شهدت محافظة المنوفية صباح اليوم حادثتين جنائيتين منفصلتين في نطاق مركزي تلا وشبين الكوم؛ الأول داخل منزل بقرية زنارة حيث عُثر على جثتي سيدة ورضيعها، والثاني في قرية كفر البتانون حيث توفي فتى في السابعة عشرة متأثرًا بطعنة خلال مشاجرة عمل. انتقلت قوات الشرطة إلى موقعي الواقعتين، وبدأت إجراءات المعاينة والتحقيق، وسط صدمة بين الأهالي وتداول واسع للأنباء على منصات التواصل.
 

تفاصيل واقعة زنارة – مركز تلا
بدأت الواقعة بإخطار تلقّاه اللواء علاء الجاحر، مدير أمن المنوفية، من مأمور مركز شرطة تلا يفيد ببلاغ أهالي قرية زنارة عن وجود جثتين داخل منزل. وبوصول القوة الأمنية وإجراء الفحص الأولي، تبيّن وفاة سيدة داخل غرفة النوم ووفاة طفلها الرضيع.

وأفادت التحريات المبدئية بتحديد المشتبه به زوج المجني عليها، “م.ش”، المقيم بالقرية. وتشير المعلومات الأولية إلى أن الزوج أنهى حياة زوجته ورضيعه ثم نشر صورًا للجريمة عبر حساب على موقع “فيسبوك” قبل ضبطه.
نُقلت الجثتان إلى المستشفى العام تحت تصرّف النيابة العامة، وجرى التحفّظ على الهواتف ومتعلقات من الموقع لفحصها فنيًا، كما استمعت جهات التحقيق إلى أقوال الجيران وأفراد من الأسرة للوقوف على ما إذا كانت قد سبقت الواقعة خلافات أو بلاغات.
 

تفاصيل واقعة كفر البتانون – مركز شبين الكوم
في حادث منفصل، تلقّت الأجهزة الأمنية إخطارًا بوقوع مشاجرة بين عاملين في قرية كفر البتانون أسفرت عن إصابة فتى، 17 عامًا، يعمل في ورش الرخام، بطعنة نافذة أدت إلى وفاته.
وبحسب الفحص الأولي، اتُّهم زميله في العمل، وهو عامل ألوميتال، بتسديد الطعنة خلال مشادة يُرجّح أن خلافات سابقة مهّدت لها.

وجرى نقل الجثمان لاتخاذ الإجراءات اللازمة، كما باشرت الجهات المختصة سماع أقوال شهود من موقع الحادث، بينهم عاملون وصاحب الورشة، لفهم تسلسل الأحداث وتحديد أداة الجريمة وظروف استخدامها. وتواصل الشرطة إجراءاتها لضبط ما يلزم من أدلة مادية، مع تحرير محضر بالواقعة تمهيدًا للعرض على النيابة.
 

إجراءات الشرطة والنيابة
حرّكت مديرية الأمن فرق البحث إلى موقعي الحادثين لإجراء المعاينات التصويرية ورفع الآثار المتاحة. وتشمل الإجراءات مراجعة كاميرات المراقبة في محيط المنزل بزنارة ومحيط الورشة أو مكان المشاجرة بكفر البتانون، إلى جانب فحص المحتوى الرقمي المتداول في الواقعة الأولى بعد الإشارة إلى نشر صور للجريمة.
وندبت النيابة العامة الطب الشرعي لتشريح الجثامين وبيان أسباب الوفاة وتوقيتها، تمهيدًا للتصريح بالدفن، مع استمرار سماع أقوال ذوي الضحايا والمشتبه بهم وشهود الجوار والعمل.
 

انتشار الجرائم
تأتي الحادثتان في ظل أحاديث متزايدة داخل المحافظة عن وقائع أسرية ومشاجرات فردية برزت خلال الأشهر الماضية، وتحوّل بعضها إلى جرائم دامية.
ويشير سكان محليون إلى أنّ منصات التواصل باتت جزءًا من المشهد، سواء عبر تداول صور ومقاطع عقب الجرائم، أو عبر منشورات تظهر لاحقًا ضمن ملفات الفحص.
ويعزو ناشطون محليون اتساع هذه الحوادث إلى مناخ اجتماعي واقتصادي متوتر، وتراجع حضور أدوات الوساطة المجتمعية، مع انتقادات متكررة لأداء الحكومة وأجهزتها في كبح هذا المنحنى وفرض الانضباط في القرى ومناطق العمل.

وفي مقابل البيانات الرسمية التي تؤكد “سرعة التحرك”، يتواصل الجدل الشعبي حول جدوى الإجراءات وتوقيتاتها، خاصة حين تتعلق الوقائع بفضاءات مغلقة كالمنازل أو بورش صغيرة يقل فيها الانضباط والرقابة.