شهدت مدينة القدس صباح الإثنين 8 سبتمبر 2025 هجومًا مسلحًا نفذه فلسطينيان قرب تقاطع راموت شمال المدينة، حيث فتحا النار على تجمع لمستوطنين في موقف للحافلات، ما أدى إلى مقتل 6 مستوطنين وإصابة أكثر من 20 آخرين، بينهم حالات خطيرة، قبل أن يُقتلا برصاص قوات الاحتلال.
سلطات الاحتلال وصفت العملية بـ"الإرهابية"، وبدأت حملات دهم في رام الله لاعتقال من يُشتبه بدعم المنفذين.
الموقف الإماراتي الرسمي
في بيان لها، قالت وزارة الخارجية إن دولة الإمارات "تدين بأشد العبارات حادثة إطلاق النار الإرهابية التي وقعت بالقرب من القدس، وأدت إلى مقتل وإصابة عدد من الأشخاص، وتعرب عن خالص تعازيها ومواساتها لأهالي وذوي الضحايا، ولدولة الكيان الصهيوني وشعبه الصديق".
الإمارات تُدين حادثة إطلاق النار الإرهابية بالقرب من القدسhttps://t.co/6xYAkHnBH7 pic.twitter.com/YCqGXXkQPe
— MoFA وزارة الخارجية (@mofauae) September 8, 2025
اللافت أن لغة البيان جاءت متطابقة مع الرواية الصهيونية من حيث المصطلحات المستخدمة، وهو ما أثار موجة غضب وانتقادات واسعة.
غضب غير مسبوق
استغرب بيلوسن: "أعوذ بالله، وش اللي قاعد أقرأه؟ أنا صدق ولا كذب؟ ولا حلم؟ ولا وش؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!".
https://x.com/INAD__511/status/1965018597300068511
وقال الفتيري: "أنتم مسلمين أنتم؟ ما في تعاطف مع غزة؟ ولا إدانة للي يصير في غزة؟".
https://x.com/3fteru/status/1965010239457226925
ونوه عبدالرحمن مطر: "دويلة مصطنعة، شرف حكامها بيد نتنياهو، سفير صهيوني عبث بإحدى نسائهم، طبيعي تكون دويلة ساقطة بهذا الشكل. الأمر كان هيبقى غريب لو خرج خبر غير كده منكم، يا مخلفات الهنود".
https://x.com/AbdElrahma41413/status/1965016675788681269
وأوضح فهد: "سود الله وجيهكم. الاحتـ...ـلال يوميًا يـ...ـقتل في أهل غزة بالمئات، ولم نسمع لكم حسًا".
https://x.com/FAlwabsy26626/status/1965007265397952728
وسخر محمد الشافعي: "وماله، مش عيب. ربنا يخليكم لبعض".
https://x.com/elshafeytotti/status/1965017344692179443
وتهكم الطير الحر: "الإمارات تدين عملية القدس وتصفها بالإرهابية. 64 ألف شهيد في قطاع غزة، ودُمر القطاع بالكامل، ولم تصف الإمارات يومًا ما هذه الأحداث بالإرهاب أو بالإبادة الجماعية أو التطهير العرقي".
https://x.com/AlhrAltyr35205/status/1965005006337454481
ازدواجية فاضحة: صمت عن غزة
ما يثير السخرية والاشمئزاز معًا أن الإمارات، التي وصفت عملية مقاومة ضد الاحتلال بأنها "إرهاب"، لم تُصدر على مدار عام كامل من حرب الإبادة على غزة بيانًا واحدًا يُدين المجازر الوحشية التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني بحق أكثر من 45 ألف شهيد، بينهم ما يزيد عن 18 ألف طفل و11 ألف امرأة، فضلًا عن مئات آلاف الجرحى والمشردين.
أطفال قُتلوا تحت الأنقاض، مستشفيات قُصفت بالكامل، مخيمات دُمرت عن بكرة أبيها، وحصار خانق حرم مليوني إنسان من الغذاء والدواء.
ورغم كل ذلك، التزمت الإمارات الصمت، مكتفية بتصريحات إنسانية عامة أو مشاريع "إغاثية" شكلية، لم تُغيّر من حقيقة أنها حليف استراتيجي للاحتلال الصهيوني.
الإرهاب في عين الإمارات.. تعريف حسب الهوى
يبدو أن تعريف "الإرهاب" وفق الرواية الإماراتية لا يشمل قتل المدنيين الفلسطينيين بالمئات يوميًا، ولا تدمير البنية التحتية لغزة، ولا استهداف المدارس التابعة للأمم المتحدة. لكنه ينطبق فقط حين يسقط قتلى صهاينة، حتى لو كانوا مستوطنين مسلحين يقيمون على أرض محتلة بالقوة.
هذه الازدواجية تُظهر بوضوح أن السياسة الإماراتية متماهية مع الاحتلال، وليست منحازة للشعب الفلسطيني.
المقاومة حق مشروع.. والتطبيع خيانة
وفق القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، مقاومة الاحتلال حق مشروع للشعوب الواقعة تحت الاحتلال العسكري. ما قام به الشبان الفلسطينيون في القدس ليس "إرهابًا"، بل جزء من معركة مستمرة منذ أكثر من سبعة عقود ضد الاستيطان والتهجير والحصار.
لكن الإمارات، التي هرولت إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني منذ اتفاقيات "أبراهام"، باتت ترى في أي عمل مقاوم تهديدًا لمصالحها الاقتصادية والسياسية مع تل أبيب.
صمت مطبق أمام المجازر
منذ بدء حرب غزة في أكتوبر 2023، أصدرت عشرات الدول بيانات إدانة للمجازر الصهيونية، منها دول أوروبية وأميركية لاتينية، وحتى دول آسيوية بعيدة جغرافيًا. لكن الإمارات، التي تصف نفسها بـ"اليمامة البيضاء"، لم تُبدِ أي موقف حقيقي يدين الاحتلال.
على العكس، استمرت الرحلات الجوية والصفقات التجارية مع الكيان، في وقت كان فيه أطفال غزة يُدفنون تحت الركام.
بيان يفضح التواطؤ
إدانة الإمارات لعملية القدس تكشف زيف خطابها "الإنساني"، وتضعها في خانة الشريك المباشر للاحتلال. فمن يصف مقاومة مشروعة بأنها "إرهاب"، بينما يغض الطرف عن قتل عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، لا يمكن اعتباره وسيطًا محايدًا أو دولة "سلام"، بل شريكًا في الجريمة.
هذه المواقف المزدوجة تفضح حقيقة المشروع الإماراتي: تلميع صورة الاحتلال وتوفير الغطاء العربي له، بينما يُترك الشعب الفلسطيني يواجه الإبادة وحده.