كشفت صور ومقاطع فيديو، تداولها ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، جنودًا إسرائيليين وهم يعتدون جسديًا ولفظيًا على معتقلين فلسطينيين.
وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان وناشطون وصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن هذه الوقائع حدثت في الضفة الغربية مؤخرا.
وأثارت هذه المقاطع غضبًا وأطلقت دعوات لمحاسبة المسؤولين عنها. وقال الجيش الإسرائيلي، من جانبه، إنه فتح تحقيقًا.
توثيق عمليات التنكيل
وكتب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، ومقره جنيف، إنه وثق "عمليات تنكيل وتعذيب شديدة بحق مدنيين ومعتقلين فلسطينيين خلال اعتقالهم من قبل الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية مؤخرًا، في انتهاك صارخ للقواعد الدولية بشأن حماية المدنيين".
وأطلع الأورومتوسطي على مقاطع تظهر جنودًا إسرائيليين "يعتدون على مدنيين ينحدرون من بلدة يطا في الخليل جنوب الضفة الغربية، بعد تجريدهم من ملابسهم وتعصيب أعينهم وتقييدهم من أياديهم وأرجلهم ثم تركهم في العراء لساعات طويلة".
وذكر الأورومتوسطي أن “احتجاز الرهائن والتعذيب يعتبران جرائم حرب”، وأن أي شخص يرتكب مثل هذه الجرائم أو يأمر بها أو يفشل في منعها “يتحمل مسؤولية جنائية ويجب تقديمه إلى المحكمة الجنائية الدولية”.
كما أكد أن الحظر المفروض على التعذيب من الأركان الأساسية للقانون الدولي، فالتعذيب، إضافة إلى المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، محظور في جميع الأوقات وجميع الأماكن، بما في ذلك في زمن الحرب.
مشاهد من التعذيب
وجاء عنه “ظهر ثلاثة معتقلين على الأقل يتعرضون إلى أسلوب ما يعرف بـ"الدولاب" حيث “يجبر الضحية على اتخاذ وضعية إطار السيارة وتعليقه أو رفعه مع استمرار ضربه بوحشية دون مراعاة لصرخات الاستغاثة التي يطلقها”.
وأضاف “كما ظهر استخدام أسلوب "الشبح"، حيث يتم تعليق الضحية بخطاف أو مقبض باب ورفعه بشد قيود يديه بحيث تبقى القدمان بالكاد تلامسان سطح الأرض أو بوضعية تسمح بملامسة أصابع القدمين فقط للأرض، ومن ثم تتعرض الضحية للضرب المبرح”.
وتظهر لقطة من الفيديو جنديًا يدوس بحذائه على شخص، بينما يُصوّب جندي آخر سلاحه نحوه (شاهد من هنا).
https://twitter.com/Salambshara/status/1719330319789178977
.وفي واقعة أخرى، يمكن مشاهدة جندي وهو يركل رجلاً معصوب العينين في بطنه ثم يبصق عليه ويسبه باللغة العربية.
وفي حالة أخرى منشورة على الإنترنت، يظهر شخص، قالت "تايمز أوف إسرائيل" إنه جندي احتياط، وهو يضع يده على كتف فلسطيني معصوب العينين ومقيد اليدين، ثم يرقص معه رغمًا عنه، بينما يسمع صوت موسيقى في الخلفية، ثم يسأله: "لماذا لا ترقص؟" وحينها يفقد الرجل معصوب العينين توازنه.
ويظهر في مقطع آخر معتقل معصوب العينين، أجبر على الجلوس على الأرض وهو يحمل العلم الإسرائيلي.
وتظهر اللقطات الرجال الفلسطينيين مجردين من ملابسهم أو نصف عراة ومعصوبي الأعين ومقيدي الأيدي، ويصرخون من الألم، ويظهر شخص يتم جره على الأرض بينما كان يصرخ.
وأشارت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إلى فيديو التقطه جنود إسرائيليون بأنفسهم قالت إنه يظهر 7 عمال من الضفة الغربية تم القبض عليهم أثناء محاولتهم دخول إسرائيل دون تصريح.
وتلقى المرصد الأورومتوسطي أيضا إفادات من عائلات فلسطينيين تم اعتقالهم، خلال الأيام الماضية، قالوا إنه تظهر على غالبيتهم آثار تعذيب كبيرة.
وقال والد معتقل، طلب عدم ذكر اسمه، إن هناك "تعمدًا في تعذيب المعتقلين والتنكيل بهم ونشر صورهم بهذا الشكل بما في ذلك تعريضهم للضرب المبرح وتركهم في العراء لعدة أيام وتشغيل موسيقى صاخبة ومزعجة لترويعهم".
تحقيقات صهيونية
وفي تعليقه لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" على الصور والمقاطع المتداولة، قال الجيش الإسرائيلي إن "سلوك (الجنود) في هذه المشاهد خطير ويتعارض مع قيم الجيش الإسرائيلي. الحوادث قيد التحقيق. وسيجري قادة الجيش الإسرائيلي محادثات مع جميع الجنود على الجبهة. وتم فصل جندي واحد من الخدمة الاحتياطية".
ووقعت تلك الحوادث مع تصاعد التوترات في الضفة الغربية، وقد قُتل 122 فلسطينيًا هناك منذ بدء الحرب بين حماس وإسرائيل في 7 أكتوبر.
وقُتل 4 فلسطينيين خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية، مساء الثلاثاء، بحسب ما أعلنه مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني، الأربعاء، وذلك في غارة إسرائيلية لاعتقال عطا أبو رميلة، أمين عام حركة فتح في جنين، شمال الضفة الغربية، وفق الصحيفة الإسرائيلية.
ووفقاً لجمعية الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، وهي منظمة حقوقية مقرها في الضفة الغربية المحتلة، فإن الشهادات التي حصلوا عليها “تعكس تفاصيل مروعة لجرائم ممنهجة ومكثفة، والتي تتصاعد باستمرار، لتصل إلى حد التهديد المباشر بفتح النار” على السجناء والمعتقلين.
ويشمل ذلك مجموعة من أساليب التعذيب الأخرى مثل “الضرب الوحشي، والاستجواب الميداني، والتهديد بالقتل والاغتصاب، واستخدام الكلاب البوليسية، واستخدام الفلسطينيين كدروع بشرية”.

