في مشهدٍ بطولي جديد يعبّر عن روح المقاومة في الضفة الغربية، أعلنت سرايا القدس – كتيبة الخليل أن مقاتليها في سرية بيت أمر تصدّوا ببسالة لقوات الاحتلال الإسرائيلي التي اقتحمت البلدة شمال الخليل، مستخدمين العبوات الناسفة والرصاص الحيّ في مواجهة مباشرة مع قوات النخبة الإسرائيلية.
وأكّدت السرايا أن مقاتليها حققوا إصاباتٍ مؤكدة في صفوف القوات المقتحمة، وأجبروا الاحتلال على التراجع تحت نيرانهم الكثيفة، لتثبت العملية أن المقاومة في الضفة الغربية لم تُكسر رغم الحصار والاعتقالات والملاحقات اليومية، وأنها قادرة على قلب موازين المعركة متى شاءت.
سرايا القدس – الضفة الغربية
— همام شعلان || H . Shaalan (@osSWSso) October 31, 2025
كتيبة الخليل:
يتصدى مقاتلونا في سرية بيت أمر لقوات العدو المقتحمة للبلدة وفق ظروف ومعطيات الميدان،
ويستهدفون قوات المشاة بعدد من العبوات المضادة للأفراد، محققين إصابات مؤكدة في صفوف قوات العدو.
تمكن مقاتلونا في سرية بيت أمر من استهداف تعزيزات العدو… pic.twitter.com/uSvn6puEGD
سرية بيت أمر: تكتيك ذكي وضربة دقيقة
بحسب بيان كتيبة الخليل، نصبت المجموعات الميدانية كمائن محكمة داخل أزقة البلدة، واستدرجت القوة الإسرائيلية إلى مناطق مغلقة، ثم فجّرت عبوات مضادة للأفراد في صفوفها قبل أن تفتح نيران الرشاشات بكثافة على التعزيزات التي حاولت التدخل.
العملية التي وُصفت بالمحكمة تكتيكياً، أظهرت تطوّر الأداء الميداني للمقاومة في الضفة الغربية، التي لم تعد تعتمد فقط على المواجهات العفوية، بل على خططٍ دقيقة وتنسيق ميداني متقن.
وأكدت مصادر محلية أن أصوات الانفجارات وإطلاق النار دوت في محيط البلدة لساعات، بينما اضطرت قوات الاحتلال إلى الانسحاب بعد تكبّدها خسائر في الأفراد والمعدات.
هجوم جديد للمستوطنين في الضفة.. إحراق مركبات بمنطقة اللدائن وسط تصاعد الاعتداءات على المواطنين#قناة_الغد pic.twitter.com/i81UeBcO5w
— قناة الغد (@AlGhadTV) October 31, 2025
المقاومة في الخليل: حضور يتجذّر رغم القمع
تُعدّ محافظة الخليل من أكثر مناطق الضفة تعرّضاً للملاحقات الأمنية والاقتحامات الإسرائيلية، إلا أن العمليات الأخيرة أثبتت أن روح المقاومة متجذّرة في كل بيت وزقاق.
فمنذ مطلع العام الجاري، نفذت مجموعات المقاومة عشرات العمليات النوعية في المحافظة، مستهدفة الحواجز العسكرية والدوريات والمستوطنين، لتؤكد أن الضفة الغربية أصبحت جبهة مقاومة حقيقية تتكامل مع غزة والقدس.
ويؤكد مراقبون أن عملية بيت أمر الأخيرة تحمل رسالة واضحة مفادها أن المقاومة لا تتراجع، بل تزداد دقة وقوة، وأن كل محاولة إسرائيلية لطمسها أو تفكيكها ستفشل كما فشلت كل الحملات السابقة.
إشادة فلسطينية واسعة بالعملية
لقيت عملية بيت أمر ترحيباً واسعاً في الأوساط الفلسطينية، إذ اعتبرتها القوى والفصائل تأكيداً على أن إرادة المقاومة أقوى من آلة الاحتلال.
وأكدت حركة الجهاد الإسلامي أن ما فعله أبطال كتيبة الخليل "هو امتداد لمسيرة البطولة التي تسطّرها سرايا القدس في كل الميادين"، مشيرة إلى أن العملية جاءت رداً طبيعياً على جرائم الاحتلال في الضفة والقدس وغزة.
من جانبها، أشادت حركة حماس بالعملية، معتبرة أن "الضفة الغربية تدخل مرحلة جديدة من الفعل المقاوم"، وأن "الاحتلال بات يدفع ثمن اقتحاماته وعدوانه على الشعب الفلسطيني".
أما اللجان الشعبية وفعاليات الخليل، فقد نظمت مسيرات ليلية حاشدة تأييداً لأبطال سرايا القدس، رُفعت خلالها صور الشهداء والأعلام الفلسطينية وشعارات تمجّد صمود المقاتلين في بيت أمر.
رسائل المقاومة: لا أمان للمحتل في أرض فلسطين
تحمل عملية بيت أمر أكثر من رسالة، أبرزها أن المقاومة رغم كل الظروف ما زالت قادرة على المبادرة، وأن الميدان لم يُغلق كما يظن الاحتلال.
فالعبوات الناسفة التي استُخدمت، والدقة في استهداف القوات المقتحمة، والجرأة في خوض اشتباكٍ مباشر مع قوات النخبة الإسرائيلية، تؤكد أن المقاتل الفلسطيني اليوم يمتلك خبرة ميدانية وتكتيكاً عسكرياً متطوراً.
كما تثبت العملية أن سرايا القدس – كتيبة الخليل ما زالت على العهد، ماضية في حماية الشعب الفلسطيني والدفاع عن أرضه، مهما بلغت التضحيات.
الضفة تنبض من جديد
عملية بيت أمر ليست حدثاً عابراً، بل نقطة تحول في مسار المواجهة داخل الضفة الغربية، وإشارة إلى أن المشروع المقاوم يترسّخ رغم محاولات الاحتلال لاجتثاثه.
لقد أثبتت كتيبة الخليل أن القبضة الأمنية الإسرائيلية لن تكسر إرادة المقاومين، وأن الدم الفلسطيني ما زال يكتب فصول البطولة يوماً بعد آخر.
ومع كل عمليةٍ جديدة، تتأكد الحقيقة التي يحاول الاحتلال إنكارها: أن المقاومة هي نبض فلسطين، وسر بقائها، وسلاحها الأصدق في وجه العدوان.
وهكذا، تظل بيت أمر عنواناً جديداً في سجل المجد، حيث ارتفعت البنادق في وجه المحتل، وتحوّل الليل إلى فجرٍ من نارٍ وعزّة.

