ذكر معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط  (ميمري) في تحليل أن الإعلام الإسرائيلي كشف عن تفاصيل تتعلق بتحقيقات "قطرجيت"، تشير إلى تنسيق مزعوم بين مستشارين لرئيس وزراء إسرائيل وقطر بهدف تشويه صورة مصر واتهامها بالتآمر ضد إسرائيل، ما تسبب في توتر بين القاهرة وتل أبيب وأيضاً بين مصر وقطر، التي تُعد داعماً رئيسياً لجماعة الإخوان المسلمين، العدو اللدود للنظام المصري.

ارتفع الخطاب المعادي لإسرائيل في الإعلام الرسمي المصري منذ ذلك الحين، حيث أطلق بعض المقالات تهديدات ضمنية بإلغاء اتفاقية السلام الموقعة عام 1979، أو الدخول في حرب مع إسرائيل، ووصفتها بـ"العدو الأبدي" لمصر والعرب.

اتهمت المقالات إسرائيل بانتهاك الاتفاقية واستفزاز مصر والتورط في جرائم بحق الفلسطينيين بدعم أميركي. ويأتي ذلك في سياق تقارير عن طلب إسرائيل من واشنطن الضغط على مصر لتفكيك البنية العسكرية في سيناء، واستمرار العمليات العسكرية ضد حماس في غزة، بالإضافة إلى تحركات في لبنان وسوريا.

رفضت المقالات بشدة اتهامات إسرائيل لمصر بخرق الاتفاقية، وشددت على حق مصر في الدفاع عن حدودها. كما حذّرت من أن ما تقوم به إسرائيل قرب حدود مصر، خاصة خططها المزعومة لطرد الفلسطينيين من غزة إلى سيناء، يُهدد الأمن القومي المصري ويناقض اتفاقية السلام.

وفي أبريل 2025، زار رئيس الانقلاب المصري عبد الفتاح السيسي الدوحة، في خطوة هدفت على ما يبدو لاحتواء الخلاف مع قطر. وعاد السيسي من الزيارة بمنحة قطرية قدرها 7.5 مليار دولار. رغم ذلك، واصلت مصر تصعيد خطابها ضد إسرائيل، وأعلنت دعمها لحماس، مؤكدة أن على الحركة عدم تسليم سلاحها كما تطالب إسرائيل.

 

تصريحات محرري الصحف المصرية: تهديدات مبطنة وتحذيرات

كتب جميل عفيفي، مدير تحرير صحيفة الأهرام، أن إسرائيل هي من انتهك اتفاق السلام، لا مصر. واتهم إسرائيل بالسعي لتصدير أزماتها إلى مصر، مشيراً إلى غاراتها على رفح ومحيط الحدود المصرية. ورفض محاولات إسرائيل فرض الإجلاء القسري للفلسطينيين إلى سيناء، واصفاً ذلك بخطر استراتيجي على الأمن القومي المصري.

وأوضح عفيفي أن مصر استخدمت قواتها في سيناء لمحاربة الإرهاب منذ 2011، وشيدت بنية عسكرية لهذا الغرض، ولا يمكنها الآن التخلي عن تلك المناطق. وذكر أن وجود القوات المصرية في سيناء جرى بالتنسيق مع إسرائيل سابقاً، ويهدف فقط لحماية الأمن القومي.

أكد أن مصر دولة قوية تملك الردع والمعرفة الحديثة في مجال التسليح، وترفض الضغوط والمساومات. وأشار إلى أن مصر لن تقبل بتهجير الفلسطينيين إلى أراضيها، وحددت لذلك "خطاً أحمر".

 

باحث في مركز الأهرام: مستقبل الاتفاقية محل تساؤل

تساءل صبحي عسيلة، مدير برنامج الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية في مركز الأهرام للدراسات السياسية، عما إذا كانت اتفاقية السلام قادرة على الصمود في وجه السياسة الإسرائيلية "العدوانية" بعد 7 أكتوبر 2023. واعتبر أن إسرائيل لم تسع يوماً إلى سلام شعبي مع مصر، بل ساهمت سياساتها تجاه فلسطين وسوريا ولبنان في تغذية الكراهية داخل الشارع المصري.

أشار عسيلة إلى أن السلام ظل "بارداً"، وأن إسرائيل حاولت باستمرار تقليص قدرات مصر العسكرية، ما جعل مستقبل الاتفاقية موضع شك رغم مرور 46 عاماً على توقيعها.

 

صحفي مصري: إسرائيل العدو الأول والأبدي

كتب أحمد جمعة، في صحيفة اليوم السابع، أن إسرائيل تسعى لقتل العرب وتوسيع أراضيها، ولا تؤمن بالسلام. ودعا إلى مراجعة سياسة الدول العربية تجاه إسرائيل، واصفاً إياها بالكيان الذي لا يلتزم بالقوانين الدولية.

واعتبر أن إسرائيل تسعى لتفريغ غزة من سكانها، وأنها تمثل خطراً وجودياً على الدول العربية، متّهماً إياها بتنفيذ أجندة تدميرية تخدم مشروعها التوسعي. وأكد ضرورة مواجهة إسرائيل بنفس الوسائل التي تستخدمها ضد العرب والمسلمين.

 

كرم جبر: الاقتراب من حدود مصر سيجلب الدمار لإسرائيل

كتب كرم جبر، الرئيس السابق للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أن نتنياهو يشبه نيرون الروماني وشمشون التوراتي في تدمير نفسه والمنطقة. وحذّر من أن اقتراب إسرائيل من حدود مصر سيؤدي إلى "فتح أبواب الجحيم" عليها.

شدد على أن مصر، رغم تمسكها بخيار السلام، قادرة على إسقاط "أحلام نتنياهو الشيطانية" إذا فكر في المساس بالحدود المصرية. وأكد أن سيناء ستكون مرة أخرى مقبرة للمحتلين كما كانت في الماضي.

أدى التصعيد الإسرائيلي والاتهامات الموجهة لمصر إلى تأجيج المشاعر العدائية في الخطاب الرسمي المصري، الذي أصبح أكثر حدّة حتى مع استمرار العلاقات السياسية والمساعدات الاقتصادية القطرية.

https://www.memri.org/reports/anti-israel-rhetoric-increases-egypt-it-receives-75-billion-grant-qatar-israel-eternal-enemy