قال مراقبون إنه بعد سلسلة متوالية من استهداف قادة حزب الله خلال الساعات الأخيرة كشفت أن خللا واضحا وثغرات أمنية مكنت الاحتلال بنسبة كبيرة جدا من كشف صفوف الحزب اللبناني الموالي عسكريا ومذهبيا لإيران، منذ الحرب الأخيرة بين الطرفين في 2009 أو ما يقارب 15 سنة على حد إدعاء الصحف العبرية.

وواصل الطيران الحرب الصهيوني العنيف على بلدات لبنان ما أسفر عن 11 شهيدا وعشرات الإصابات بينهم قادة في حزب الله..  
الإعلامي أيمن عزام رصد ذلك الخلل وكتب عبر @AymanazzamAja، "بنظرةٍ عسكرية مخابراتية مجردة؛ ما يحدث من عمليات اغتيال لقادة كبار من حزب الله في لبنان  بهذا العدد الكبير و الدقة الملموسة مخابراتيا وعسكرياً في توجيه الضربات الصهيونية اللعينة يرسخ و يؤكد عبقرية المقاومة في غزة و مدى تطور أسلحة كتائب القسام المخابراتية و قدرتها أيضاً على اجتثاث الجواسيس طوال سنوات عملها السابقة لطوفان الأقصى .".

وأضاف "و لا ننسى الفروق الهائلة في العدد و العدة و الدعم و الإمكانات بين #حزب_الله و بين #حماس .".

وتساءل الإعلامي بقناة الجزيرة أحمد منصور @amansouraja: "إسرائيل تواصل عمليات اغتيال وتصفية قيادات حزب الله وكأنها تعرف العناوين و أماكن عقد الاجتماعات،و قد أصبح هذا الأمر مدعاة لتساؤلات كثيرة؟ فمهما وصلت مراحل الخيانة و الاختراق لكن أحدا لم يتوقع وصولها لهذا الحد،فخلال أيام معدودات فقد الحزب كثيرا من قياداته وكوادره،واختلت كل التوازنات،وأصبحت إسرائيل تعربد بزهو ونشوة و فخر وعنجهية غير مسبوقة،من الذي مكّن إسرائيل من كل هذا؟".

https://x.com/amansouraja/status/1839333482859819209

التساؤل تكرر ايضا خلال الأسبوع الماضي وطرحه الصحفي من غزة تامر @tamerqdh وذلك بعدما ".. نفذ سلاح الجو "الإسرائيلي" ضربة استباقية على مستودعات أسلحة لحزب الله في عمق لبنان، على بعد أكثر من 100 كلم من الحدود الشمالية. في المقابل، أقصى ضربة نفذها حزب الله في عمق إسرائيل كانت على بعد 48 كلم من الحدود.".

وأضاف أن "..نتيجة القصف، انطلقت صواريخ إلى السماء كانت مخزنة في المستودع. ." متساءلا: "..هل سيواصل الحزب الحفاظ على قواعد الاشتباك؟".

في حين أن حماس المحاصرة في غزة تمكنت في ذلك الوقت من كسر كل القواعد فمن خان يونس (جنوب غزة) أطلق القسام صاروخ ليستقر في قلب أول مستعمرة أقامتها الحركة الصهيونية في فلسطين سنة 1882م (ريشون ليتسيون).

وجاء الرد بعد أقل من 24 ساعة من رد حزب الله على مقتل رئيس أركان جيشه فؤاد شكر قامت حماس بعمل لا يقوم به إلا حماس، ليس فقط في القدرة والجرأة والدقة، فتلك أشياء شهدناها على مدى 325 يوم، وأصبحت بالنسبة للعالم كله عادية جدا..

المراقبون اشاروا إلى أن الدفاعات الصهيونية (القبة الحديدية) لم تتمكن من اعتراضه، في حين تسقط صواريخ حزب الله في منطقة مفتوحة أرض خلاء ولكن اللافت أن حزب الله قال في بيانه الأول إن العملية كبيرة وممتدة، لكن الحزب أعلن بعدها، أن العملية أنجزت وانتهت ..بعد أن كانت الضربة على مقتل فؤتد شكر تحت عنوان (الرد الأوّلى).!

ودافع وقتها حسن هيكل عن حزب الله وعبر @heikalh قال: مش مطلوب من حزب الله اللي بيحارب بدون أي دعم عربي وفي مواجهة إسرائيل وأمريكا وإنجلترا وألمانيا (ايوة القوى العظمي ومباشرة ومن غير حياء)، مش مطلوب منه ان ينتصر بالضربة القاضية. مطلوب:  الا ينهزم في حرب غير متكافئة، + يدير الصراع + يستنزف إسرائيل في حرب ممتدة ..". متوقعا بعد سلسلة نقاط أنه "..سينتهي هذا المشروع الصهيوني حتى لو فضلت إسرائيل جنبا إلى جنب مع فلسطين".

https://x.com/heikalh/status/1827752200942284863

وثبة أكبر

وسبق لمراقبين منهم المحلل السياسي الفلسطيني  سعيد زياد أن اعتبر أن الضربات الضعيفة لحزب الله ستدعو الكيان لوثبة أكبر وضربات من تل أبيب أكبر.

وعبر قال @saeedziad: "لم يكن رد حزب الله على قدر الشخصية التي اغتالتها إسرائيل، ولم يأتِ الردّ موازياً لقواعد الاشتباك التي خرقها الكيان، من استهداف للضاحية، إلى استهداف لمدنيين، بل جاءت أقل بكثير من مستوى الخشية التي عاشها الكيان منذ ليلة الاغتيال، وكشفت العملية أن إسرائيل والإدارة الأمريكية كانوا يخشون حزب الله، وردّه المرتقب، أكثر بكثير مما قدّر حزب الله لنفسه، الأمر الذي من شأنه تشجيعالعدو على وثبة أكبر، وكسر جديد لقواعد الاشتباك، ربما تطال رأساً أكبر من رأس فؤاد شكر.

https://twitter.com/saeedziad/status/1828162917931286962

وأضاف سعيد زياد "كشفت عملية الأربعين -بالإضافة إلى طريقة إدارة حزب الله لمشهد المعركة برمّته- عن خلل كبير في طريقة المناورة للحزب، وإدارة الحرب مع العدو، وبيّنت القدر الهائل من الأغلال التي يقيّد بها حزب الله مساحات المناورة والاشتباك لديه، مما أتاح المجال واسعاً أمام العدو لتبني استراتيجية هجومية عنيفة وعدائية، وجعلته يذهب معه لوثبات كبيرة، من اغتيال الشيخ صالح العاروري في قلب الضاحية الجنوبية، إلى اغتيال ثلاثة من كبار قادته العسكريين في جنوب لبنان (الحاج جواد، وأبو طالب، وأبو نعمة) ولن تكون انتهاء بفؤاد شكر.

https://x.com/saeedziad/status/1828049360484958589
ويشهد جنوب لبنان منذ الـ8 من أكتوبر الماضي، تبادلا شبه يومي لإطلاق النيران، بين "حزب الله" اللبناني، بالتعاون مع "كتائب القسام - لبنان" الجناح العسكري لحركة "حماس"، و"سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، و"قوات الفجر" الجناح العسكري لـ "الجماعة الإسلامية" في لبنان (الإخوان المسلمين)، ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، ردا على عدوان الأخير على قطاع غزة.

وبالتزامن مع ذلك، يواصل جيش الاحتلال منذ السابع من أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.