أكد الأكاديمي السعودي الباحث د. أحمد بن راشد بن سعيّد أن العلامة محمد الحسن الددو ابن موريتانيا ونائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين هو رمز أمة (#الدَّدَو_رمز_أمّة) مفندا أكاذيب تبثها قناة (العربية) التي تبث برامج تروج من خلالها إدعاءات بحق علماء يخالفون منهجية التطبيع التي يتبناها محور الثورة المضادة العربية ومنهجية الخلاعة التي وصلت إلى دول خليجية منها بلاد الحرمين الشريفيين.
وقال "سعيد" إنه جهز مقالات في الرد على أكاذيب العربية بشأن العلّامة الدَّدَو. وقد كانا جاهزين للنشر قبل أيام ولكن منعني من نشرهما استشهاد الشيخ إسماعيل هنية رحمه الله.
وأضاف، "اتصلت بمكتب العلّامة الدَّدَو وحصلت منه على بعض المعلومات التي تفنّد أكاذيب قناة العربية، بل تنسفها في اليمِّ نسفا. كما حصلت على صور من مؤهلاته الدراسية التي تشهد بتفوّقه ونبوغه. وفيما يتعلّق بزعم القناة أن تقديره في امتحان الثانوية العامّة "مقبول"، فقد كذبت كعادتها، إذ إنّ امتحانه ذاك ليس كامتحانات الثانوية التي نعرف".
وأوضح أن "قصّتُه باختصار أن الشيخ أتى من البادية إلى نواكشوط للعلاج، ولم يكن يعرف الامتحانات، ولم يكن ينوي الامتحان، إذ درس في قريته علوماً شتى لكنه لم يدرس الابتدائية ولا المتوسطة ولا الثانوية".
وأضاف، "نشأ الشيخ في رحاب العلم، فحفظ القرآن وهو في السابعة من عُمُره، وتربّى في كَنَفِ جدِّه لأمِّه، الشيخ محمد عالي ولد عدود، أحد أبرز علماء الدين في عصره، دارساً على يديه نحو أربعين حقلاً من حقول العلم، وأجازه في كل ما يرويه من معقول ومنقول، ودرّبه على الخطابة. كما درس على يد أخواله ومنهم، الشيخ محمد سالم ولد عدود، الذي كان فقيهاً ومحدّثاً وشاعراً".
وأبان أنه "عندما وفد إلى العاصمة (الرياض)، دخل امتحاناً في شعبة اسمُها "الآداب الأصلية العربية" (امتحان البكالوريا أو الثانوية العامّة)، ونجح فيه بتقدير "متوسط" وهو ما يعادل في المشرق العربي تقدير "جيد جداً"، وكان من الأوائل في الشعبة، رغم أنه لا يعرف اللغة الفرنسية، وموادَّ أخرى أساسيّة. وبهذا فإن قول "العربية" إن الشيخ حصل على تقدير "مقبول"في الثانوية يتّسق مع التضليل الذي تمارسه، من حيث تشويه الحقيقة، وإخفاء السياق. لقد أخذ الشيخ بقسط وافر من التعليم قبل الدراسة النظامية، وهو ما تجاهلته القناة الإسلاموفوبية.
العلامة الددو
وأثبت الأكاديمي والباحث السعودي المناهض لقنوات الأكاذيب التي تتبناها الرياض أن "الشيخ الددو نال إجازات في الحديث من بلدانٍ شتّى: السعودية، مصر، اليمن، الشام، والمغرب.، وبعد نيله شهادة الثانوية قُبِلَ في كلية الحقوق بنواكشوط".
وأشار إلى أنه حصل بعد أن حاز على المركز الأول في مسابقة "المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية" التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود في نواكشوط (أُغلق بقرار حكومي موريتاني فيما بعد)، فمنحته الجامعة دراسة البكالوريوس في الشريعة بمدينة الرياض، محدّدةً بداية الدراسة من المستوى الثالث، نظراً لتفوّقه".ولفت إلى أنه "في العام الدراسي 1406-1407هـ (عام 1987) كرّمته الجامعة بتتويجه لقب "الطالب الأمثل". نال الشيخ الشهادة الجامعيه بتقدير "جيد جداً"، وأراد الدخول في برنامج الماجستير، فحصل على توصياتٍ منها توصية وزارة الثقافة والتوجيه الإسلامي الموريتانية (شاهد صورةً منها في الڤيديو)، وتوصيةٌ من مفتي المملكة، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، هذا نصُّها: "أعرف عن هذا الرجل جدَّه ونشاطه، وقد التقيت به مراراً فاستبان لي سَعَةُ اطلاعه، وإلمامُه بكثيرٍ من فنون العلم، ويحفظ كتاب الله، ويحفظ كثيراً من أصول الفنون العلمية في الفقه واللغة والأصول، وله تصوّرٌ حسن وفَهمٌ صحيح. لذا أوصي بقَبوله في الدراسة العليا، راجياً من الله أن ينفعَه وينفعَ به".
