أسدلت محكمة مستأنف جنح المقطم الستار على واحدة من القضايا التي أثارت جدلًا واسعًا في الشارع المصري، بعدما أيدت حكم حبس أحمد أبو المجد، المعروف إعلاميًا بـ«طفل المرور» و«ابن المستشار»، وصديقَيه، لمدة ثلاث سنوات مع الشغل، على خلفية اتهامهم بالتعدي على طالب باستخدام عصا “بيسبول” أمام إحدى المدارس بمنطقة المقطم، في واقعة أعادت إلى الواجهة تساؤلات حول استعراض القوة والعنف بين الشباب.

 

تثبيت الحكم بعد الاستئناف

 

وقضت المحكمة بتأييد الحكم الصادر من محكمة جنح المقطم، والذي كان قد أدان المتهمين بالاعتداء على الطالب المجني عليه، واستعراض القوة وبث الرعب في محيط مدرسة، في واقعة وثقتها التحقيقات باعتبارها اعتداءً جسيمًا استخدمت فيه أداة صلبة تسببت في إصابة بالغة.

 

وكانت محكمة أول درجة قد أصدرت حكمها بحبس أحمد أبو المجد وصديقَيه ثلاث سنوات مع الشغل، قبل أن يتقدم المتهمون باستئناف على الحكم، إلا أن المحكمة رأت كفاية الأدلة وقررت تثبيت العقوبة.

 

تفاصيل الواقعة

 

وفقًا لما كشفت عنه تحقيقات النيابة العامة في القضية رقم 7876 لسنة 2025 جنح المقطم، بدأت الواقعة عندما تلقى المتهم اتصالًا هاتفيًا من أحد أصدقائه، أخبره خلاله بأن شقيقته تعرضت لمضايقات من أحد الطلاب، وطالبه بالحضور إلى موقع المدرسة للتدخل.

 

وأظهرت التحقيقات أن المتهم تحرك بسيارته برفقة صديقه “إبراهيم”، والتقيا بصديقهما الثالث “طوني”، ثم توجهوا جميعًا إلى مكان الواقعة، حيث تطورت الأمور سريعًا من مشادة إلى اعتداء جماعي على عدد من الطلاب.

 

اعترافات المتهم

 

وفي أقواله أمام النيابة العامة، أقر أحمد أبو المجد بأنه فور وصولهم إلى محيط المدرسة، بدأ صديقه “طوني” بالاعتداء على الطلاب المتواجدين، قبل أن يعثر هو على عصا “بيسبول” داخل حقيبة السيارة، ويشارك بدوره في الاعتداء.

 

واعترف المتهم بأنه قام بضرب المجني عليه “يوسف” على رأسه باستخدام العصا، مؤكدًا – بحسب أقواله – أن ذلك لم يكن بقصد إحداث إصابة جسيمة، قبل أن يفر هو ورفاقه من مكان الواقعة عقب تدخل الأهالي.

 

سجل قضائي متكرر

 

ولا تُعد هذه القضية الأولى في سجل “طفل المرور” القضائي، إذ سبق للمحكمة ذاتها أن أصدرت حكمًا آخر بحبسه ثلاث سنوات في قضية منفصلة، بعد ثبوت تعاطيه مواد مخدرة، وفقًا لنتائج تحليل الدم الصادر عن مصلحة الطب الشرعي، وهو ما اعتبره مراقبون مؤشرًا على نمط متكرر من السلوك الإجرامي وعدم الالتزام بالقانون.

 

من فيديو ساخر إلى قفص الاتهام

 

وتعود أولى فصول قضية “طفل المرور” إلى ما يقرب من خمس سنوات، عندما انتشر مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر فيه وهو يستهزئ برجال الشرطة ويتباهى بقيادته المتهورة في الشوارع، في مشهد أثار موجة غضب واسعة بين المصريين.

 

ومنذ تلك الواقعة، أصبح اسم المتهم حاضرًا في أكثر من ملف قضائي، بين اتهامات بالتجاوز واستعراض القوة وتعاطي المخدرات، وصولًا إلى واقعة الاعتداء الأخيرة التي انتهت بتثبيت حكم السجن المشدد.