كشفت تقارير بوسائل إعلام إسرائيلية عن هروب آلاف الإسرائيليين من القصف الإيراني على إسرائيل إلى أوروبا عبر شبه جزيرة سيناء رغم تحذيرات السفر إلى مصر، بالإضافة لهروب آخرين عبر البحر عن طريق اليخوت .

 وتعد محاولة الهروب، التي ينتهجها الإسرائيليين لإعادة نفس سيناريو والطريقة نفسها التي جاؤوا بها إلى فلسطين عام 1948، حين عبر المستوطنون البحر ليستقروا على أرض ليست لهم.

 فهذه الأرض ليست أرضهم، لذا يهرولون ويهربون مسرعين، لأنهم يدركون في قرارة أنفسهم أنها ليست لهم، بخلاف الفلسطينيين الذين، رغم القتل والحصار، ثابتون في أرضهم، لأنها أرضهم وأرض آبائهم وأجدادهم، فهم أصحاب الحق والقضية.

 

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إن قيادة الأمن القومي الإسرائيلي كانت قد حذرت السياح الإسرائيليين من البقاء في مصر أو السفر إليها عقب اندلاع الحرب مع طهران، ورغم ذلك، يمر الإسرائيليون والسياح برا عبر معبر طابا الحدودي في سيناء  وجوا عبر مطار شرم الشيخ، في ظل ارتفاع وتيرة الحرب والقصف المتبادل مع إيران.

وتسببت الحرب الدائرة بين الكيان المحتل وإيران في ارتفاع كبير لحجم الإشغالات بفنادق منطقة نوبيع وطابا بنسبة 300% لتصل إلى 60% من 15% قبل يوم الجمعة الماضي.

 

هروب بري وجوي 

وأضافت الصحيفة العبرية أن الإسرائيليين مستعدون لخوض رحلة طويلة ومضنية، بل وخطيرة، داخل سيناء وعدم البقاء في إسرائيل خلال هذه الفترة.

وقال أحد الإسرائيليين في تصريحات للصحيفة العبرية: "سافرت جوا من شرم الشيخ عبر القاهرة، وعلقت هناك بسبب التأخير، ولا أنصح حاملي جوازات السفر الإسرائيلية بذلك".

وأوضحت يديعوت أحرونوت أنه بينما يحاول حوالي 100 ألف إسرائيلي عالقين خارج البلاد العودة إلى ديارهم، تطورت سريعا ظاهرة في الاتجاه المعاكس، حيث يلجأ الإسرائيليون الراغبون في مغادرة البلاد في هذه الأيام المتوترة إلى الخيار غير المباشر، وهو العبور برا إلى مدينة طابا المصرية، ومن هناك جوا من مطار شرم الشيخ الدولي.

وتابعت الصحيفة: رغم أن الطريق معقد وخطير ويشمل عبور الحدود ورحلات طويلة، وتأخيرات، ورغم المخاطر الأمنية العالية، ورغم التعليمات الصريحة بتجنب الوصول إلى مصر وسيناء، يختار العشرات، بل المئات من الإسرائيليين سلوك هذا الطريق هربا من الحرب.

وقالت يديعوت إنه على وسائل التواصل الاجتماعي، يقول الإسرائيليون إن هذا الطريق يتطلب قدرًا من المرونة من الناحية اللوجستية، حيث تستغرق الرحلة حوالي ثلاث ساعات بالسيارة بين طابا وشرم الشيخ، وأفاد بعض الركاب أنه طُلب منهم إظهار تذكرة مغادرة من شرم الشيخ أو حجز فندقي قصير الأجل، وتتراوح أوقات الانتظار على الحدود نفسها، وفقًا للشهادات، من 10 إلى 30 دقيقة، والوجهة الرئيسية والأكثر ملاءمة من شرم الشيخ هي إسطنبول.

 

الهروب عبر البحر

كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن رحلات هروب سرية، يقوم بها آلاف الإسرائيليين عبر يخوت وسفن من العديد من الموانئ، الموجودة في هرتزليا، وأسدود، وحيفا، ونتانيا، وغيرها إلى قبرص.

وأشارت الصحيفة في تقرير إلى أن بعض الهاربين ادعوا أنهم رجال أعمال، ولديهم أنشطة سينجزونها ويعودون، في حين اعترف آخرون بالهروب من ويلات الضربات الإيرانية.

ونقلت "هآرتس"، تأكيدات بعض الهاربين بأن لديهم خبرات بالإبحار، رغم أن البحر غير مطمئن مؤخرا، خاصة أن اليخوت الصغيرة ليست مضمونة دائما.

ونوهت الصحيفة إلى أنه في مرسى، لم تسمه، توجد شركة تطلق 4 أو 5 يخوت يوميا، وكان ينتظر مع شابين وطفل يبلغ من العمر 4 سنوات الرحلة أيضا، ويبدو أنهم الوحيدون الذين يعترفون بأنهم يفرون من الحرب، بقولهم: "لقد سئمنا من الصواريخ".

وتتراوح تكلفة الرحلة الواحدة بين 2500 إلى 6000 شيكل، حسب نوع اليخت وسرعته ومستوى الراحة، وسط تقارير عن يخوت تنقل ركابًا دون تأمين.