كشف موقع ميدل إيست آي أن دولة الإمارات نشرت رادارًا عسكريًا إسرائيلي الصنع في إقليم بونتلاند الصومالي بهدف حماية مطار بوصاصو من هجمات محتملة يشنّها الحوثيون من اليمن، حسبما أفادت مصادر مطلعة على الموضوع.
أظهرت صور أقمار صناعية التقطت في أوائل مارس أن رادار ELM-2084 الإسرائيلي من نوع "المصفوفة الممسوحة إلكترونيًا ثلاثية الأبعاد" وُضع بالقرب من مطار بوصاصو. وأكّد مصدر إقليمي أن الإمارات ركّبت الرادار بعد فقدان قوات الدعم السريع السودانية سيطرتها على معظم العاصمة الخرطوم في مارس، موضحًا أن الرادار يهدف إلى الكشف المبكر عن تهديدات صاروخية أو بطائرات مسيّرة قد يشنها الحوثيون.
كشف مصدر ثانٍ أن الإمارات بدأت استخدام مطار بوصاصو لدعم قوات الدعم السريع في السودان، وأكد أن طائرات شحن عسكرية كبيرة تهبط هناك بانتظام لتحميل الأسلحة والذخائر، أحيانًا بمعدل خمس شحنات في اليوم الواحد. ولم يعلّق وزير الدولة في رئاسة بونتلاند، عبد الفتاح عبد النور، حين سئل عن الموضوع، واكتفى بإرسال ميمات ساخرة من الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وفق مصادر صومالية، لم يحصل رئيس بونتلاند سعيد عبد الله دني على موافقة من الحكومة الفيدرالية أو من برلمان الإقليم لهذا الترتيب العسكري، وأكدت أن الاتفاق جرى في سرية تامة حتى أن أعضاء حكومة بونتلاند لم يُبلغوا به. وأشارت المصادر إلى وجود تقارير عن جنود كولومبيين نُقلوا عبر بوصاصو إلى السودان، دون علم السلطات في مقديشو بمنحهم تأشيرات الدخول.
لدى الإمارات علاقات طويلة مع الصومال، وقدّمت مساعدات مالية، ودربت قوات لمحاربة جماعات مثل الشباب. ومنذ عام 2009، عززت الإمارات وجودها في بونتلاند، نظراً لقربها الجغرافي من الإمارات واليمن، ودربت قوات محلية لمكافحة القرصنة هناك.
يرتبط دني بعلاقات وثيقة مع الإمارات، إذ يرى مراقبون أن دعم أبوظبي له يعزز طموحاته السياسية، خصوصًا مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الصومالية في 2026. وأوضح مصدر صومالي أن دني يسعى لتأمين كل دعم ممكن للفوز في الانتخابات المقبلة.
أكّد سليم سعيد سليم، مدير معهد سدرة في بونتلاند، أن صمت دني وإدارته عن وجود الرادار رغم الصور والتقارير يعزز مصداقية الأنباء. واعتبر أن الحكومة الفيدرالية في مقديشو تفضّل تجنب التصعيد مع الإمارات التي تُعدّ شريكًا رئيسيًا في محاربة حركة الشباب.
قال سليم إن الرئيس حسن شيخ محمود يعتمد على الدعم الإماراتي لتعزيز الأمن والسلام، ما يفسر معالجة هذه الملفات الحساسة بعيدًا عن العلن. في الوقت نفسه، يعاني محمود من ضغوط داخلية متزايدة مع توسع نفوذ حركة الشباب بالقرب من مقديشو وتصاعد المعارضة له، خاصة بعد طرحه الانتقال إلى نظام انتخابي قائم على الاقتراع المباشر بدلاً من نظام المحاصصة القَبَلية، وهي خطوة واجهت مقاومة من شخصيات سياسية بارزة.
نشطت الإمارات أيضًا في إقليم أرض الصومال الانفصالي، حيث ضخّت استثمارات كبيرة هناك، ما أثار استياء الحكومة المركزية. وأكد وزير الخارجية الصومالي أحمد معلم فقي مؤخراً أن حكومته وجّهت رسالة للإمارات تطالبها بالتوقف عن معاملة رئيس أرض الصومال عبد الرحمن عرو كرئيس دولة.
https://www.middleeasteye.net/news/revealed-uae-deploys-israeli-radar-somalia-under-secret-deal