وجّه طلاب وأولياء أمور مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا (STEM) نداءً عاجلًا إلى وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، محمد عبد اللطيف، لمراجعة جدول امتحانات الصف الثالث الثانوي للعام الدراسي 2025، والذي وصفوه بـ"الجدول الظالم" الذي لا يراعي خصوصية المناهج الدراسية التي يخضع لها طلاب هذه المدارس، وسط ضغوط نفسية وعصبية متصاعدة.

مناهج ممتدة وجدول مكدّس
وفي بيان مشترك عبّر الطلاب وأولياء أمورهم عن استيائهم البالغ من الفواصل الزمنية الضيقة بين الامتحانات، معتبرين أن الجدول المعلن لا يعكس الواقع الفعلي لحجم المناهج التي تمتد عبر ثلاث سنوات دراسية كاملة، خلافًا لما هو عليه في نظام الثانوية العامة التقليدي، حيث تقتصر الدراسة على مقررات سنة واحدة.

وقال البيان إن طلاب STEM يدرسون 12 مادة تُحتسب جميعها ضمن المجموع النهائي، ويُطلب منهم إنهاء الامتحانات خلال ثلاثة أسابيع فقط، بمعدل ثلاث مواد أسبوعيًا، بينما يؤدي طلاب الثانوية العامة امتحانات خمس مواد فقط على مدار نفس الفترة، وبمعدل مادتين أسبوعيًا.

مقارنة كاشفة بين عامين
وبحسب مقارنة أوردها البيان، فقد كان جدول امتحانات STEM في عام 2024 يمنح فواصل زمنية تمتد إلى 3 أو 4 أيام بين بعض المواد، وهو ما اعتُبر حدًا أدنى من العدالة. أما في جدول 2025، فقد تقلصت هذه الفواصل إلى يوم واحد فقط بين معظم المواد، وهو ما وصفه أولياء الأمور بأنه "ضغط غير منطقي" لا يسمح بمراجعة كافية، ويؤدي إلى إرهاق ذهني شديد للطلاب.

أصوات من الميدان: "ابني بينهار"
قالت ولية أمر طالب في مدرسة STEM، فضّلت عدم نشر اسمها، إن "الربط القسري بين جدول STEM ونظيره في الثانوية العامة حمّل أبناءنا عبئًا غير عادل"، موضحة أن طلاب STEM لا يتلقّون معاملة تفضيلية بل العكس، فهم يدرسون بعمق أكبر ويخضعون لمناهج قائمة على الفهم والتطبيق، لا الحفظ فقط.

وأضافت: "العام الماضي كانت مدة الامتحانات أربعة أسابيع، أما هذا العام فقد اختُصرت إلى ثلاثة فقط دون تقليص عدد المواد، وهو ما يمثل انتكاسة تنظيمية حقيقية"، مؤكدة أن أبناءها يعيشون في حالة ضغط نفسي شديد قد تترك آثارًا بعيدة المدى على أدائهم.

من جانبه، قال ولي أمر طالبة بالصف الثالث في فرع علمي علوم بمدارس STEM إن ابنته باتت عاجزة عن إنهاء المذاكرة المطلوبة، مضيفًا: "بتذاكر ليل ونهار ومش قادرة تراجع، المناهج ضخمة، والضغط مش طبيعي".

وأكد أن محاولات التواصل مع إدارة المدرسة ووزارة التعليم لم تُثمر، بل إن بعض الطلاب الذين حاولوا مناقشة الأمر مع الإدارة تعرّضوا للتوبيخ، على حد تعبيره، قبل أن يختم بالقول: "أفكر في تأجيل العام لابنتي، لكن حلمها في دخول كلية الطب يعرقل القرار".

رد رسمي.. وتبرير زمني
في المقابل، نفت مسؤولة في وحدة مدارس المتفوقين بوزارة التربية والتعليم – طلبت عدم نشر اسمها – وجود أي تعنت من الوزارة، مؤكدة أن اجتماعًا عُقد مؤخرًا مع مجموعة من طالبات مدرسة STEM المعادي لمناقشة الجدول، وانتهى إلى اعتبار الجدول الحالي "مناسبًا" في ظل الظروف المتاحة.

وأشارت إلى أن الامتحانات تجري عادة بالتزامن مع جدول الثانوية العامة أو تتجاوزه بيوم واحد فقط، نظرًا لضرورة توحيد مواعيد إعلان النتائج والدور الثاني، معتبرة أن غياب إجازة عيد الأضحى هذا العام أسهم في تقليص هامش المناورة في الجدولة.

كما أكدت المسؤولة أن ترتيب المواد في الجدول راعى درجة صعوبة كل مادة، حيث مُنح وقت أطول نسبيًا للمواد التي تتطلب مراجعة أعمق.

مدارس الأمل.. تحت الضغط
تأسست أول مدرسة للمتفوقين في العلوم والتكنولوجيا في مصر عام 2011 بمدينة السادس من أكتوبر، وتبعتها مدرسة المتفوقات بزهراء المعادي في العام التالي، قبل أن يتوسع المشروع ليشمل 22 مدرسة موزعة على مختلف المحافظات، ضمن استراتيجية تهدف إلى إعداد جيل من الباحثين والمبتكرين في مجالات العلوم والهندسة والرياضيات.

وتفرض وزارة التعليم شروطًا صارمة للالتحاق بهذه المدارس، منها أن يكون الطالب حاصلًا على مجموع لا يقل عن 98% من المرحلة الإعدادية، أو 95% بشرط الحصول على الدرجة النهائية في إحدى المواد الثلاث: الرياضيات أو العلوم أو اللغة الإنجليزية.