يالتزامن مع انعقاد القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة، وبينما تتوالى بيانات الإدانة والشجب من العواصم العربية والإسلامية، يشهد الميدان في غزة تصعيدًا غير مسبوق، حيث يوسّع الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الدموي وسط صمت دولي مريب.
فبينما تتحدث المنصات السياسية عن "رفض فرض واقع جديد بالقوة"، تفرض المجنزرات والطائرات واقعًا أكثر دموية، تاركة خلفها مئات الشهداء والجرحى، وأحياءً سكنية تحوّلت إلى ركام.
في مشهد يعكس التناقض الفاضح بين الخطاب السياسي والتحرك الفعلي، تتكشّف ملامح كارثة إنسانية تتجاوز حدود غزة، وتضع المجتمع الدولي أمام اختبار أخلاقي حاسم.
وخرج رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو متحديًا القمة الطارئة، معلنًا عن بدء اجتياح بري واسع النطاق لمدينة غزة، وسط تصعيد دموي أودى بإستشهاد المئات خلال الساعات الماضية.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك في القدس المحتلة مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، أكد نتنياهو أنّ حكومته "ستلاحق قادة حماس أينما كانوا"، متباهياً بالهجوم الأخير الذي استهدف الدوحة، ومصفياً أي انتقادات دولية أو عربية بأنها "نفاق هائل". بينما أصرّ روبيو على أنّ واشنطن "لن تتراجع عن دعمها الكامل لإسرائيل"، زاعمًا أنّ هدف بلاده "إنهاء وجود حماس ككيان مسلح".
القمة في الدوحة.. بيانات شجب يقابلها اجتياح ميداني
جاءت هذه التصريحات في ذروة انعقاد القمة العربية الإسلامية الطارئة بالدوحة، حيث أدان البيان الختامي الهجوم الإسرائيلي على العاصمة القطرية، محذراً من "تصعيد خطير يهدد استقرار المنطقة"، ومؤكداً رفض محاولات الاحتلال "فرض واقع جديد بالقوة".
إلا أنّ ما يجري على الأرض بغزة بدا وكأنه رسالة تحدٍ مباشرة لقرارات القمة، إذ شن الاحتلال عشرات الغارات مصحوبة بعمليات برية في ثلاثة محاور رئيسية: حي الشيخ رضوان شمالاً، الشريط الساحلي شمال غربي غزة، وجنوب تل الهوا، في محاولة واضحة لفرض سيطرة كاملة على المدينة.
مجازر خلال يومين: حصاد دموي يفوق الوصف
اليوم الـ710 للعدوان: استشهاد 62 مواطنًا بينهم 10 من طالبي المساعدات الإنسانية، مع ارتكاب مجازر في النصيرات، الكرامة، الشيخ رضوان، وتل الهوى. من أبرز الضحايا، عائلات بأكملها أُبيدت بالقصف، ومقتل ذوي إعاقة ونساء حوامل.
اليوم الـ711 للعدوان: ارتفع عدد الشهداء إلى 82 آخرين خلال ساعات، معظمهم في غزة المدينة التي تسعى قوات الاحتلال لإفراغها من سكانها عبر القصف المركز. سجلت المستشفيات أيضًا 3 وفيات بالمجاعة بينهم طفل، لترتفع حصيلة ضحايا الجوع إلى 428 شهيدًا.
كما فجّر الاحتلال مجنزرات وروبوتات مفخخة بأطنان من المتفجرات داخل الأحياء السكنية، مخلّفًا دمارًا شاملاً في مناطق بني عامر والدرج والأمن العام.
الكارثة الإنسانية: غزة تنهار
وفق وزارة الصحة الفلسطينية، ارتفعت حصيلة العدوان منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 64,964 شهيدًا و165,312 جريحًا، بينهم أكثر من 20 ألف طفل و12,500 امرأة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الركام.
المجاعة تضرب بقوة: أكثر من مليوني فلسطيني محاصرون بين النزوح والجوع، بينما سجّلت المستشفيات 428 وفاة بسوء التغذية، في ظل انهيار شبه كامل للنظام الصحي بعد تدمير مئات المدارس والمساجد والمستشفيات.
https://www.facebook.com/reel/1476464780355796
https://www.facebook.com/reel/963490099301293
https://www.facebook.com/reel/1631516028278030
https://www.facebook.com/reel/1577448276567391
https://www.facebook.com/reel/801944752781153