اعتاد الإعلامي إبراهيم عيسى دائمًا على إثارة الجدل، وإطلاق تصريحات لا ترتكز على أصل من الدين أو الواقع، وإنما تكون نابعة من أفكاره واعتقاداته أو ما يريد أن يدعو ويروج له، حتى لو تصادم ذلك مع ثوابت الدين وأصوله.
تقديس البقرة
وتحدث عيسى في أولى حلقات برنامجه الجديد "جنينة الحيوانات" على إذاعة "نجوم إف.إم"، قائلًا "عيون البقر حزينة ولازم تكون حزينة.. كائن متحمل وكيانها فيه صلابة وليونة وأنوثة وتحمل وفيه شقاء".
وقال إنه عندما يتأمل ملامح البقرة يشعر بالتقدير لها، مشيرًا إلى أنه لا مانع من التصديق أن شعوبًا كانت تقدسها لأنها "تستاهل" على ما قال في برنامجه الرمضاني عبر إذاعة "نجوم إف إم".
وعن تقديس الحضارة المصرية للبقرة، قال: "كانت تمنحها طبيعة خاصة حتى أنها قدست والمصريين عبدوا العجل أبيس"، متابعا: "البقرة هي الحياة بكل مقاييس الدنيا وهي شريك في الحضارة والغذاء والصبر والعمل.. والتعامل مع العجل باعتباره حالة ساخرة أو تهكمية ياريت بشر يبقى بقر وياريت يكون بداخله صفات البقر من الصبر والعطاء".
وتحدث عيسى عن تقديس الهنود للبقر قائلًا: "يوجد مليار و370 مليون بقرة في الوجود أنا مهتم بالبقرة المصرية لأنها حمولة وصبورة وشريكة حياة وأنا راجل فلاح وأهلي فلاحين وأدرك جيدًا أن تكون البقرة ثروة، وحالة التعالي على البقرة جماليًا دا البقرة دي جميلة جمال وطيبة البقرة وهدوء البقرة وعطاؤها ولهذا يقدسها الهنود ويلقبونها بأم الهنود".
كما تطرق لتكريمها دينيًا، أولًا بذكرها في آيات القرآن من خلال قصة بقرة بني إسرائيل، ثم إطلاق اسمها على أكبر السور وأطولها في القرآن.
وأكد أن للبقرة صفات رائعة فهي فيها صلابة وقوة وليونة وأنوثة وتحمّل وضخامة وجمال، لدرجة أن من علامات الجمال عند النساء تشبيه عيونها بعيون البقر أو كما يقال "عيون المها" إشارة للبقرة.
التقديس لله وعبادة البقر شرك
وعلق عبد الله رشدي، المتحدث السابق لوزارة الأوقاف، على تلك التصريحات في فيديو له عبر قناته بموقع يوتيوب بما يلي:
"البقر مخلوق لأغراض محددة وليس للتقديس، فهو حيوان ينتفع منها الإنسان والتقديس لله وحده، وفكرتك عن تقديس البقر ساذجة وفاسدة؛ لأن التقديس يكون لله وحده يا أستاذ إبراهيم، وعبادة الأبقار شرك بالله تعالى".
واستكمل رشدي: "ما يفعله البعض من تقديس للبقر ضلال، والتقديس بعدم أكل البقر مخالفة للشرع، الحيوانات اللي بتتاكل إزاي نقدسها وعايز أفهم أنوثة البقر من أي جهة"؟!
حديث المعراج
وفي فبراير الماضي، أثار عيسى الجدل بحديثه عن رحلة المعراج، معتبرًا أنها وهمية "دي قصة وهمية كاملة، كتب السيرة والتاريخ والحديث هي اللي بتقول كده، لكن هو بيصدرلك الكتب اللي بتقول إنها حصلت، واللي بتنفي حدوث المعراج لا تتم الإشارة إليها"، قبل أن يتراجع عنها.
وأثار تشكيك إبراهيم عيسى حالة من الغضب بالأوساط المصرية، ما دعا الأزهر للرد ورفض التشكيك، مؤكدًا أن "الإسراء والمعراج من معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم المتواترة، الثابتة بنص القرآن الكريم في سورتي الإسراء والنجم، وبأحاديث السنة النبوية المطهرة في الصحيحين والسنن، والمسانيد ودواوين ومصنفات السنة، التي انعقد على ثبوت أدلتها، ووقوع أحداثها إجماع المسلمين في كل العصور، بما لا يدع مجالًا للتشكيك فيها أو تحريفها".
وقال الأزهر في بيان لمركزه العالمي للفتوى الإلكترونية إن "كل ما ورد في القرآن الكريم، وسنة سيدنا النبي الثابتة من المسلمات، التي لا يقبل الخوض فيها مطلقًا، ولا يقبل تفصيل أحكامها وبيان فقهها من غير المتخصصين؛ سيما إذا كانوا من مروجي الأفكار التي تفتعل الأزمات، وتثير الفتن، وتفتقر إلى أبسط معايير العلم والمهنية والمصداقية، وتستثمر الأحداث في النيل من المقدسات الدينية، والطعن في الثوابت الإسلامية بصورة متكررة ممنهجة".
أزمة المايوه
قبل واقعة المعراج بأيام، قال عيسى في البرنامج الذي يقدمه على قناة "القاهرة والناس": "لو حضرتك من مواليد الستينيات ولحد 1975، أؤكد لك ستجد صورة لجدتك بالمايوه، وصورة لوالدتك بالمايوه والكات، سواء كنت في المنيا أو سوهاج أو المنصورة أو المنوفية"، مشيرًا إلى أن التغيير في أزياء المصريين حدث بفعل "التيارات السلفية المتعصبة".
حديث أغضب كثيرين على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى رأسهم أبناء صعيد مصر، الذين أكدوا أن حديث الإعلامي المصري غير مطابق للواقع.
قراءة القرآن
في نوفمبر2021، كان عيسى يتحدث عن الدراسة وربطها بسوق العمل قبل أن يقول: "لما بدخل أجزخانة ألاقي الشاب اللي قاعد، الصيدلي بيقرأ قرآن، ده شيء جميل مفيش شك، لكن من باب أولى تقرأ كتاب عن الدواء، في مراجع عن الأدوية، ميفتحش ليه برنامج وثائقي ولا غيره ويتفرج على أحدث الأدوية وآخر الأمراض".
كلام كان وقعه على رواد مواقع التواصل الاجتماعي سيئا، معتبرين أن الجمع بين الإثنين لا يضر.
الأهلي فوق الجميع
وفي سبتمبر الماضي، أثار عيسى الجدل بشأن النادي الأهلي، حين قال إن عبارة "الأهلي فوق الجميع" وهي شعار الفريق "نازية"، كان يرددها الألمان في عهد هتلر.
وهي تصريحات لاقت رفضًا كبيرًا في الشارع المصري، ورد البعض عليه حينها بمقال قديم له يتغزّل فيه بالنادي الأهلي ومدى انضباطه.