https://x.com/LoveLiberty_2/status/1820142774189961724
رسالة الماجستير
وعن مثال واضح للتدليس أشار إلى أن الشيخ نال درجة الماجستير بتقدير "ممتاز"، وهو ما أخفته "العربية". وكانت رسالته عن "مخاطبات القضاة في الفقه الإسلامي". ليس ذلك فحسب، بل إنّ الجامعة تعاقدت معه للتدريس في كلية أصول الدين، وشهدت له بالكفاءة. كل ما سبق موثّق
وفي تغريدة تالية أشار سعيد عبر @LoveLiberty_2 إلى أن ما يحدث مع الشيخ الددو في إطار الحملة الإسلاموفوبية التي تتولّى العربية كِبْرَها.
وأنه من بين ما نشرت أن زعمت القناة أنه حصل على شهادة الثانوية بتقدير مقبول، وأخفت أنه حصل على تقدير "ممتاز" في الماجستير بجامعة الإمام بالرياض. فما الحقيقة؟
واستعان ما نشر عنه بالمقابل في موقع الجزيرة في 20/10/2014:
"حفظ الدَّدَو القرآن الكريم قبل أن يبلغَ العاشرة، ودرس في محضرة والده، الشيخ محمد عالي ولد عدود. أُجيز في القراءات العشر، من طريق الشاطبية والدرّة. كما أُجيز في كتب الحديث كالصحيحين، وكتب السُّنَن الأربعة، والموطّأ، والمستدرَك، ومسند أحمد، ومسند الدارمي، وسنن البيهقي، وحفظ بعضها. سمع من علماء كثيرين وأجازوه، في السعودية، ومصر، وبلاد الشام والمغرب واليمن والهند، فضلاً عن بلده موريتانيا. والتقى بعدد من العلماء وناقشهم، كالشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ محمد بن عثيمين، والشيخ ناصر الدين الألباني.
حصل على البكالوريا بتفوّق عام 1986 (بعكس ما زعمت "العربية")، وتخرّج في كلية الحقوق، وكان من الأوائل على المستوى الوطني في بلاده، كما جاء الأول في مسابقة القسم الجامعي لجامعة الإمام محمد بن سعود في نواكشوط، فسجّلته الجامعة في الرياض في المستوى الثالث بكلية الشريعة ليكمل الدراسة فيها، ثم حصل على الماجستير بامتياز في الجامعة، وكانت رسالته عن "مخاطبات القضاة" في الفقه الإسلامي".
https://x.com/LoveLiberty_2/status/1817968480819237134
برنامج سجال
وفي مارس 2024، بدأت قناة "العربية" السعودية في الترويج لبرنامج "سجال"، الذي تعرّفه بأنه "برنامج فكري سياسي يقوم على نقد أفكار معينة، وبعض الشخصيات الفاعلة في الميدان الفكري السياسي، وتفكيك مشاريعهم وأفكارهم المؤثرة على الناس، بطريقة مباشرة تميل إلى السخرية الخفيفة وغير الفجّة".
و"برنامج سجال" يستهدف به النظام السعودي الإسلاميين، أولئك الذين لعبوا -حسب وجهة نظر الحكومة السعودية- دورا جوهريا في الإطاحة بعدة أنظمة عربية، ولذلك، يردد مقدم البرنامج وضيوفه كثيرا وصف "الثوريين" باعتباره منقصة.
وقالت دراسة لمركز (إنسان) أن "الأفكار المعينة" التي تقصدها القناة؛ لا تعدو أن تكون أفكار التيار الإسلامي الذي شارك في ثورات الربيع العربي، فالبرنامج يركز -بشكل شبه حصري- على رموز الإسلاميين الذين لديهم تأثير سواء في داخل الحركات الإسلامية الفاعلة، أو تأثير في عموم الأمة العربية والإسلامية، وسواء كان هؤلاء المؤثرين منضمين للحركات الإسلامية فعليا، أو قريبين منها، أو محسوبين عليها بشكل أو بآخر.
وأضافت أن "البرنامج السعودي لا يلتفت إلى هذه الفروقات، إذ أن هناك عدة صفات إذا توفرت في شخصية ما، خصص البرنامج لها حلقة لنقدها، أو بالأحرى لمزها، ولذلك نجد البرنامج يستعرض في حلقاته شخصيات بينها اختلافات عديدة، كالمفكر الإسلامي سيد قطب، والشيخ محمد الحسن ولد الددو الشنقيطي، والشيخ عبد المجيد الزنداني، والمفكر الإسلامي محمد أحمد الراشد، وأستاذ العلوم السياسية الكويتي عبد الله النفيسي، والفيلسوف المغربي طه عبد الرحمن.