شهدت محافظة البحيرة، صباح اليوم الإثنين، فصلًا جديدًا من فصول المأساة اليومية التي يعيشها العمال البسطاء، حيث لقيت فتاة مصرعها وأصيب 17 آخرون في حادث مروع على الطريق الصحراوي، إثر انقلاب ميكروباص محمّل بالعمالة الزراعية بعد اصطدامه بسيارة ملاكي عند الكيلو 95 بمنطقة وادي النطرون.

 

الضحايا كانوا في طريقهم إلى العمل.. ولكن الطريق كان أسرع إلى الموت
كانت المركبة تقل عمالًا، أغلبهم من الفتيات القاصرات والنساء، في طريقهم إلى العمل في الحقول، قبل أن تتحول رحلتهم اليومية إلى كارثة دامية، أسفر الحادث عن وفاة الطفلة رحمة محمد سلام، البالغة من العمر 12 عامًا، والتي أودعت جثتها في مستشفى وادي النطرون التخصصي، تحت تصرف النيابة العامة.

كما نُقل 17 مصابًا، بعضهم في حالات حرجة، إلى المستشفى ذاته لتلقي العلاج، ومن بين المصابين أطفال ومراهقون تتراوح أعمارهم بين 13 و18 عامًا، إلى جانب نساء ورجال من محافظة الفيوم، وهي المحافظة التي تعتمد كثير من أسرها على العمل الزراعي في المناطق المحيطة مقابل أجر يومي لا يتجاوز بضع عشرات من الجنيهات.

 

قائمة المصابين تضم:
شيرين مدبولي جمعة (13 عامًا)

يسرا محمد عبد الحميد (18 عامًا)

شهد محمد عبد العليم (13 عامًا)

أم هاشم مبروك محمود (30 عامًا)

ندى عيد عويس (14 عامًا)

منه حسن فؤاد (14 عامًا)

فاطمة حسين فؤاد (29 عامًا)

أحمد عبد الحميد رمضان (23 عامًا)

سيد مصطفى سيد (30 عامًا)

عمر خطاب أحمد (39 عامًا)

عبد الله رجب السيد (18 عامًا)

سالم عبد الرازق سالم (15 عامًا)

محمد مساعد السيد (16 عامًا)

مروة حسين عبد الله (18 عامًا)

شريهان مصطفى فرج (40 عامًا)

أحمد عيد أبو سريع (27 عامًا)

خديجة حسين عبد الله (14 عامًا)

 

سلسلة كوارث لا تتوقف.. هل يتحمل أحد المسؤولية؟
يأتي هذا الحادث بعد 24 ساعة فقط من فاجعة أخرى وقعت جنوب القاهرة عند مدخل الطريق الدائري الأوسطي المؤدي إلى منطقة شق التعبان، حيث لقي خمسة عمال مصرعهم إثر اصطدام ميكروباص بسيارة نقل ثقيل.

وقبل أيام، هز الرأي العام المصري حادث الطريق الإقليمي بمحافظة المنوفية، حيث لقيت 18 فتاة من قرية السنابسة مصرعهن بعد اصطدام ميكروباص بسيارة تحمل مواد بترولية. هؤلاء الضحايا، مثل غيرهم، كنّ في طريقهن إلى العمل من أجل إعالة أسرهن في ظل ظروف اقتصادية خانقة.

 

"طريق الموت" يحصد الأرواح.. والوزير يرد: مش هسيبها لحد ما أموت!
رغم تصاعد الغضب الشعبي، خرج وزير النقل والصناعة ونائب رئيس الوزراء، الفريق كامل الوزير، بتصريحات مثيرة للجدل خلال لقائه مع الإعلامي نشأت الديهي، حيث رفض الاستقالة أو الاعتراف بأي مسؤولية مباشرة للحكومة، محمّلاً السائقين كامل المسؤولية عن الحوادث.

وقال الوزير: "أنا قاعد لكم فيها لحد ما أموت"، مضيفًا: "الكلية الفنية العسكرية علمتني أكون مقاتل وبستوعب النقد بروح المقاتل". تصريحاته واجهت انتقادات واسعة، واعتبرها كثيرون دليلاً على غياب المساءلة، في وقت تزداد فيه أعداد الضحايا على طرق أنفقت عليها الدولة مليارات الجنيهات دون نتائج ملموسة في تحسين مستوى الأمان.

 

مشاريع الطرق بمليارات.. والموت مستمر
رغم إعلان حكومة عبدالفتاح السيسي عن مشاريع قومية عملاقة في مجال الطرق والكباري، وتخصيص عشرات المليارات من الجنيهات لتطوير البنية التحتية، إلا أن أرقام الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء تكشف أن عدد ضحايا حوادث الطرق ارتفع في السنوات الأخيرة بشكل مقلق، وسط اتهامات بفشل الدولة في تطبيق معايير السلامة المرورية وعدم صيانة الطرق بشكل منتظم، مع ضعف الرقابة على سائقي سيارات النقل والمركبات العامة.