دعا عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المغربية السابق والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، القادة العرب والمسلمين المشاركين في القمة العربية الإسلامية الطارئة المنعقدة في العاصمة القطرية الدوحة، إلى اتخاذ مواقف "حاسمة ورادعة" تجاه إسرائيل، وذلك على خلفية الهجوم الذي استهدف قطر وما اعتبره انتهاكاً صارخاً لسيادتها.
وقال بنكيران، في مداخلة أثارت تفاعلاً واسعاً داخل أوساط الحاضرين والمتابعين، إن الشعوب العربية والإسلامية لم تعد تقبل المواقف الرمادية أو التصريحات الإنشائية، بل تنتظر من قادتها قرارات جريئة "تعيد للأمة كرامتها وتُشعر المواطن العربي والمسلم بالأمان في أرضه وبيته".
وأضاف الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أن القضية لم تعد محصورة في حدود غزة أو فلسطين، ولا في حركة "حماس" أو جماعة "الإخوان المسلمين"، مؤكداً أن التهديد الإسرائيلي أصبح شاملاً وموجهاً ضد مختلف دول المنطقة. وتابع قائلاً: "ليست هناك دولة عربية واحدة تستطيع الادعاء بأنها اليوم في مأمن من الاعتداءات الإسرائيلية"، في إشارة إلى اتساع رقعة التوتر وغياب الثقة في نوايا تل أبيب.
كما وجّه بنكيران انتقادات واضحة للولايات المتحدة الأمريكية، متهماً إياها بتوفير الغطاء السياسي والعسكري لإسرائيل، ومطالباً واشنطن بإعادة النظر في استراتيجيتها إذا كانت ترغب في الحفاظ على علاقة متينة مع العالم الإسلامي. وقال في هذا السياق: "الصداقة مع الأمة الإسلامية لن تتحقق ما دامت واشنطن تسمح لإسرائيل بانتهاك سيادة الدول الإسلامية والاعتداء على شعوبها".
وتأتي هذه التصريحات في وقتٍ تشهد فيه المنطقة حالة من الغليان السياسي والشعبي، حيث تتواصل الإدانات الواسعة للعدوان الإسرائيلي على غزة، إلى جانب التنديد بالاعتداءات التي طالت أراضي دول عربية وإسلامية، وهو ما دفع الدوحة إلى الدعوة لعقد القمة الطارئة لمناقشة سبل الرد الجماعي وإعادة رسم خارطة التحالفات الإقليمية.