أعلن الكاتب والسيناريست بلال فضل الانتهاء من تصوير فيلمه الجديد "إفراج"، الذي يتناول قضية الاختفاء القسري، في أول معالجة سينمائية مصرية مستقلة لهذا الملف الذي يطال آلاف الأسر في مصر.

ويستعد فضل لعقد مؤتمر صحافي قريباً للكشف عن تفاصيل العمل الذي تم إنتاجه بالكامل بتمويل شعبي، في تجربة تمردت على التمويلات الرسمية والخطوط الحمراء التي تفرضها الجهات الرقابية على الأعمال الفنية في البلاد.
 

دعم شعبي وتمويل جماهيري
   في منشور على صفحته بـ"فيسبوك"، كشف بلال فضل أن الفيلم تم إنتاجه بفضل تبرعات مواطنين ومواطنات مصريين، آمنوا بأهمية تسليط الضوء على واحدة من أكثر الجرائم انتهاكاً للكرامة الإنسانية.
وأوضح أن الدعم جاء من فئات مختلفة، حيث تبرع البعض بآلاف الدولارات، بينما ساهم آخرون بمبالغ رمزية وصلت إلى ثلاثة دولارات فقط عبر موقع "غو فند مي".

ورفض فضل، الرد على الانتقادات المسبقة التي طالت الفيلم من شخصيات محسوبة على الأجهزة الأمنية، مؤكداً أنه يفضل أن تكون الإجابة عبر لقاء مباشر مع الجمهور والنقّاد للحديث عن تجربة الفيلم كاملة وظروف إنتاجه وتفاصيله الفنية.
 

صناعة تحت الحصار
   وصف فضل عملية صناعة الفيلم بأنها "رحلة شاقة امتدت لعامين"، تعرض خلالها الفريق للخذلان والإحباط، وواجهوا محاولات تعويق غير مباشرة من أطراف اعتبرها "فنجرية الحنك" – في إشارة إلى بعض المتحدثين باسم الثقافة الرسمية أو من يحاولون احتكار السرد الفني في مصر.

وأكد أن الفيلم تم إنتاجه بشكل مستقل تماماً، دون أي شروط أو تدخلات من أي جهة داعمة، وقال: "أصررنا أن يكون عملاً حراً ومستقلاً، لا يخضع للرقابة أو الحسابات، وأن يكون في جوهره فيلم سينما حقيقي يُشاهد ويفكر فيه الناس".

وأضاف: "أتمنى أن يكون مستوى الفيلم الفني مشرفاً، ولكن الأهم أن ينجح في لفت الأنظار إلى هذه الجريمة اللعينة التي تدمر حياة آلاف الأسر في بلادنا".
 

ردود الفعل.. دعم وتأييد شعبي
   رغم عدم عرض الفيلم بعد، حظيت تجربة "إفراج" بتأييد واسع من نشطاء وصحافيين ومدافعين عن حقوق الإنسان.
وكتب الصحافي المعروف يسري فودة: "التحية والتقدير للصديق العزيز بلال فضل، وكل من شارك في هذا العمل وكل من دعمه بما استطاع في الطريق إلى دولة القانون".

وكتب الناشط أشرف أبو النصر: "كويس إن في حد يلفت الانتباه لهذه الجريمة. الجرائم في زمننا هذا من فجاعتها يرقق بعضها بعضاً. لو بتعتبر الرق جريمة، فالاختفاء القسري أكثر جرماً بألف ضعف من حيث البشاعة".

أما الناشط أكي شوقي فعلق قائلاً: "كل التأييد لبلال فضل في الفيلم ده. الاختفاء القسري جريمة، والسكوت عنها جريمة".
 

إفراج.. عنوان يثير الذعر قبل العرض
   من اللافت أن الإعلان عن الفيلم وعنوانه فقط كان كفيلاً بإثارة ردود فعل غاضبة من بعض الأصوات المقربة من السلطة، الذين سارعوا إلى مهاجمة العمل رغم عدم مشاهدتهم له بعد، ما يعكس حجم التوتر المحيط بأي محاولة للاقتراب من ملف الاختفاء القسري، حتى لو كان ذلك عبر الفن.

https://www.facebook.com/photo/?fbid=10161940868227779&set=a.10150542729957779