رفض الفلسطينيون في غزة، تهديد قادة الاحتلال بتهجيرهم من القطاع، فجر الجمعة، وأعلنوا أنهم باقون في وطنهم ولن يستطيع أحد أن يخرجهم منه كائنًا من كان.

كما كشف مئات الفلسطينيين في الخارج، ممن يعالَجون أو يدرسون تهديد الاحتلال الصهيوني بتهجير أهاليهم من أرضهم، وأعلنوا أنهم سيعودون إلى وطنهم.

وعلى تخوم قطاع غزة المحاصر، يترقب مئات الفلسطينيين في مصر العودة إليه؛ في ترسيخ لمعادلة الثبات وأن محاولات الاحتلال لإعادة فرض التهجير ستبوء بالفشل. ومع انطلاق معركة طوفان الأقصى اختار المئات من الفلسطينيين المسافرين خارجها العودة إليها في أول ثلاثة أيام من المعركة قبل أن يقصف الاحتلال معبر رفح.

 

ترقب العودة

وأكدت مصادر فلسطينية أن مئات الفلسطينيين موجودون بالفعل في منطقة العريش يتأهبون للعودة إلى قطاع غزة بمجرد فتح معبر رفح، والكثير من هؤلاء قطعوا سفرهم وبرامج علاج وتعليم ليكونوا مع ذويهم داخل الوطن.

وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية، قد زعمت أن قوات الاحتلال أبلغت الأمم المتحدة، فجر الجمعة، بضرورة إخلاء شمال قطاع غزة خلال 24 ساعة. وسبق أن نفت هيئات دولية مثل الصليب الأحمر أنها جهة تبلغ بإخلاء السكان وتهجيرهم.

 

ثابتون على أرضنا

ومن جهتها، أكدت حركة حماس، أن شعبنا الفلسطيني المرابط يرفض تهديد قادة الاحتلال ودعوته لهم في غزة إلى ترك منازلهم والرحيل عنها إلى الجنوب أو إلى مصر.

وقالت حماس في تصريح لعزت الرشق، عضو المكتب السياسي للحركة: واهم الاحتلال الصهيوني الفاشي إن ظن أن الحرب النفسية التي يشنها يمكن أن تؤثر في شعبنا الفلسطيني البطل.

وشدد على أن الدعوات الصهيونية للرحيل ما هي إلا تعبير عن إفلاس هذا الاحتلال وفشله في تحقيق أيّ إنجاز أمام الصمود الأسطوري لشعبنا ومقاومته الباسلة. وأضاف: مشاهد الهجرة والنزوح، أصبحت في ذمة التاريخ الذي لن يتكرر، إلا بعودة مظفّرة لشعبنا إلى أرضنا المحتلة فلسطين.

وأكد أن شعبنا مغروس في أرضه ومتجذّر فيها، ولا يمكن اقتلاعه وتهجيره رغم العدوان وجرائم الحرب وسياسة الأرض المحروقة ضد السكان والآمنين في غزة. وقال: شعبنا الذي يقدم فاتورة الدم والتضحيات، على درب العزة والكرامة والتحرير هو من يصنع الانتصار بصموده والتفافه حول كتائب القسام والمقاومة المظفرة.

 

الهجرة ليست في قاموسنا

وأكد الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة، في كلمة مسجلة له اليوم الجمعة، "نقول للعدو من جهة، ونطمئن أبناء شعبنا من جهة أخرى أن الهجرة في قاموسنا ليست واردة سوى هجرة العودة إلى عسقلان والقدس وحيفا ويافا وكل فلسطين بعون الله تعالى".

وتوجه للفلسطينيين بقوله: اثبتوا يا أبناء شعبنا البطل واعلموا بأن الحرب النفسية التي يمارسها العدو الصهيوني عليكم من خلال التهديد ومحاولة التهجير تهدف إلى صناعة صورة نصر زائفة له أمام جمهوره.

وشدد على أن العدو عبر تاريخه الأسود القذر لا يعترف بمناطق آمنه ولا يلقي بالًا لعهود أو مواثيق وهو يمارس القتل والإجرام كما ترون في كل قطاع غزه كعقاب جماعي لشعبنا وجريمة حرب يندى لها جبين البشرية.

وتابع: يا أبناء شعبنا وجهوا رسالة لهذا العدو ولكل حر في العالم بثباتكم وعنادكم، فاصبروا أيها المرابطون فإن النصر صبر ساعة وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

 

نحن من هجّرناكم

وأشار إلى أن العدو المجرم المستبد الجبان الذي استدعى قوى الظلم والطغيان لجواره ببوارجها ليشعر جمهوره بالأمان فهو أضعف وجبان من أن يهجر شعبنا من بلاده مرتين.

وقال أبو عبيدة: يا أبناء شعبنا الأوفياء المقاتلين أنتم من تهجّرون العدو الصهيوني الآن من أراضيكم المحتلة، وأنتم من سحقتم جيش العدو في غلاف غزه وأسقطتم ثقته العسكرية بشبابكم ورجالكم وأبطالهم.

وأكد أن كتائب القسام وجهت بفضل الله تعالى منذ صباح اليوم ردًا على آلة الدمار الصهيونية الهمجية 150 صاروخًا تجاه عسقلان و50 صاروخًا لمستوطنة سديروت وقصفت مطار بن غوريون.