أثار تصريح الممثل الأمريكي جورج كلوني قال فيه إن زوجته، المحامية اللبنانية أمل علم الدين، شاركت في صياغة الدستور المصري عام 2012، جدلاً واسعًا بعد أن استغله الإعلام الموالي للأجهزة الأمنية في مصر، للترويج لهذا الادعاء على نطاق واسع في إطار محاولة التشويه المتواصلة لفترة حكم "الإخوان المسلمين".

 

وقال كلوني، في مقابلة تلفزيونية، عبر برنامج The Drew Barrymore Show، إن زوجته كانت "تشارك في إعادة صياغة الدستور للمصريين" في تلك الفترة، مشيرًا إلى أنها كانت "مشغولة في اجتماع مع الإخوان المسلمين" عندما دعاها لزيارته في أحد استوديوهات لندن.

 

عضو بالجمعية التأسيسية: لم أسمع أو أر علم الدين

 

لكن عمرو عبدالهادي، عضو الجمعية التأسسية التي وضعت دستور 2012، نفى مشاركة علم الدين، في صياغة الدستور الذي حظي بموافقة 63.8 بالمائة من المصريين عند طرحه للتصويت.

 

وقال عبر حسابه في منصة "إكس": "أولًا: بصفتي أحدَ كاتبي دستور 2012، وشاركتُ في صياغته مع اخرين وقمنا بمشاركة المصريين في المحافظات السبع والعشرين. وقد أُقيم في كل محافظة لقاءان، أحدهما في الجامعة والآخر في مقر المحافظة، وشارك في هذه العملية ملايين الأشخاص عبر المقترحات التي كنا نتلقّاها. كما عقدنا لقاءات داخل مجلس الشورى. طوال هذه الفترة لم أرَ أمل علم الدين في مصر، ولم يُذكر اسمها مطلقًا".

 

غير أنه عاد وأكد أن "مشاركة امل علم الدين في كتابة الدستور ليست أمرًا سيئًا، بل على العكس. فقد استعنا بمستشارين مصريين، أساتذة متخصصين في الدساتير المقارنة في مختلف دول العالم، من أجل الخروج بدستور توافقي يليق بثورة 25 يناير 2011، رغم تحفّظاتي الشخصية على بعض النقاط المتعلقة بوضع الجيش في الدستور".

 

وأشار إلى أنه جرى توجيه الدعوة للجميع، وحضر الإعلامي باسم يوسف، ونقيب الفنانين والممثلين، ولاعبو كرة القدم، والمحامون، والطب الشرعي. لافتًا إلى أنه "رغم التحفّظات التي أبديتُها في الجلسات العلنية المُذاعة، فإنني أرى أنه أفضل دستور في تاريخ مصر، وصالح للعمل به عشر سنوات على الأقل في أي مرحلة انتقالية".

 

وتساءل عبد الهادي: "هل يُعقَل أن مشاركة أمل علم الدين كشخصية عامة كانت خافية عن العالم بأسره، بما فيهم ممثلو الجيش والقضاء العسكري ومستشارو أمن الدولة وممثلو الكنائس والإعلاميون المتربّصون في القنوات، وسفارات الخارج، وأجهزة الداخل العسكرية والعامة والشرطية؟ أعتقد أنكم بحاجة إلى مراجعة قواكم العقلية".

 

ورأى أنه "إذا كان بعض الدهماء والغوغاء و"النطيحة" من الممثلين ولاعبي الكرة أمثالكم تمّت دعوتهم للمشاركة، فمن الطبيعي جدًّا أنه لو دُعيت أمل علم الدين—كمحامية وخبيرة في القانون—لنال ذلك استحسان الكثير. فالاستعانة بأي خبير لا تعني إطلاقًا أنه يُملي علينا ما نكتب أمّا كتّاب المخابرات، فلا عزاء لهم؛ بلا موهبة، بلا فهم، دمتم بلا عقل… " كتع كسح كسل".

 

 

مستشار الحرية والعدالة: لم يكن دستور الإخوان 


من جهته، قال مراد علي، مستشار حزب "الحرية والعدالة" الذراع السياسي لـ "الإخوان المسلمين"، إن دستور  2012 لم يكن "دستور الإخوان" بل كان دستورًا صاغته الإرادة الشعبية المصرية.

 

وأشار عبر حسابه على منصة "إكس" إلى الدعم الذي حظي به، "فقد صوّت ثلثا الناخبين بالموافقة عليه في استفتاء شهد له الجميع بالنزاهة والشفافية، ولم يُشهد فيه مظاهر العبث أو "الرقص أمام اللجان"، بل سبقه حوار مجتمعي واسع، ومناظرات مطوّلة على شاشات الفضائيات وفي صفحات الجرائد، شارك فيها مؤيدون ومعارضون على حدّ سواء".

 

وأوضح أن "لجنة صياغة هذا الدستور لم تكن حكرًا على تيار واحد، بل شارك فيها طيف واسع من الشخصيات السياسية والدينية والقانونية والفكرية".  

 

وذكر من بين أعضائها: اللواء ممدوح شاهين، والشيخ نصر فريد واصل، والدكتور ياسر برهامي، وعمرو موسى، وفاروق جويدة، والمستشار بهاء الدين أبو شقة، والفنان أشرف عبد الغفور، والقس صفوت نجيب البياضي، والأنبا يوحنا قلته، والدكتور جابر جاد نصار، وسمير مرقص، ورئيس حزب الوفد الحالي عبد السند يمامة، والصحفي عماد الدين حسين، والسياسي محمد أنور السادات، والدكتور معتز بالله عبد الفتاح، والمهندس السلفي نادر بكار وغيرهم.

 

لهذا، قال علي إنه "لا يمكن نسب الدستور إلى فصيل سياسي واحد مهما حاولت الدعاية تبسيط الصورة أو تشويهها".

 

ورأى أن الإشارة إلى مشاركة زوجة الممثل جورج كلوني في وضع دستور 2012، يأتي "في خضم حملاته لتشويه ثورة يناير وكل ما انبثق عنها".

 

ولفت إلى أن الدستور جرى الاستفتاء عليه في ديسمبر 2012، بينما أول لقاء جورج كلوني مع أمل علم الدين كان في يوليو 2013، أي بعد 7 أشهر كاملة من إقرار الدستور.