أسطول الصمود العالمي" من ميناء برشلونة الثلاثاء الماضي، بمشاركة أكثر من 300 ناشط من 44 دولة، في مهمة تهدف لإيصال المساعدات الإنسانية ولفت أنظار المجتمع الدولي إلى الوضع الكارثي في غزة.

ومن المقرر أن تنضم سفن إضافية للأسطول خلال الأيام المقبلة من تونس وإيطاليا واليونان، وفق ما أعلنت اللجنة الدولية لكسر الحصار على غزة، والتي تقود التحرك بالتعاون مع ثلاثة تنظيمات دولية رئيسية: اتحاد أسطول الحرية، وحركة غزة العالمية، وقافلة الصمود، إلى جانب منظمة "صمود نوسانتارا" الماليزية.
 

العقبات الإسرائيلية
في المقابل، يستعد الاحتلال الإسرائيلي لمواجهة الأسطول، حيث كشف وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير عن خطة لاعتقال جميع المشاركين في حال وصولهم إلى المياه الإسرائيلية، واحتجازهم في سجني كتسيعوت ودامون المخصصين عادة للأسرى الفلسطينيين، في ظروف وصفت بأنها "صارمة".