أكدت مصادر داخل الهيئة القومية للأنفاق أن هناك تعثرًا في إتمام التعاقدات مع شركة كاف الإسبانية الخاصة بتحديث وصيانة 39 قطارًا بالخط الثاني لمترو الأنفاق.

المشكلة التي تعوق إبرام العقود النهائية تتعلق بجوانب فنية ومالية تؤخر بدء أعمال الصيانة الضرورية، مما يثير القلق بشأن قدرة الهيئة على الحفاظ على مستوى الخدمة لمستخدمي المترو الذي ينقل أكثر من مليون راكب يوميًا.

 

التفاصيل الفنية والمالية للخلاف
بحسب مصدر في مجلس إدارة الهيئة القومية للأنفاق، تتعلق الخلافات الفنية مع الشركة الإسبانية برغبتها في تقليص فترة صيانة القطارات من 10 سنوات إلى 8 سنوات فقط.

كما أن هناك اعتراضًا على عدم إلزام الشركة بشراء 50% من قطع الغيار من المصانع المحلية، وهو ما يهدد المصانع والشركات المحلية التي تم استقطابها من قبل وزارة النقل للعمل في السوق المصرية.

هذا التوجه يثير مخاوف من زيادة تكاليف التنفيذ ويعكس أزمة في التوازن بين المصالح المحلية والدولية في المشاريع الكبرى.

 

البعد المالي للأزمة
من الناحية المالية، أوضح المصدر أن التمويل المعروض من قبل كاف الإسبانية لا يتوافق مع الشروط المتعارف عليها في مشروعات البنية التحتية الكبرى.

يتسم العرض بمدة سماح لا تتجاوز السنتين فقط، مع فائدة 2% وفترة سداد لا تزيد عن 10 سنوات، وهو ما يعد غير مناسب بالمقارنة بالتمويلات الميسرة التي اعتادت الهيئة على الحصول عليها من المؤسسات المالية الدولية.

وتشترط وزارة النقل عادة أن يتضمن عرض التمويل المقدم من الشركات المتنافسة تغطية المكون الأجنبي من عملية البناء أو التصنيع عبر مؤسسات دولية، بينما يقتصر دور الحكومة على تمويل المكون المحلي فقط.

وبالتالي، فإن العرض المالي المقدم من شركة كاف لا يتماشى مع هذه الشروط.

 

الخطوط الزمنية وتوقعات الحسم
كما أفاد المصدر أنه تم تسليم شركة كاف الإسبانية قائمة بالاشتراطات النهائية من قبل الهيئة، ومنحها فرصة أخيرة للرد على هذه الاشتراطات وقرارها بشأن تفعيل الاتفاق.

في حال استمرار الخلافات، قد تضطر الشركة إلى تقديم طلب إعفاء رسمي والتراجع عن تنفيذ المشروع.

ومن المتوقع أن يتم حسم الأمور قبل نهاية النصف الأول من العام الحالي، حيث يُنتظر القرار الحاسم بشأن استكمال أو إلغاء هذه الشراكة.

 

المشروع وأهمية الخط الثاني لمترو الأنفاق
يُعد الخط الثاني لمترو الأنفاق، الذي بدأ العمل عليه منذ عام 1996، من أهم خطوط المترو في القاهرة الكبرى.

حيث ينقل هذا الخط أكثر من مليون راكب يوميًا عبر 664 رحلة، ويمتد على مسافة 21.6 كيلومترًا، بدءًا من منطقة شبرا الخيمة شمالًا وحتى منطقة المنيب جنوبًا، مرورًا بعشرين محطة.