شهدت الضفة الغربية المحتلة، اليوم الخميس، تصعيداً جديداً في وتيرة المواجهات بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، عن تنفيذ كمينين محكمين في كلٍّ من طوباس وجنين، أسفرا عن إصابات مؤكدة في صفوف الجنود الإسرائيليين وتكبيدهم خسائر ميدانية مباشرة.
ففي مخيم الفارعة بطوباس شمالي الضفة الغربية، أكدت سرايا القدس أنّ مقاتليها تمكنوا من إيقاع قوة إسرائيلية بكمين هندسي مُسبق الإعداد، جرى خلاله تفجير عدة عبوات ناسفة عند مدخل المخيم لحظة مرور الآليات العسكرية. وأوضحت أنّ التفجير أدى إلى وقوع إصابات مباشرة بين صفوف الجنود، مشيرة إلى أنّ العملية تأتي في إطار تكتيكات المقاومة المتجددة التي تعتمد على استنزاف الاحتلال ومفاجأته "وفق متطلبات الميدان".
وفي جنين، أعلنت سرايا القدس – كتيبة جنين أنّ وحدة المقاتلين التابعة لسرية زبوبا نجحت في استهداف الآليات العسكرية الإسرائيلية بحقل من النيران الكثيفة، ما أسفر عن إصابات مؤكدة بين الجنود. وأكدت الكتيبة أنّ العملية تبرهن على قدرة المقاومة على اختراق التحركات العسكرية الإسرائيلية وإيقاعها في مصائد مدروسة، رغم التحشيد الأمني الواسع في المنطقة.
وفي السياق ذاته، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، في وقت سابق من اليوم، عن إصابة خطِرة وقعت نتيجة عملية طعن في كيبوتس "تسوفا" غربي القدس داخل أحد الفنادق، ما يبرز تنوع أشكال المقاومة الفلسطينية من العمليات المسلحة المنظمة إلى المبادرات الفردية التي تستهدف جنود الاحتلال والمستوطنين على حد سواء.
ويأتي هذا التصعيد في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية والقدس المحتلة، حيث يواصل جيش الاحتلال اقتحاماته اليومية وحملاته الواسعة من الاعتقالات والمداهمات، بالتوازي مع توسيع الاستيطان في محيط المدن والبلدات الفلسطينية. ويرى مراقبون أنّ هذه العمليات النوعية التي تنفذها المقاومة، تمثل رسالة واضحة بأن الضفة الغربية لم تعد ساحة آمنة للجنود والمستوطنين، وأن الاحتلال يواجه تحدياً متصاعداً يربك حساباته الأمنية والعسكرية.
وبينما يواصل الاحتلال محاولاته لإخماد جذوة المقاومة في مدن الضفة، تؤكد الفصائل الفلسطينية أن المواجهة ستتواصل بوتيرة أعلى، وأن عملياتها الميدانية لن تتوقف إلا بزوال الاحتلال، معتبرة أنّ كل اقتحام إسرائيلي يولّد مقاومة مضاعفة، وكل جريمة استيطانية تقابلها عمليات أوسع وأشدّ إيلاماً.