قالت حركة "حماس" إن استهداف الاحتلال للصحفيين استمرار لمسلسل جرائمه التي تسببت في استشهاد 65 صحفياً منذ بدء العدوان.
وارتقى 3 صحفيين في مناطق متعددة بالقطاع، وهم: الصحفي محمد نبيل الزق والصحفي عاصم البرش والمصور الصحفي محمد معين عياش
الصحفي محمد نبيل الزق كان يعمل في قناة "القدس اليوم" أما الصحفي عاصم البرش فكان يعمل في إذاعة الرأي وارتقيا شهيدين في قصف إسرائيلي وقع الليلة الماضية على حي الشجاعية شرق محافظة غزة، وعلى منطقة الصفطاوي شمال قطاع غزة.
كما استشهد المصور الصحفي محمد معين عياش بقناة "غزة الآن" على تليجرام برفقة عدد من أفراد عائلته إثر استهداف لمنزله في النصيرات وسط قطاع غزة.
وخلال اليومين الماضيين، تلقي الصحفي أمجد أبو شريعة خبر استشهاد والده وعدد من أفراد عائلته بعد قصف منزلهم، علماً أنه لن يتمكن من وداعهم بسبب تواجده في الجنوب وهم في شمال غزة.
كما تلقى الصحفي محمود صباح خبر استشهاد عدد من أفراد عائلته خلال عمله الصحفي في شمال قطاع غزة.
وفي 18 نوفمبر، استشهد 4 صحفيين وهم؛ الصحفي بقناة "القدس" ساري منصور برفقة زميله حسونة سليم في قصف للاحتلال على مخيم البريج بغزة، كما استشهاد الصحفي عبد الحليم عوض؛ جراء قصف الاحتلال لمنزله في مدينة غزة، واستشهد الكاتب الصحفي مصطفى الصواف وزوجته وأحد أبنائه الذي كان مصورا في قناة الأناضول في قصف صهيوني لمنزله.
قتل على الهواء
وقبل أيام، استشهدت الصحفيتين آلاء طاهر الحسنات وآيات خضورة إثر غارات جوية استهدفت منزليهما، في مخيم البريج للاجئين وسط غزة ومنطقة بيت لاهيا شمالاً..
وقالت خضورة في بث مباشر مع "قناة الغد الفضائية" قبيل استشهادها بدقائق: "سيكون هذا الفيديو الأخير".
وتابعت خضورة وهي تبكي: "إن قوات الاحتلال ألقت قنابل فسفورية على بيت لاهيا ووزعت منشورات لإخلاء المنطقة".
وأضافت: "الناس يسيرون على الطرق كالمجانين ولا يعرفون إلى أين يتجهون، نحن كعائلة متفرقون أيضاً في المنزل والبعض غادر، لكن بالطبع لا نعرف إلى أين يذهب أي شخص، الوضع صعب للغاية، يا رب ارحمنا".
كما استشهدت مرح ضهير، 25 عاما، أصغر من عملت بالصحافة من منزلها في خربة العدس في رفح وكانت الأولى على دفعتها بقسم الصحافة والإعلام في الجامعة الإسلامية قبل عامين، إلا أنها ارتقت مع والديها وشقيقاتها وأشقائها وأبنائهم وزوجاتهم فجر 19 أكتوبر الماضي.
وفي 13 نوفمبر، استشهد الصحفي أحمد فطيمة في غارة للاحتلال على قطاع غزة، واستشهد المدير التنفيذي لإذاعة نماء الصحفي يعقوب البرش متأثراً بجراحة التى أصيب في استهداف منزله من قبل طائرات الإحتلال في جباليا شمال غزة.
وفي إحدى الحالات، كان وائل الدحدوح، مراسل شبكة الجزيرة في غزة، يبث صوراً حية للمنطقة المحاصرة في 25 أكتوبر عندما تلقى أخباراً عن استشهاد زوجته وابنه وابنته جراء غارة جوية إسرائيلية.
وفي 4 نوفمبر، استشهد 4 من أطفال المصوّر المتعاون مع وكالة الأناضول، محمد العالول، جراء قصف إسرائيلي استهدف عدداً من المنازل في مخيم المغازي للاجئين وسط غزة.
وقال مراقبون وهيئات فلسطينية إن جيش الاحتلال قتل صحفيين خلال الـ6 أسابيع الماضية بمقدار يفوق من استهدفتهم خلال20 سنة ماضية.
وقالت لجنة حماية الصحفيين الدولية إنها لم توثق قتل صحفيين بهذا العدد منذ بدأت رصد وتسجيل جرائم قتل الصحفيين عام 1992.
وفي الضفة الغربية، فقال نادي الأسير، إن الاحتلال اعتقل نحو 42 صحفياً وصحفيةً بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وأبقى على اعتقال 32 صحفياً منهم، بينهم الصحفيّة ميرفت العزة، إضافةً إلى الصحفية سمية جوابرة التي تخضع للحبس المنزلي.
