شهد الطريق الإقليمي بمحافظة المنوفية، أمس السبت، حادث تصادم مروّع أسفر عن مصرع 9 أشخاص وإصابة 11 آخرين، في مشهد يعيد إلى الأذهان الكارثة الأخيرة التي راح ضحيتها 18 فتاة من العاملات الزراعيات وسائق ميكروباص، في نفس الموقع تقريبًا.
وبحسب ما أعلنته وزارة الصحة والسكان، فإن الحادث الجديد وقع نتيجة تصادم سيارتي ميكروباص بسبب السرعة الزائدة، إذ انحرفت إحدى السيارتين متجاوزة الحاجز الفاصل إلى الاتجاه المعاكس، مما أدى إلى اصطدام عنيف أودى بحياة تسعة أشخاص على الفور، وأصاب أحد عشر آخرين بجروح متفاوتة.
وسارعت هيئة الإسعاف بالدفع بـ18 سيارة إلى موقع الحادث، حيث جرى نقل المصابين إلى مستشفى الباجور التخصصي لتلقي الرعاية الطبية اللازمة، بينما تابعت فرق الطوارئ الحالة الصحية للمصابين بشكل فوري، في الوقت الذي تم فيه رفع درجة الاستعداد القصوى بالمستشفيات القريبة.
سلسلة مآسي على الطريق نفسه
الطريق الإقليمي الذي يربط بين القاهرة والإسكندرية الصحراوي أصبح عنوانًا للموت المجاني، إذ لم يمر سوى أسبوع واحد فقط على وقوع حادثة مروعة بنفس المنطقة، راح ضحيتها 18 فتاة من العاملات الزراعيات تتراوح أعمارهن بين 14 و21 عامًا، ما أثار موجة غضب واسعة ومطالبات بمحاسبة المسؤولين ووقف نزيف الأرواح.
ورغم تعهدات وزير النقل والصناعة الفريق كامل الوزير حينها بالإسراع في أعمال تطوير الطريق بطول 400 كيلومتر، وبتكلفة تقدر بنحو 50 مليار جنيه، إلا أن المأساة تكررت بعد أيام قليلة، في مشهد يُثير التساؤلات حول جدية الإجراءات الحكومية ومدى فاعليتها.
وكان الوزير قد صرّح خلال جولة تفقدية له قبل أيام أن أعمال التطوير "تسير شبر بشبر"، وأن الحوادث المماثلة "لن تتكرر"، إلا أن القدر كان له رأي آخر، حيث وقع حادث تصادم جديد أمام عينيه تقريبًا خلال جولته، مما تسبب في تعطل حركة السير لساعات.
تحذيرات وانتقادات حزبية
من جهته، قال الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي في بيان له عقب الحادث السابق إن "الكارثة الإنسانية الأخيرة تسلط الضوء على الإهمال المستمر في تأمين الطرق، خاصة في ظل تنفيذ أعمال تطوير دون أي خطط سلامة واضحة". وطالب الحزب حينها بوقف حركة المرور على الطريق الإقليمي لحين الانتهاء الكامل من أعمال التطوير والصيانة.
الأرقام لا تكذب.. حوادث ترتفع رغم المليارات
وبينما تتفاخر الحكومة بمشروعاتها القومية في مجال الطرق والكباري، وتخصص عشرات المليارات من الجنيهات سنويًا للبنية التحتية، تظهر البيانات الرسمية صورة مقلقة.
فقد أشار الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء إلى أن عام 2023 شهد وفاة 5861 شخصًا جراء حوادث الطرق، مقارنة بـ7762 في عام 2022، كما سجلت الإصابات ارتفاعًا ملحوظًا لتبلغ 71 ألف حالة في 2023، بعد أن كانت 55.9 ألف في العام الذي سبقه.
تلك الأرقام تؤكد أن نزيف الطرق في مصر لا يزال مستمرًا، وأن ما يُعلن من مشروعات وإصلاحات لم ينجح بعد في وقف شبح الموت على الأسفلت.
وفي ظل غياب الرقابة الصارمة على مركبات النقل وسلوك السائقين، وتأخر إنجاز أعمال التطوير، تظل أرواح المصريين معلقة على وعود لم تُنفذ، وخطط لم تُكتمل.
الفيديو الأول:
https://www.facebook.com/reel/1289496009507700
الفيديو الثاني:
https://www.facebook.com/watch/?v=719689260787020
الفيديو الثالث:
https://www.facebook.com/100088235253122/videos/746517644502430