عكست ردود فعل الشارع العربي بعد إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مزيجاً من الفرح الحذر والأمل في نهاية نزيف الدم، إلى جانب القلق من مدى التزام الأطراف بتنفيذ بنود الاتفاق. فبينما يُنظر إلى الاتفاق كخطوة مهمة نحو إنهاء مأساة إنسانية استمرت أكثر من عامين، يترقب المواطن العربي نتائجه الحقيقية على الأرض، وسط تجارب سابقة تركت بصمات من الخيبة والشك.
فرحة صاخبة داخل فلسطين
في قطاع غزة، تنفّس السكان الصعداء بعد الإعلان عن الاتفاق الأولي، وخرجت مظاهر عارمة من الفرح في مناطق مثل دير البلح وخان يونس، حيث عبّر الأهالي عن أملهم في أن تكون هذه الخطوة بداية أمل حقيقي لاستعادة الحياة الطبيعية، وعودة النازحين إلى منازلهم بعد سنوات من الدمار والمعاناة.
ونشر نشطاء مشاهد مؤثرة لمسعفين فلسطينيين يعبّرون عن سعادتهم عقب إعلان وقف الحرب على قطاع غزة
كبّروا فرحاً.. مشاهد مؤثرة لمسعفين فلسطينيين يعبّرون عن سعادتهم عقب إعلان وقف الحرب على قطاع غزة#تفاعل ليصل إليك كل جديد pic.twitter.com/5oJRCKWUvD
— TRT عربي (@TRTArabi) October 9, 2025
"خلصت الحرب يابا"
فيديو يظهر فرحة أهل غزة بإعلان وقف إطلاق النار
"خلصت الحرب يابا".. فرحة أهل غزة بإعلان وقف إطلاق النار#غزة #وقف_اطلاق_النار pic.twitter.com/Dax1R64noA
— AJo+ الأردن (@Ajoplusjo) October 9, 2025
فيديو فرحة صحفيي شمال #غزة بإعلان اتفاق وقف الحرب
فرحة صحفيي شمال #غزة بإعلان اتفاق وقف الحرب #فيديو pic.twitter.com/wErvwsgZvI
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) October 9, 2025
يوم عيد في غزة!
فيديو يظهر طواقم الدفاع المدني تخرج بما تبقى لديها من مركبات فرحًا واحتفالًا بالتوصل لاتفاق وقف الحرب على غزة.
يوم عيد في غزة!
— ساحات 🇵🇸 (@Sa7atPl) October 9, 2025
طواقم الدفاع المدني تخرج بما تبقى لديها من مركبات فرحًا واحتفالًا بالتوصل لاتفاق وقف الحرب على غزة.@S_Aljafarawi https://t.co/LDQNZSk0OZ pic.twitter.com/ibhOpNeOQi
كما أظهرت فيديوهات فلسطينيون بقطاع #غزة وهم يعبرون عن فرحتهم باتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين #إسرائيل وحركة "حماس"، مؤكدين أنه أعاد إليهم الأمل بالحياة بعد عامين من الحرب والدمار والمجاعة. وشددوا على ضرورة وجود ضمانات تلزم إسرائيل بعدم العودة للحرب، وبتسريع إعادة إعمار قطاع غزة الذي دمرته، وبعودة النازحين إلى ديارهم.
عبر فلسطينيون بقطاع #غزة عن فرحتهم باتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين #إسرائيل وحركة "حماس"، مؤكدين أنه أعاد إليهم الأمل بالحياة بعد عامين من الحرب والدمار والمجاعة.
— Anadolu العربية (@aa_arabic) October 9, 2025
وشددوا على ضرورة وجود ضمانات تلزم إسرائيل بعدم العودة للحرب، وبتسريع إعادة إعمار قطاع غزة الذي دمرته،… pic.twitter.com/z0AfraOf5V
أما في الضفة الغربية والقدس، فقد كان التفاعل أوسع وأشد رمزية، باعتبار القضية الفلسطينية رمزاً لوحدة العرب. خرجت تظاهرات تأييد واحتفال بالتفاهمات، ترافقها دعوات لتوحيد الصف الوطني الفلسطيني وتثبيت الاتفاق كخطوة نحو استعادة الحقوق المشروعة ورفع الحصار عن غزة بشكل كامل.