وقال نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر، عبر شاشة cbc، مساء الأحد الماضي أنّ الشهيد الصحفي بلال جاد الله جرى استهداف سيارته بشكل مباشر، ما يمثّل عملية اغتيال متعمدة من قِبل جيش الاحتلال.
وأضاف أن الشهيد مصطفى الصواف جرى استهداف منزله بشكل مباشر أيضا، موضحا أنّ ثلاثة صحفيين كانوا موجودين رفقة بعضهم البعض في منزل بالمنطقة الوسطى.
ونوه بأن وسائل إعلام إسرائيلية اعترفت بأن هذا القصف كان متعمدا ومباشرا، مؤكدا أنّ جيش الاحتلال يشن حربا واسعة النطاق على قطاع غزة.
تستهدفهم عمدا
ووفق ناصر أبو بكر فإن المسؤولين الإسرائيليين كاذبون حيث يعلنون أنهم لم يتعمَّدوا قتل المدنيين أو الصحفيين، لكن الواقع على الأرض يروي قصة مختلفة. ويوم الثلاثاء، قُتل صحفيان يعملان في قناة الميادين، ومقرها بيروت، في غارة جوية إسرائيلية على جنوب لبنان.
وأثارت عملية القتل الأخيرة موجة واسعة من الإدانة في لبنان والعالم، كما اتهم اتحاد الصحفيين العرب، ومقره القاهرة، إسرائيل بارتكاب جرائم ضد الصحفيين بسبب كشف الحقيقة. ودعا الاتحاد في بيان له إلى محاسبة المسؤولين الإسرائيليين عن مقتل الصحفيين في المنطقة.
وتوصلت الاستنتاجات الأولية لـ"مراسلون بلا حدود" عبر التحقيق الجاري في حادثة 13 أكتوبر إلى أن الصحفيين لم يكونوا ضحايا جانبيين لعمليات إطلاق النار، بل كانوا أهدافاً، وذلك بناءً على أدلة الفيديو وشهادات الشهود، إذ جرى استهداف إحدى مركباتهم، التي تحمل علامة الصحافة، كما تبين أن المجموعة المتمركزة بجانبها صحفيون.
ودعت منظمة "مراسلون بلا حدود" المحكمة الجنائية الدولية إلى التحقيق في استشهاد ثمانية صحفيين فلسطينيين، تقول إنهم قُتلوا في القصف الإسرائيلي على المناطق المدنية في قطاع غزة. وتشير الشكوى أيضاً إلى "التدمير المتعمَّد، الكُلي أو الجزئي، لمباني أكثر من 50 وسيلة إعلامية في غزة" منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة.
في سياق متصل، تجمع مئات الصحفيين وعائلاتهم في نادي الصحافة في كراتشي، جنوبي باكستان، للتعبير عن تضامنهم مع زملائهم في الشرق الأوسط، الذين استشهدوا أثناء أداء واجبهم في الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة. وحمل المتظاهرون لافتات منقوشة عليها شعارات مثل "أوقفوا استهداف الصحفيين"، و"لا يمكن إخفاء الحقيقة بقتل الصحفيين"، و"حاسبوا إسرائيل على قتل الصحفيين في غزة".
مطالب بمحاسبة القتلة
وأدان الاتحاد الدولي للصحفيين (مقره العاصمة البلجيكية بروكسل)، الثلاثاء، قتل "إسرائيل" الصحفيين في قطاع غزة. وطالب في بيان، بإجراء تحقيق فوري بشأن مقتل الصحفيين في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمِّرة منذ 46 يوماً.
وتضمّن البيان أسماء وتواريخ وأماكن وفاة 62 صحفياً فقدوا أرواحهم في الهجمات الإسرائيلية حتى الثلاثاء الماضي، بحسب ما أكد ذلك "المكتب الإعلامي الحكومي" في قطاع غزة، مشيرا إلى أنهم استهدفوا بشكل مباشر بصواريخ الاحتلال، أو جراء هدم منازلهم فوق رؤوسهم هم وعائلاتهم.
الاتحاد الدولي للصحفيين (IFJ) أشار إلى أن 600 ألف صحفي حول العالم، والكثير من أعضاء الاتحاد أرسلوا معه رسائل تضامن مع الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة، رافضين ما يتعرض له الصحفيون في غزة، منوها إلى أن مهمته هي الوقوف إلى جانب الصحفيين الفلسطينيين، والتضامن معهم في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها.
ودعا حكومات العالم إلى الالتزام بقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بحماية الصحفيين، ومحاسبة مرتكبي الجرائم، ومنع إفلاتهم من العقاب، من أجل توفير الأمن والحماية وحرية التعبير للصحفيين.
وطالب أمين عام الاتحاد الحكومة "الإسرائيلية" بالالتزام بقرار مجلس الأمن 222، الذي ينص على حماية الصحفيين والمدنيين، وضمان حماية العاملين في مجال الإعلام، وحقهم في حرية التعبير والرأي والنشر والحياة، وكذلك احترام القانون الدولي الإنساني لحماية الصحفيين والمدنيين.

