علن القائمون على مبادرة أسطول الصمود المصري وقف استقبال المزيد من التبرعات العينية، بعدما فاقت كمياتها القدرة الاستيعابية للقوارب المقرر تسييرها ضمن الأسطول المتجه نحو قطاع غزة لكسر الحصار، في مشهد يعكس حجم التضامن الشعبي المصري مع الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي.
زخم شعبي وتطوع بالآلاف
أوضح ممدوح جمال، عضو اللجنة المنظمة للأسطول وممثلها القانوني، أن المبادرة شهدت إقبالاً جماهيرياً غير مسبوق، حيث تلقت اللجنة طلبات تطوع من 28 مساعد قبطان، و100 طبيب، وأكثر من 100 مسعف، إلى جانب 200 صحفي، و70 طالباً جامعياً، فضلاً عن آلاف المواطنين الراغبين في الانضمام إلى الرحلة التاريخية.
وطالبت اللجنة المتطوعين بالمشاركة في عمليات فرز وتغليف المساعدات التي وصلت بالفعل، مؤكدة أن الزخم الشعبي الداعم للأسطول يعكس موقف الشارع المصري الثابت ضد جرائم الإبادة والتهجير القسري التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة.
مخاطبات رسمية وجهات مدعوة
وأشار بيان اللجنة إلى أن الأسطول وجّه خطابات رسمية إلى 11 جهة مصرية، بينها تنسيقية شباب الأحزاب، ونقابات المهن التمثيلية والسينمائية والموسيقية، والمجلس القومي للمرأة، والمجلس القومي للأمومة والطفولة، إضافة إلى النقابة العامة للعاملين بالنقل البحري، وذلك لدعوتهم للمشاركة ودعم المبادرة.
وأكد البيان أن الهدف من الأسطول لا يقتصر على إيصال المساعدات الإنسانية فقط، بل يتجاوز ذلك إلى المساهمة في كسر الحصار غير الإنساني المفروض على غزة منذ سنوات، والذي وصفه بأنه “جريمة جماعية لا يقبلها أي ضمير حر”.
جزء من أسطول عالمي
مبادرة أسطول الصمود المصري تأتي في سياق المشاركة الشعبية بمشروع أسطول الصمود العالمي، الذي انطلق في 2 سبتمبر الجاري من ميناء برشلونة بمشاركة أكثر من 300 ناشط من 44 دولة، ومن المقرر أن تنضم إليه سفن أخرى من إيطاليا واليونان خلال الأيام المقبلة، في محاولة جماعية لكسر الحصار الإسرائيلي على غزة.
خطة إسرائيلية لمواجهة الأسطول
في المقابل، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير تقدم بخطة لوقف الأسطول، تتضمن اعتقال جميع الناشطين المشاركين فيه واحتجازهم في سجني كتسيعوت ودامون المخصصين عادة لـ “السجناء الأمنيين”، وحرمانهم من أبسط الامتيازات مثل الراديو والتلفاز والطعام الخاص.
البعد السياسي في القاهرة
على الصعيد السياسي الداخلي، جاء مؤتمر صحفي خاص بالمبادرة ليأخذ بعداً سياسياً لافتاً، حيث صرّح المرشح الرئاسي السابق، أحمد الطنطاوي أن “مصر ليست بعيدة عن الحرب مع الاحتلال، وأنها تعرضت بالفعل لاعتداء مباشر”، منتقداً في الوقت ذاته اتفاق الغاز بين القاهرة وتل أبيب، معتبراً أنه يتناقض مع موقف الشعب المصري الداعم للقضية الفلسطينية.
الدور الشعبي في معركة غزة
وشدد منظمو الأسطول خلال المؤتمر على أن هذه المبادرة ليست مجرد قافلة مساعدات، بل رسالة شعبية مصرية إلى العالم تؤكد أن القضية الفلسطينية ليست قضية حدودية أو سياسية فحسب، بل قضية كرامة وعدالة إنسانية.
كما أصروا على ضرورة أن تتحمل السلطات المصرية مسؤوليتها التاريخية بالسماح بانطلاق الأسطول من الموانئ المصرية، ليشكل إضافة نوعية إلى الجهود العالمية لكسر الحصار عن غزة.
تصريح المرشح الرئاسي أحمد الطنطاوي خلال مؤتمر صحفي لأسطول الصمود المصري:
https://www.facebook.com/watch/?v=742469235457328
جانب من المؤتمر الصحفي لأسطول الصمود المصري والتأكيد على الدور الشعبي:
https://www.facebook.com/watch/?v=1897293230835585