تعاطف عربي واسع وتفاؤل مشروط
امتدت أصداء الاتفاق إلى مختلف العواصم العربية، حيث أبدت الشعوب دعماً وتعاطفاً كبيرين مع الفلسطينيين، معتبرة أن وقف النار يمثل فرصة نادرة لإنهاء دورة العنف التي أودت بحياة الآلاف.
في مصر والأردن ولبنان والسعودية والإمارات، تكررت المواقف الشعبية التي شددت على ضرورة الالتزام الكامل ببنود الاتفاق، ودعم الجهود الدبلوماسية التي أفضت إليه، مع الإشادة بالدور العربي والإقليمي في الوساطة لوقف القتال.
على منصات التواصل الاجتماعي، عبّر آلاف الشباب العرب عن تفاؤل مشوب بالحذر، مؤكدين أن الأمل الحقيقي لن يتحقق إلا بتطبيق فعلي ومتوازن لبنود الاتفاق، وبتقديم دعم ملموس للشعب الفلسطيني يعيد له الحياة والكرامة. في المقابل، دعا نشطاء من المغرب العربي إلى استمرار الضغط الشعبي والسياسي لتثبيت وقف إطلاق النار، وتجنب تكرار التجارب السابقة التي انتهت دون نتائج حقيقية.
الناشط محمد عبدالرحمن " مكاسبنا بعد وقف الحرب. كسرنا سرديه جيش إسرائيل الذي لا يقهر. بيقهر عادي حتي لو تم دعمه من اقوي دول العالم لمدة سنتين دون انقطاع. عدنا بالقضية الفلسطينيه الي الواجهه مره اخري قبل ان تندثر. انتهت الحرب دون إلقاء السلاح او نجاح إسرائيل في تنفيذ أي هدف من اهداف الحرب التي أعلنت عنها بنفسها. افشلنا التهجير الي سيناء او صحراء النقب.".
مكاسبنا بعد وقف الحرب.
— MOHAMED ABDELRAHMAN (@mohamed041979) October 8, 2025
كسرنا سرديه جيش إسرائيل الذي لا يقهر.
بيقهر عادي حتي لو تم دعمه من اقوي دول العالم لمدة سنتين دون انقطاع.
عدنا بالقضية الفلسطينيه الي الواجهه مره اخري قبل ان تندثر.
انتهت الحرب دون إلقاء السلاح او نجاح إسرائيل في تنفيذ أي هدف من اهداف الحرب التي أعلنت… pic.twitter.com/RrSM2VT1o1
حراك شعبي متجدد ومواقف راسخة
في عدد من المدن العربية، نظمت فعاليات تضامن ووقفات دعم للفلسطينيين، رُفعت خلالها شعارات تؤكد أن وقف إطلاق النار يجب أن يكون بداية لمسار سياسي جديد يمنح الفلسطينيين حقهم في الحرية والكرامة.
ورغم تباين المواقف الرسمية من الاتفاق، ظلّ الشارع العربي موحداً في دعمه للحقوق الوطنية الفلسطينية، رافضاً أي محاولات لتهميش القضية أو تحويلها إلى ملف تفاوضي مؤقت.
كما أعلنت العديد من القوى السياسية والحركات الشبابية استعدادها للمشاركة في حملات تضامن مستمرة، تأكيداً على أن فلسطين ما تزال القضية المركزية في الوجدان العربي، وأن أي اتفاق سلام لا يعيد الحقوق كاملة سيظل ناقصاً ومهدداً بالانهيار.
بين الأمل ونشوة الانتصار
في المحصلة، تعكس ردود فعل الشارع العربي مزيجاً من المشاعر المتناقضة بين الفرح بإمكانية توقف نزيف الدم، ونشوة الانتصار في وقت لا يزال الحراك الشعبي العربي يقف بصلابة إلى جانب الفلسطينيين، مطالباً بسلام حقيقي يعيد الحياة إلى غزة، ويضع حداً لمعاناة طويلة امتدت لسنوات.
وبين الأمل والفرح، يبقى الشارع العربي يراقب التطورات عن كثب، مؤمناً بأن إنهاء الحرب لا يكتمل إلا بتحقيق العدالة، وإعادة الكرامة إلى فلسطين وشعبها.