في عزبة القلعة التابعة لقرية بني محمد المراونة بمركز أبنوب بمحافظة أسيوط، يعيش أكثر من 150 منزلًا حالة من العزلة والمعاناة بعد أن انقطعت الكهرباء عنهم منذ أكثر من 17 يومًا متواصلة، دون أي تدخل فعلي من الجهات الرسمية لحل الأزمة، وسط موجة من الحر الشديد تهدد حياة الأطفال وكبار السن.

كابل متهالك.. ومأساة تتفاقم
بحسب روايات الأهالي، فإن التيار الكهربائي كان يصل إلى العزبة عبر كابل قادم من جزيرة العقب، إلا أن هذا الكابل تعرض لعطل على بُعد لا يتجاوز 200 متر من النيل. ومنذ ذلك الحين، دخلت العزبة في ظلام دامس، بلا تهوية، بلا تبريد، وبلا أدنى مقومات الحياة.

ورغم بساطة الحل، لم تتحرك أي جهة مسؤولة لإصلاح الكابل أو توفير بديل مؤقت. وبدلًا من التدخل الفوري، تُرك السكان لمصيرهم، يُعانون من ارتفاع درجات الحرارة، ويفقدون القدرة على تخزين الطعام أو استخدام الأجهزة الأساسية.

خالد سليم: "حتى البدائل منعت"
يقول خالد سليم، أحد سكان العزبة، إن الأمور وصلت إلى حد العبث. "منعونا من توصيل الكهرباء من مركز منفلوط رغم قربه، كما رفضت الجهات المعنية تنفيذ خطة بديلة لتمرير الكهرباء عبر جزء من النيل من جهة منفلوط، بحجة أن الأرض المقترحة أملاك دولة"، مضيفًا: "كأن حياة الناس لا تستحق حتى مجرد دراسة البدائل".

أطفال يُرحّلون ومرضى يُعانون
مع اشتداد درجات الحرارة في أسيوط خلال فصل الصيف، لم يجد الأهالي بدًا من تهجير أطفالهم إلى منازل أقاربهم داخل قرية بني محمد، هربًا من الأجواء الخانقة التي لم تعد تُحتمل، لا سيما مع عدم وجود مروحة أو مصدر تبريد داخل البيوت.

إحدى السيدات في العزبة، رفضت ذكر اسمها، قالت: "أقسم بالله مش عارفة أنام من الحر، عندي والدتي مريضة سكر وضغط، وكل يوم بنخاف عليها من الغيبوبة الحرارية".

نداء عاجل للمسؤولين
يطالب أهالي عزبة القلعة بسرعة التدخل من محافظة أسيوط ووزارة الكهرباء لإصلاح الكابل المعطل أو توفير مصدر بديل للكهرباء بشكل عاجل، قبل أن تتحول الأزمة إلى كارثة إنسانية بسبب الإهمال والتجاهل.

ويحذر الأهالي من أن استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى تفاقم الأضرار الصحية والنفسية، خاصة لدى الأطفال وكبار السن، متسائلين: "هل نحتاج إلى كارثة حتى تتحرك الدولة؟".

الفيديو:
https://www.facebook.com/watch/?v=1241817637533019