تتواصل عمليات التدمير الواسعة التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، رغم إعلان اتفاق وقف الحرب. بداية من اليوم الاثنين، شنت الطائرات الحربية والمدفعية الإسرائيلية سلسلة غارات عنيفة استهدفت مناطق متفرقة من القطاع، مستخدمة قنابل متطورة قادرة على محو ملامح الأحياء السكنية، خصوصاً في المناطق الشرقية لمدينة غزة، في مشهدٍ أقرب إلى انفجار قنبلة نووية صغيرة.

 

وأكدت مصادر محلية أن القصف الإسرائيلي طال مدينتي رفح وخان يونس جنوبي القطاع، حيث دمرت الطائرات الحربية عدة منازل بشكل كامل، بالتزامن مع قصف مدفعي مكثف. كما أطلقت المسيرات الإسرائيلية نيرانها تجاه المناطق الشرقية من حي التفاح، ما تسبب في اندلاع حرائق وانفجارات متتالية.

 

وذكرت المصادر أن قوات الاحتلال عمدت إلى نسف أبنية سكنية بأكملها شرق مدينة غزة، في مشهد يصفه السكان بأنه “محو منظم لكل أثر للحياة”، إذ لم يتبق سوى أطلال وهياكل إسمنتية متداعية.

 

 

وفي شمال القطاع، أطلقت قوات الاحتلال قنابل مضيئة في سماء بيت لاهيا، بينما شهدت المنطقة الشرقية من دير البلح وسط القطاع قصفاً مدفعياً متكرراً أدى إلى سقوط شهداء وجرحى من المدنيين، وفقاً لشهود عيان.

 

خرق ممنهج لاتفاق وقف إطلاق النار


منذ بدء سريان اتفاق وقف الحرب، تتواصل الانتهاكات الإسرائيلية اليومية، حيث وثق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة 194 خرقاً للهدنة خلال الأيام الماضية فقط. وتنوعت الخروقات بين غارات جوية، وقصف مدفعي، وعمليات اغتيال ميدانية، أبرزها اغتيال الشيخ محمد أبو مصطفى أبو الأمير، عضو المكتب السياسي لحركة المجاهدين، بعد إطلاق النار عليه من قبل مسلحين يشتبه بتعاونهم مع الاحتلال في منطقة بئر زنون جنوب خان يونس.

 

 

وتشير التقارير إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يلتزم سوى بانسحاب جزئي نحو ما يُعرف بـ“الخط الأصفر”، ما يعني أنه ما يزال يحتل نحو نصف مساحة قطاع غزة، في مخالفة واضحة لبنود المرحلة الأولى من الاتفاق.

 

الدمار والضحايا بالأرقام


وبحسب وزارة الصحة في غزة، فقد ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 68 ألفاً و865 شهيداً و170 ألفاً و670 مصاباً منذ السابع من أكتوبر 2023، في حين أسفرت الغارات الواسعة التي نُفذت الأسبوع الماضي وحدها عن استشهاد 110 فلسطينيين بينهم 46 طفلاً.

 

ويؤكد محللون أن إسرائيل تستخدم هذه الغارات “لاختبار أنواع جديدة من القنابل والأسلحة الأمريكية المتطورة”، محولةً قطاع غزة إلى ميدان تجارب عسكرية مفتوح.

 

غزة تحت النار رغم الهدنة


المشاهد القادمة من شرق غزة تُظهر مساحات شاسعة من الدمار الكامل، حيث تحولت الأحياء السكنية إلى أطلال بلا حياة، وارتفعت أعمدة الدخان في سماء المدينة لساعات طويلة.


يقول أحد سكان الحي المنكوب: “الانفجار كان أشبه بقنبلة نووية صغيرة، لم نرَ شيئاً مماثلاً في حياتنا، البيوت اختفت تماماً من الوجود”.

 

ويؤكد شهود أن القصف لم يكن يستهدف مواقع عسكرية، بل مباني سكنية ومدارس ومرافق مدنية، في تصعيدٍ جديد ينسف كل الجهود الدولية الرامية لتثبيت الهدنة ووقف الحرب.