نشرت منصة "ميدل إيست آي" تقريرًا يتناول حالة التوتر المتصاعد بين الهند وباكستان، بعد حادثة دامية وقعت في كشمير الخاضعة للإدارة الهندية. شهد الاجتماع الطارئ للجنة الأمن القومي الباكستانية، برئاسة رئيس الوزراء شهباز شريف، حالة من الارتباك والغضب الشديد بسبب هذه التطورات.
أفادت التقارير أن مجموعة مسلحة بزي عسكري فتحت النار على سياح في مرج بيساران الخلاب، ما أسفر عن مقتل 26 شخصًا وإصابة أكثر من عشرة آخرين. سارعت وكالات الأمن الهندية إلى اتهام باكستان بالتورط في الهجوم، مستندة إلى مشاهد تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي تظهر السياح المصابين على الأرض، بينما تولت خدمات الإخلاء الجوي نقل المصابين نظرًا لوعورة الطرق.
أعرب رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي عن إصراره على ملاحقة الجناة، مشددًا على أن "أجندتهم الشريرة لن تنجح". أعلنت جماعة تسمي نفسها "مقاومة كشمير"، والمرتبطة بتنظيم "لشكر طيبة" المحظور، مسؤوليتها عن الهجوم. وجه مسؤولون أمنيون هنود اتهامات مباشرة للجيش الباكستاني بالوقوف وراء العملية، معتبرين أن قوات باكستانية خاصة نفذت الهجوم متخفية.
وأعلنت الحكومة الهندية جملة من الإجراءات العقابية، أبرزها تعليق معاهدة مياه السند التي يعود تاريخها إلى عام 1960، إضافة إلى إلغاء التأشيرات، وخفض التمثيل الدبلوماسي، وإغلاق المعابر الحدودية، ومطالبة الباكستانيين بمغادرة الهند خلال 48 ساعة. نفت باكستان علاقتها بالهجوم، ووصفت الاتهامات بأنها ذات دوافع سياسية.
يمثل تعليق معاهدة مياه السند خطوة غير مسبوقة في العلاقة بين البلدين النوويين، ويهدد الأمن المائي لباكستان، التي تعتمد زراعتها بشكل أساسي على مياه الأنهار. حذر عالم السياسة برويز هودبوي من أن تعليق المعاهدة "دعوة للحرب"، مشيرًا إلى أن أي مواجهة مباشرة ستكون كارثية للطرفين.
أعلنت باكستان، خلال مؤتمر صحفي حاد اللهجة، سلسلة من الإجراءات المضادة شملت تعليق التأشيرات والتبادل التجاري، طرد الدبلوماسيين الهنود، وإغلاق المجال الجوي الباكستاني أمام الطائرات الهندية. انتقد دبلوماسيون باكستانيون الهند لتكرار اتهام باكستان دون أدلة، معتبرين أن نيودلهي توظف مثل هذه الحوادث داخليًا لأغراض سياسية.
يشير تقرير "ميدل إيست آي" إلى أن سياسات مودي اليمينية ساهمت في تفاقم الأوضاع، حيث اتخذت حكومته منذ سنوات إجراءات تكرس هيمنة الهندوس، ما أدى إلى تهميش المسلمين، بما في ذلك إلغاء الوضع الخاص لكشمير عام 2019، وفرض حظر تجوال صارم واعتقال قادة الإقليم.
اعتبر محللون أن استغلال مودي لخطاب العداء ضد باكستان أصبح وسيلة فعالة لحشد التأييد الداخلي، كما حدث عقب هجوم بولواما عام 2019 الذي ردت عليه الهند بضربات جوية داخل باكستان. يرى بعض المراقبين أن تورط نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس في زيارة رسمية للهند، وتصريحات واشنطن الداعمة لنيودلهي، قد تعقد فرص احتواء التصعيد هذه المرة.
يحذر التقرير من أن أي مغامرة عسكرية ستدفع الشعوب الفقيرة في كلا البلدين ثمنها الباهظ، في ظل غياب الحماية الاجتماعية وضعف البنية التحتية أمام أزمات الحروب. دعا الكاتب إلى تغليب صوت العقل لتفادي كارثة لا رابح فيها.
https://www.middleeasteye.net/opinion/india-and-pakistan-headed-war-are