أعلنت أسرة الناشط والباحث والحكواتي الفلسطيني حمزة العرقباوي مصرعه غرقًا في نهر النيل بالعاصمة القاهرة، خلال زيارة كان يقوم بها إلى مصر، وسط غياب أي تفاصيل رسمية حول ملابسات الحادث أو أسبابه حتى الآن، في واقعة أثارت صدمة واسعة في الأوساط الثقافية الفلسطينية والعربية
ووفق تصريحات أدلت بها مصادر مقربة من العائلة، فقد لقي العرقباوي، البالغ من العمر 42 عامًا، مصرعه إثر غرقه في نهر النيل، دون أن تتوفر معلومات إضافية عن ظروف الواقعة، أو الكيفية التي انتهى بها به الأمر في المياه، بينما لم يصدر عن السلطات أي تعليق رسمي يوضح ما جرى أو يحدد توقيت ومكان الحادث بدقة.
صمت رسمي وغموض متصاعد
إعلان الوفاة، الذي جاء مقتضبًا وخاليًا من التفاصيل، فتح الباب أمام حالة من التساؤلات والقلق، لا سيما في ظل الصمت الرسمي حيال الواقعة.
فحتى اللحظة، لم تُعلن نتائج تحقيقات، إن كانت قد فُتحت من الأساس، كما لم تصدر بيانات توضيحية بشأن ملابسات الغرق أو ما إذا كانت هناك شبهة جنائية من عدمها.
هذا الغموض زاد من حدة الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، حيث طالب ناشطون وحقوقيون بكشف الحقيقة الكاملة، وضمان الشفافية في التعامل مع حادثة وفاة شخصية عامة معروفة بنشاطها الثقافي والاجتماعي، وبحضورها الواسع في الفضاء الفلسطيني والعربي.
من هو حمزة العرقباوي؟
يُعد حمزة العرقباوي أحد أبرز الحكواتيين الفلسطينيين في السنوات الأخيرة. ينحدر من بلدة عقربا جنوب شرقي مدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية المحتلة، وكرّس جزءًا كبيرًا من حياته لجمع وتوثيق الموروث الشعبي الفلسطيني، خاصة القصص والحكايات المرتبطة بالحياة اليومية للناس في القرى والبلدات.
لم يكن العرقباوي مجرد ناقل للحكايات، بل باحثًا ميدانيًا انخرط في تفاصيل المجتمعات المحلية، وسعى إلى إعادة الاعتبار للذاكرة الشعبية بوصفها ركيزة أساسية من ركائز الهوية الفلسطينية في مواجهة محاولات الطمس والسرقة الثقافية.
وقد عُرف بأسلوبه القريب من الناس، وقدرته على مزج الحكاية بالتاريخ، واللغة بالوجدان.
جولات ثقافية وحضور شعبي
اشتهر الراحل بتنظيم جولات تعريفية داخل القرى الفلسطينية، كان يصطحب خلالها الزوار والمهتمين إلى الأزقة والبيوت القديمة والحقول، ليحكي قصص المكان والناس، ويعيد إحياء العادات والتقاليد التي شكلت وجدان المجتمع الفلسطيني لعقود طويلة.
هذه الجولات جعلته شخصية محبوبة ومؤثرة، ليس فقط بين المثقفين، بل أيضًا لدى عامة الناس، خاصة الشباب.
واعتبره كثيرون حلقة وصل بين الأجيال، وذاكرة حيّة تمشي على الأرض، تنقل التاريخ الشفهي من أفواه الكبار إلى أسماع الصغار، في زمن تتعرض فيه الرواية الفلسطينية لتحديات متزايدة.
نعي واسع وحزن ثقافي
عقب إعلان خبر وفاته، امتلأت منصات التواصل الاجتماعي برسائل النعي والتأبين، حيث عبّر مثقفون وناشطون عن حزنهم العميق لرحيل العرقباوي، مستذكرين إسهاماته في حفظ الهوية الثقافية الفلسطينية، ودوره في صون التراث الشعبي من الاندثار.
وكتب ناشطون أن رحيله لا يمثل خسارة لعائلته وأصدقائه فحسب، بل خسارة للمشهد الثقافي الفلسطيني بأكمله، مؤكدين أن غياب شخصيات من طراز العرقباوي يترك فراغًا يصعب تعويضه، خاصة في ظل الظروف السياسية والاجتماعية التي يعيشها الفلسطينيون.
https://x.com/Sa7atPl/status/2006032782036807711
https://x.com/EyeonPalestine/status/2006033639251837310

